آخر كـلام
البعض يحاول اليوم بكل ما امتلأت به معسكراته غير الشرعية، وخزائن أسلحته المرعبة؛ من وسائل الدمار الحديثة؛ المنهوبة أصلاً من أسلحة الدولة؛ التي أعدت من قبل لحماية أراضيها، ومكافحة الإرهاب .. يحاول بذلك، وبكل الوسائل التضييق على أرواحنا، وعلى مستقبل هذا البلد لفرض وجوده وقناعاته المتخلفة، وكأن لا وجود، ولا وزن، ولا حق لنا في هذا الوطن؛ حتى لا يبقى لنا من مخرج إلى القادم من حياتنا؛ إلا عبر الركوع عند أقدامه، والرضا بطاغوته، أو فهدُّ المعبد على رؤوس كل من فيه !! وعلى قول القائل : أنا، أو فابشروا بالحرائق، والبلاء المتلاحق .لقد بدت الصورة الآن واضحة للجميع، وبدأ الشرفاء في هذا التحالف بالتبرؤ منه.. لقد اتضحت خيوط المؤامرة الظلامية التي حاكتها وتحيكها قوى الثورة المضادة؛ التي طالما ناورت، وطالما ماطلت في إعادة، وتسليم ما في أيديها من سلاح للدولة، وهاهي تفضح نفسها .. تمعن في توجيهه إلى نحور رجال القوات المسلحة والأمن، إلى المدافعين عن كرامة الوطن، وأمنه، وسلامة أراضيه، بل تعلن به الحرب على الدولة، صراحة، وبشهادة، وتحت بصر، ونظر العالم كله، الذي طالما ندد بهذه الحال، ودعا الدولة لبسط نفوذها على أراضيها، وجمع السلاح من كل المليشيات، وجعله حصرا على الدولة .لقد ضاقت هذه القوى؛ المتحالفة اليوم على الشعب وأمانيه، وعلى الدولة والدستور .. لقد ضاقت ذرعاً بالخطوات التنفيذية الواثقة لمخرجات الحوار الوطني، وبانتصارات جماهير شعبنا بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وبالإجراءات الحثيثة التي يقودها في الواقع لفرض هيبة الدولة، وسحب السلاح، والعهد العسكرية، واستعادة المال العام، وإجراءاته لصياغة، وإنجاز دستور اليمن الجديد .. اليمن الديمقراطي، الاتحادي .. يمن الأمن، والاستقرار، والعدالة .. يمن الازدهار، والتنمية، والمواطنة المتساوية؛ فذهبت كعادتها إلى انتهاج طريق الخراب، والهدم الذي تتفوق فيه أبداً على ما سواه ..ومع ذلك؛ فيبدو أن تحالف الخراب، الذي جمع ( القاعدة المصطنعة ) هذه وكل توالف الماضي الهرمة، الذين التقوا في بوتقة الثورة المضادة؛ يبدو أن هذا الحلف قد نسي وهو ينظر إلى ما عنده من أسلحة منهوبة، ومغتصبة، ومسروقة، وإلى ما لديه من مرتزقة من مخلفات، ومزابل الماضي، ومغرر بهم ( من أبو ألف ريال حسب تعبير مقاوليهم ) وإلى ما لديه من احتياطي من الطابور الخامس؛ من بعض الذين مازالوا فاعلين في مفاصل الحياة؛ بمقتضى الوفاق الوطني .. يبدو أن هؤلاء كلهم قد نسوا، أو ربما تناسوا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي قد جاء من صميم إرادة هذا الشعب العظيم، وعلى أكتاف قواه الحية، والفاعلة، وأنه يتكئ إلى قاعدة صلبة، هي بحق عصاه على كل من عصاه، قاعدة صلبة أصيلة، من كل فئات الشعب، وغالبيته العظمى، وكل قواه المسلحة والأمن، وفي المقدمة الحرس الجمهوري؛ الذي أثبت وطنيته، ومهنيته الخالصة، وخيب كل آمال قوى الثورة المضادة، ولا سيما مؤامرة الأربعاء المنصرم؛ التي انقلبت على رؤوس مدبريها، وفضحتهم أيما فضيحة . وبعد هذا؛ وذاك؛ فقد تناسوا ذلك التأييد الإقليمي، والدولي؛ الذي يحظى به فخامة الرئيس، والمعمد بقرارات مجلس الأمن الدولي؛ المستندة إلى البند السابع.. لقد تناسوا ذلك كله، واتجهوا ـ بعمى لا تأويل له سوى إرادة الانتحار ـ نحو قلب الطاولة، وتصفير اللعبة، وكأن المجتمع الدولي بحاجة لمن يضيع معه الوقت، أو يقامر معه في مستقبل بلدانه ومصالحها، فذهبوا إلى حياكة المؤامرات السمجة، وقتل ابناء المؤسسة العسكرية والأمنية، والتآمر الشامل على الشعب، والجيش، ومحاولة قلب النظام السياسي؛ وفق ما تعودوا عليه خلال العهود السابقة؛ من قتل الضحايا، والخروج، فالتباكي في جنائزهم، ثم الصعود على جثثهم، والوصول إلى مبتغاهم .ولكن .. ها هو الرئيس القائد يحرق كل أحلامهم، وينتصر لشعبه الأبي .. هاهو يخطو خطواته الواثقة، والجريئة، بالقانون، وعلى أساسه، ويضرب أوكار البغاة بحزم، وإرادة لا تلين، بعد أن حلُم، وتحلَّم، وأنذر وحذَّر، وغداً، أو بعده ستفتح الملفات المغلقة دون ريب، وستكشف الأوراق، وتنشر فضائح من خانوا الشعب، وإرادته الحرة على رؤوس الأشهاد، وعندها سيقول القضاء كلمته في الأسلحة، والأموال المنهوبة، وفي معرقلي التسوية السياسية؛ الذين أصبحوا تحت المجهر المحلي، والإقليمي، والدولي، ودون حجاب .. غداً، وإن غداً لناظره قريب .