مأساة تتكرر كل عام
استطلاع/ دنيا الخامريدشنت الامتحانات النهائية للمرحلتين الأساسية والثانوية في محافظة عدن الثلاثاء الماضي للعام الدراسي 2013 - 2014م وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي مرت خلال العام الدراسي المنصرم إلا أن المؤشرات متفاوتة حيث تصب بعض الآراء حول نجاح العملية الامتحانية وتجاوز الصعوبات بتكاتف وجهود جميع الجهات من قيادات تربوية ومعلمين وطلاب وأولياء أمور والأخرى حول صعوبة تجاوز الوضع الحالي، إذا تعثر بعض الطلاب في مستوياتهم فلا نلومهم حيث أنهم يحتاجون إلى جو مناخي مناسب كي يتجاوزوا فترة الامتحانات بنجاح.فبالنسبة لمشكلة الكهرباء المأساة التي تتكرر كل عام والتي يعاني منها الجميع وخاصة الطلاب في هذه الفترة من الامتحانات يجب مراعاتهم خاصة في الفترة الصباحية المخصصة للامتحان حتى يرتقوا بمستوى أفضل ونتائج مبشرة هذا العام وعلمياً أثبت أنه كلما كان الجو حاراً تقل الإنتاجية عند الفرد.وحتى نسلط الأضواء على إتمام عملية الامتحانات بنجاح وأهم المشاكل التي تهدد وضع الطالب والعملية التعليمية في محافظة عدن قامت صحيفة (14 أكتوبر) بإجراء جولة استطلاعية حول هذا الموضوع وخرجت بالآتي:[c1]متفائلون بنجاح سير الامتحانات[/c]بداية جولتنا كانت في ثانوية باكثير للبنات مديرية صيرة حيث التقينا بالأخ محمد عبدالله غالب الكدر مدير تربية صيرة وقال لنا:دشنت صباح يوم الثلاثاء الماضي الامتحانات النهائية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي وحضر الافتتاح الأخ عوض مبجر الأمين العام للمجلس المحلي وتفقد سير إجراءات عملية الامتحانات. وكان عدد المتقدمين للامتحانات هذا العام للتعليم الأساسي حوالي 1210 طلاب وطالبات وحوالي 1486 طالباً وطالبة في التعليم الثانوي وهناك تسعة مراكز أساسي وسبعة مراكز ثانوية في مديرية صيرة ومنهم منتسبون.وأضاف: بالنسبة لليوم الأول للامتحانات فالكل عاش الوضع الصعب الذي حصل من طلاب ومعلمين وأولياء أمور بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل والطلاب كانوا مرهقين ومتعبين ولم يذاكروا بالشكل المطلوب وهذا خارج عن إرادة الجميع ولم تكن هناك أي مشاكل أو معوقات وإنما التمسنا العذر للطلاب الذين كانوا مرهقين وفي حال يرثى لها.وتابع: "الأسئلة كانت سهلة وكانت مكونة من أربعة نماذج وحاول الطلاب جاهدين إكمال الامتحان بفضل الله وجهود الجميع ونخص مكتب التربية والتعليم من المأمور ومن ينوب عنه من المجلس المحلي والطاقم الموجود في مكتب التربية والتعليم مديرية صيرة.وبالنسبة للأخبار المتسربة حول فتح باب الغش على مصراعيه قال الكدر: لا يوجد أي شيء حول هذا الكلام لم يكن هناك باب للغش مفتوح ولكن لن ننكر أن هناك حالات بسيطة ولكنها ليست بشكل كبير أو لافت.وأنهى حديثه قائلاً: متفائل أن ننهي فترة الامتحانات بشكل طيب ومرضٍ، نحن لا نحمل أصحاب الكهرباء أي مسؤولية لأن الانقطاعات خارجة عن إرادتهم ولكن نتمنى من الله ومن ثم الجميع أن لا تنقطع الكهرباء وقت الامتحانات وأن يتم بذل الجهود في هذا الشأن ونتمنى من المدرسين التعامل الجيد مع الطالب وألا يكونوا حازمين معهم بل عليهم تهدئة الطلاب والرفع من معنوياتهم حتى يتهيأ لهم جو هادئ ومناسب حتى يتم حل الامتحان بشكل جيد.