بعد أن حولها إلى أكبر تاجرة
القاهرة/متابعات:داخل السجن بكت “سحر طلعت” بحرقة، وكانت تقول: يا خالي أنت السبب في ما جرى لي. كنت أحلم بأن أصبح مهندسة فقد كنت الأولى بالمدرسة الابتدائية التي أدرس فيها، لكنك قتلتني وأنا حية، لقد أصبحت تاجرة مخدرات بفرمان منك، أنت الذي تستحق الإعدام، فأنت لست خالي. وكان الجميع يعلمون قصتها، وهي بالفعل ضحية لخال لا يعرف الرحمة ولم يتخيل أن ابنة شقيقته التي توفي والدها ووالدتها في حادثة وعاشت في بيته من الممكن أن تكون أفضل حالاً منه، وأن تعيش بعيدًا عن المخدرات التي غرق فيها، فلقد أدمن المخدرات ثم أصبح أكبر تاجر في منطقة ابشواي بالفيوم. وحاولت زوجته أن تنقذ الفتاة من هذا المصير خاصة أنها لم تكن سعيدة بما يفعله زوجها، لكنها لم تملك أن تفعل شيئًا لزوجها الذي يخشاه أعتى الرجال.كانت الزوجة عاجزة وهي ترى زوجها يضرب ابنة شقيقته لانشغالها في المذاكرة، كان يطلب منها أن تستمع إليه حتى يُعلّمها كيف تصبح تاجرة مخدرات، خصوصًا وأنه ليس لديه ذريّة لترث مهنته. وأدركت أنها لن تستطيع فعل شيء أمام قسوة خالها. وقد هربت كثيرًا من منزل خالها ولكنه كان يبحث عنها ويُعيدها . وقد دخل هذا الخال السجن عدة مرات، وطاردته الشرطة وأطلقت عليه النار، لكنه لا يخشى أجواء الرعب.وأمام تصميم الخال بدأت سحر تستسلم، واستجابت لخالها الذي راح يصطحبها معه أثناء لقاءاته مع كبار تجّار المخدرات الذين تعجّبوا لوجود فتاة بريئة في عالم المخدرات، وبالفعل بدأت الفتاة تتفاعل. وأخبرها خالها أنها ستربح آلاف الجنيهات بعد فترة من عملها، وبدأت سحر تفهم أسرار المهنة مُدركةً أن عليها الحذر خوفًا من وصول الشرطة إليها، لأن الخطأ يُساوي السجن سنوات طويلة، والنجاح يُساوي أموالاً طائلة. وبالفعل تمكّنت سحر من إنجاز بعض الصفقات وحدها، بعد أن أرسلها خالها لتسلّم شحنة ومعها بعض أفراد العصابة، وكلّف أحد مساعديه إعطاء ابنة شقيقته الفرصة كاملة حتى يستطيع الحُكم على أدائها، لكن الخال طلب منه التدخل في الوقت المناسب لإنقاذها في حالة تعرّضها للخطر.ونجحت الفتاة باقتدار في أول اختبار، وقرّر أن يمنحها ألف جنيه مكافأة لها على نجاحها في أول عملية، وكانت سعادة سحر بلا حدود بهذه الأموال، لكنها عادت إلى غرفتها وأغلقت بابها على نفسها وراحت تفكر في مستقبلها فذكاء الفتاة كان يمثل لها مشكلة لأنها ليست مجرد فتاة عابثة تافهة تفرح بالمال، كانت سحر تفكر في مستقبلها المُظلم وفي السجن الذي قد يواجهه في حالة القبض عليها، رغم أن خالها كان يُخبرها أنها من الممكن أن تظل بعيدة عن قبضة الشرطة طالما بقيت حريصة وحذرة.لكن الحذر لا يمنع السقوط، فالخال كان يُمثل لابنة شقيقته نموذجًا لا يحتذى به لأن حذره لم ينقذه من الشرطة التي قبضت عليه متلبسًا بتهريب المخدرات، وأحبطت محاولته إدخال شحنة من الهيروين إلى مصر. وأصاب سحر وزوجة خالها إحباط شديد. ومع ذلك استدعاها خالها من مَحبسه، وفي موعد الزيارة اتجهت الفتاة إليه بخطوات مرتعشة فقال لها خالها اسمعيني فربما هذا اللقاء الأخير بيننا، لأنني قد أواجه الإعدام بتهمة جلب الهيروين ولابد أن تواصلي المسيرة .وراح الخال يوجّه سحر ويُرشدها إلى الخطوات التي يجب أن تقوم بها، وبدا الطريق الذي رسمه لها خالها لا رجوع عنه، ولم تجد في النهاية سوى الانصياع وهي تعلم أن فرحتها بأموال المخدرات من المنتظر أن تنتهي قريباً، وهذا بالفعل ما حدث لها وتوالت العمليات الناجحة التي قامت بها سحر ببراعة مستخدمة ذكاءها، كانت تزور خالها في مَحبسه وتحكي له تفاصيل هذه العمليات، ويربت على كتفها ويشيد بها .وكانت أجهزة الأمن تتتبع سحر بعد أن ذاع صيتها. ورغم حذرها الشديد نجحت مباحث مكافحة المخدرات في أن تدس مصدرًا سريًا بين عصابتها، وبسرعة حاز ثقتها، وبدأ ينتظر ساعة الصفر التي ستقوم خلالها سحر بتسلّم صفقة جديدة من الهيروين. وسقطت إمبراطورة الهيروين متلبّسة خلال تسلّمها الشحنة. وحاولت الهرب لكن دون جدوى، فالشرطة تُحيط بالمكان، ولم تجد مفرًا من الاستسلام وأمام ضباط المباحث بكت بحرقة، وأطلقت نيران اتهاماتها على خالها وقالت إنه المسؤول وطالبت بإعدامة فى ميدان عام وقرّرت النيابة حبسها، وأحالتها على المحاكمة بتهمة الاتجار بالمخدرات.