آخر كـلام
دعهم أيها الرئيس هادي في غيهم يعمهون، ذلك بأنهم فقدوا مصالحهم التي كانوا يعتاشون منها، ولا نراهم إلا يصطادون في المياه العكرة التي صنعوها بأيديهم، وفرخوا فيها أتباعهم وأشياعهم .. إنهم أولئك الذين أوصلوا الوطن والشعب إلى مأزق هم قادوه إليه، بينما نراهم اليوم يتباكون على عهد حكمهم البائد الذي يدعون زوراً وبهتاناً، أنه كان أفضل مما نحن عليه اليوم في ظل تغيير وانتقال نظام الحكم من أيدي أشخاص أكل عليهم الدهر وشرب إلى أيدي مؤسسات يحكمها الدستور والقوانين، بإشراف إقليمي وعربي ودولي .. هؤلاء الذين كانوا ينهبون ثروات الشعب وقادوه إلى حالة الفاقة والفقر والعوز الشديد، في الوقت الذي كان بأيديهم أن يجعلوا الشعب ينعم بثرواته، والوطن يرقى ويزدهر مما يخرجون من باطنه من ثروات نفطية وغازية وغير ذلك كانت تذهب إلى جيوبهم وجيوب عائلاتهم، ولم يكتفوا بذلك، بل سرحوا الموظفين العسكريين والأمنيين والمدنيين الجنوبيين من أعمالهم بدلاً من الاستفادة من خبراتهم، ولكن الحقد والكراهية والانتقام والأنانية وحب الذات أعمت قلوبهم قبل أبصارهم، وقادوا الشعب والوطن من أزمات إلى أزمات أكبر، ونهبوه وورطوه في تعاقدات وصفقات لم يستفد منها سواهم، حيث ازدادت نسبة الفقر بين فئات الشعب أضعافاً مضاعفة، وتم القضاء على الطبقة المتوسطة، وصارت الثروة متركزة في أوساط عائلات محددة، استطاعت أن تتداول فيما بينها ثروات الشعب، بينما الشعب ظل تحت خط الفقر، وظلت نسبة كبيرة منه تتسول في دول الجوار بحثاً عن لقمة عيش عز عليها الحصول عليها داخل الوطن بسبب تلك السياسات الخاطئة التي كان يتبعها النظام السابق، وظل متمسكاً بها رغم كل التحذيرات والمؤشرات التي تؤكد خطأ توجهها .ألا يستحي هؤلاء الذين يهاجمون الرئيس هادي من التباكي على نظام كهذا الذي يتحدثون عنه، وقد ثارت الجماهير ضده وهو النظام الذي دفع بآلاف من العمالة الشابة المؤهلة إلى قارعة الطريق بحثاً عن عمل لم يستطع ذلك النظام توفيره لهم سوى وعود تتبعها وعود، في الوقت الذي تزداد أحوال الشعب المعيشية سوءاً.نقول لهؤلاء الذين أثبتوا فشلهم خلال عقود من الزمان مضت، دعوا الرئيس هادي يعمل دون منغصات لتأسيس دولة اليمن الحديث، دولة المؤسسات التي عطلتموها بسياساتكم الخاطئة، وها أنتم ما زلتم تضعون في طريق فخامته العراقيل والأزمات بغرض إفشال مسيرته الظافرة التي يريد بها إخراج الشعب والوطن من المأزق الخطير الذي أوقعتموهما فيه .. اخجلوا من أنفسكم قليلاً طالما كنتم عقبة كأداء في طريق ازدهار الشعب وتطور الوطن وأوصلتموهما إلى حد الانفجار .دعوا الرئيس هادي يخلص الشعب والوطن من الأزمات التي زرعتموها في طريقهما، ألم يكفكم ما حصدتموه طيلة عقود من الزمان من ثروات ليس لكم حق فيها، إنما هي من أموال الشعب المغلوب على أمره؟! .دعوا الشعب يتنفس في ظل نظام حديث ينسجه الرئيس هادي مع القوى الوطنية وتحت إشراف إقليمي وعربي ودولي .. فألاعيبكم ومؤامراتكم مكشوفة، والشعب يعرف أين هي مصلحته ومع من .. إنها والله هي الحماقة التي أعيت من يداويها .. أفلا تعقلون؟! .ونحن نقول للرئيس هادي امضِ في طريقك لإخراج الشعب من الظلمات إلى النور ومعك كل القوى الوطنية التي تنشد الحرية للشعب وكسر أغلال النظام القبلي العائلي .. امضِ قدماً - أيها الرئيس هادي - ودع هؤلاء في غيهم يعمهون .