ومن جهتنا نشكر الأخ عوض مبجر الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن الذي قدم حوالي 15 ألف كيس ماء بارد للطلاب أثناء سير الامتحانات وهذه لفتة كريمة منه لمساعدة الطلاب في تحمل الأزمة الحاصلة، ونقول لطلابنا شهر كريم بمناسبة قدوم رمضان ونتمنى لكم التوفيق والنجاح وأن يكون منكم أوائل من المحافظة على مستوى الجمهورية ونتمنى من قيادة المحافظة الوقوف معنا في سير العملية التعليمية وأن يكون العام القادم أفضل وتكون الأمور ميسرة وكل عام والجميع بألف خير.[c1]بذل الجهود في تحصيل العلم[/c]وتحدثت معنا الأخت إنصاف علي أحمد الفقيه موجه تربوي قائلة: شاركت هذه المرة في الإشراف على امتحانات الوزاري للصف التاسع مختصة بالمنتسبين، ونحاول أن نبذل جهداً كبيراً بعد جهود المديرية في أن نسير الأمور بنظام بقدر المستطاع ونحاول إعطاء هدوء وثقة للمنتسبين على الرغم من الظروف التي يمر بها طلابنا والناس بشكل عام ولكن هذا لا يمنع كطلبة وأولياء أمور ومعلمين في أن نبذل أقصى جهدنا في تحصيل وتحسين العلم.وواصلت: حتى الآن لا توجد أي صعوبة فالأسئلة سهلة ولم يكن فيها أي صعوبة وكلها جاءت من المقرر، وكل المطلوب هو بذل جهد في المذاكرة حتى يتسنى لهم النجاح.وقالت: شرفنا بحضوره الأخ عبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم مع الأستاذ سالم المغلس مدير التربية بالمحافظة واطلعا على أجواء الامتحانات في ثانوية باكثير للبنات وتفقدا القاعات وسير العملية الامتحانية وكانت الأمور تسير على ما يرام. كلمة نحب أن نوجهها لكل واحد بمكانه، كل منا مسؤول بمكانه ولابد لنا من أن نبني العلم لا أن نهده هذا مستقبلنا وهذا بلدنا يجب علينا أن نرفعه نحو الأفضل، وطالما هناك جهود صادقة ونوايا مخلصة لبناء هذا البلد وإخراج جيل بناء ومتسلح بالعلم فسوف نتفاءل بالخير ويكون عندنا أمل كبير بالمستقبل القادم. [c1]ما يحصل هو جريمة[/c]وعبرت الأخت سعاد معلمة في إحدى مدارس مديرية صيرة عن رأيها بالوضع الحالي للتعليم وقالت: حقيقة ما يحصل معنا ومع الطلاب جريمة خاصة وأن انقطاع الكهرباء والتخريبات جاءت في وقت حساس جداً وهو وقت انطلاق مرحلة الامتحانات الثانوية والأساسية وبهذا الوضع تصبح العملية التعليمية شكلية وإسقاط واجب ولا تنعكس بشكل ايجابي على حياة ومستقبل الطالب حيث أننا لا نستطيع التمييز بين طالب وطالب آخر إذا فتح باب الغش كسبيل لمراعاة الظروف وإعطاء فرصة للطالب كي يحل الامتحان خاصة وأنه أثناء انقطاع الكهرباء والحر الشديد لا يستطيع حل أي شيء أو استيعاب أسئلة الامتحان.[c1]التسلح بالعلم[/c]والتقينا بالأخت هدى صالح مدرسة لغة عربية للتعليم الأساسي بمدرسة بازرعة والأخت فاطمة حسن تربوية ورئيسة قسم التدريب والتأهيل في تربية صيرة وقالتا: نحن دائماً نحث الطلاب على الاعتماد على أنفسهم وان يجتهدوا للوصول إلى النجاح فبالعلم يستطيعون أن يتسلحون ويبنوا أنفسهم لا بالغش وغيره.وأضافتا: على طلابنا أن ينجحوا بكفاءة ويجتهدوا في سبيل ذلك ونشيد هنا من خلالكم بدور أولياء الأمور في مساندة ومتابعة أبنائهم وتحفيزهم للمذاكرة والاجتهاد وتجاوز أزمة الكهرباء والوضع الذي يعيشه الطلاب أثناء المراجعة. ونتمنى للجميع التوفيق والنجاح وعلى طلابنا ألا ينسوا أنه بالعلم ترتقي الأمم ويحاولوا بذل أقصى جهدهم وأن يتحملوا المسؤولية هذه الأيام معنا ومع أولياء أمورهم والله ولي التوفيق.[c1]الغش ليس حلاً[/c]والتقينا التربوية القديرة أم محمد التي قالت لنا: يعتقد بعض الطلاب أنه إذا اعتمد على الغش كوسيلة للنجاح فإن هذا هو الطريق السريع للانتقال إلى مرحلة أخرى وهذا خطأ عليهم أن يتداركوه، فكيف نفرق بين الطالب الذكي والمتميز و الطالب الفاشل أو ذي المستوى الضعيف والمتدني.وأردفت: على المعلم أن يؤدي دوره بشكل صحيح وبضمير وإنسانية تجاه الطلاب وتجاه التعليم فلو فتح باب الغش على مصراعيه ونقول عادي سوف نخلط الحابل بالنابل ويتساوى الطالب المجتهد الذي يراجع دروسه مع الطالب المهمل واللامبالي وهذا ليس عدلاً برأيي.وقالت: صحيح نحن بأزمة وكلنا نتضامن مع هؤلاء الطلاب لكن يجب على المسؤولين والقادة في المحافظة أن يوفروا بدائل مؤقتة أثناء انقطاع الكهرباء وقت الامتحانات ومحاولة إنقاذ التعليم من السقوط إلى الهاوية وتدارك الأخطاء السابقة في السنوات الماضية حيث يصعد الطالب مستوى أعلى وهو متبلد ولا يفهم شيئاً.[c1]سئمنا من الوضع[/c]وقالت ولية أمر أحد الطلبة: راعوا الله في أبنائنا كل عام يمتحنون بظروف الله العالم بها، فكيف يستطيع الطالب أن يذاكر دروسه والكهرباء تنقطع ساعات متواصلة وحتى في وقت النوم، كيف يستطيع عقله أن يستوعب شيئاً خاصة ونحن في عز الحر.وتابعت: كل ما نرجوه هو عمل حل لأبنائنا الطلاب ومحاولة مراعاتهم وإيجاد حلول لمشاكل الكهرباء التي سئمنا من وضعها ومن سماع نفس الأخبار حول التخريبات التي تجري عليها.وقالت: بالتوفيق والنجاح لجميع أبنائنا ونقول لهم ربنا معكم وشدوا الهمة ونأمل السنة القادمة ألا نشهد مثل هذه المشاكل والانقطاعات.[c1]الرفع من المعنويات والتحفيز[/c]وقبل ختام جولتنا تحدثنا مع إحدى المعلمات في مدرسة في ثانوية باكثير للبنات والتي قالت: للمعلم دور كبير وفعال في المجتمع في بناء جيل ذي عقلية واعية وخصوصاً في الوقت الراهن لما يواجه أبناءنا من ضغوطات نفسية شديدة فالمعلم دوره أكبر من الأيام العادية بسبب الأزمة التي نعاني منها، ويأتي دوره الأكبر هذه الأيام خاصة المراقب أو المراقبة على الامتحانات لا نقول أن يتم التساهل مع الطلبة أثناء عملية المراقبة وإنما محاولة الرفع من معنوياتهم وتحفيزهم في تجاوز الأزمة.وأضافت: "الأزمة السياسية التي مررنا بها في السنوات الماضية أثرت علينا نفسياً ولكننا نحاول ألا نشعر الطالب بهذا ونحاول أن ندفعه إلى الأمام ونشعره بأن الأوضاع سوف تكون أفضل، فالمجتمع اليمني مجتمع واع ولكنه يحتاج إلى أياد تدفعه إلى الأمام".في ختام الجولة نستعرض لكم بعض الآراء على الماشي:* المواطن أحمد نبيل: للأسف بعض الناس تفتخر بالغش وتحفز أبناءها على ذلك وهذا الذي ضيع شبابنا اعتماده على الغش، فتجده خريج كلية ولا يعرف حتى كيف يكتب اسمه.* الحاج صالح: بعد التسعينات انتهت الدراسة في الجنوب وحتى الأخلاق تبدلت للأسف.* الأخت أنسام محمد: الغش كان بسؤال واحد أو استفسار ، الآن انتشر بشكل كبير كأنه نقل درس وبعد هذا كيف سيتخرج جيل صالح وواع ومثقف؟.[c1]خير الكلام ما قل ودل[/c]تمنى بعض أولياء الأمور وطلاب ومعلمون أن يتم مراعاة وضع الطلاب في هذه الأيام ومراعاة ظروف الامتحانات بعدم انقطاع الكهرباء في الفترة الصباحية المقررة لوقت الامتحان مناشدين الحكومة والمسؤولين أن يتخذوا القرار اللازم لإنهاء الإهمال واللامبالاة لأوضاع الطلاب وشل قدرتهم حول إيجاد أي حلول لذلك. آملين من الأخ وحيد رشيد محافظ محافظة عدن أن يولي التربية والتعليم اهتمامه خاصة في هذه الأيام ومحاولة إنهاء مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء في محافظة عدن حتى لا تؤثر بسلبية أكثر على مستوى التعليم في المحافظة وتوفير بدائل أخرى في فترة الامتحانات. والتوفيق للجميع.