صباح الخير
ليس جديدا أن نقول : إن وحدة اليمن ستبقى على الدوام، كما كانت منذ القدم خيار كل الشرفاء .. خيار كل الوطنيين المخلصين لعظمة الانتماء إلى هذه التربة الطاهرة؛ مثلما أنها كانت وستظل خيار الأصدقاء، وكل المجتمع الدولي؛ الذي قال في كل الظروف والمنعطفات : نعم لليمن .. ديمقراطياً .. موحداً .. آمناً .. مستقراً .. مزدهرا .ولذلك فإن تآمر بعض القوى الإقليمية؛ متحالفة مع عملائها المتخثرين في فضائحهم .. المتكاثرين ( جراء ظروف المرحلة ) كالدود في الداخل والخارج .. الذين وحدوا صفوفهم اليوم في بوتقة عمل تنظيم القاعدة الإرهابي، ووحدوا هدفهم ( كل من مكمنه ) في مرمى أساس، وأولي، لا يخرج البتة عن مؤدى إسقاط هياكل الدولة الاتحادية الجديدة برئاسة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة الوفاق الوطني، ومعهم كل أهداف الثورة اليمنية الخالدة، وقواها الحية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل بكل مكتسباته، والعودة ـ بالتالي ـ إلى نقطة البداية، وما يسمونه بـ(المربع الأول ) .. نقول : إن تآمر كل هؤلاء؛ الذين يرفعون أسلحتهم ارتزاقاً، ووسائل الرعب والدمار التي امتلكوها ( اغتصاباً ) في وجه الدولة وأجهزتها، وبمختلف مسمياتهم ( متحالفين ) لم يصبح فقط مدعاة للاستهجان والاستنكار من كل شرفاء المعمورة بل أصبح كذلك دافعاً أصيلاً، وأساسياً، وحثيثاً ( من منطلق الدفاع عن النفس ) لتحرك شعبي عارم لمواجهة هذا العدوان وقواه الشيطانية المتغطرسة، والتي أصبحت اليوم تنهش دون رحمة في جسد الوطن، وتقتل ببربرية ابناءه، وتبدد بجنون طاقاته، ومقدراته في هذه الدوامة التي يحاولون من خلالها إغراق الوطن، وكل أمل لشرفائه في النهوض والتغيير . إنهم لا يفكرون سوى في الهدم، وبمزيد من الارتزاق والعمالة، وإن كانت العمالة للشيطان، وإن كان الحلفاء من ذراري إبليس، وهاهي حرب الدولة على تنظيم القاعدة في أبين وشبوة قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك وجود هذا الحلف، والتنسيق والتعاون التقني واللوجستي، ووجود غرفة عمليات موحدة لقيادة مختلف العمليات عسكرياً، واستخباراتياً، وإعلامياً، وبما يؤدي إلى مزيد من الهدم المادي، والبشري، والنفسي . ولعل من المهم الإشارة هنا إلى بعض الأمور التي ربما يتغاضى عنها هؤلاء البغاة، وأهمها : الإرادة الصلبة للقيادة السياسية متضافرةً، ومتحدةً مع الفعل الشعبي، وهي الإرادة التي ظهرت بها القيادة السياسية في حربها على القاعدة وحلفائها في أبين، وشبوة، والتي سطرت فيها ( وكنتيجة لها) القوات المسلحة، واللجان الشعبية ملاحم بطولية في الدفاع عن كرامة الوطن، وخيارات الشعب، وإرادته الحرة .هذا من جهة، ومن جهة إخرى الاحتمالات الأكيدة بتحول التجربة في هذه المعارك إلى دروس، وبالتالي تحول الأرض اليمنية كلها إلى أخدود عظيم لردع كل جماعات الرعب الباغية، وبمختلف مسمياتها، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى حرمان هذه القوى المتحالفة، المتآمرة على الوطن ووحدته، وعلى إرادة الشعب، ويدخل في هذه القوى ( الثورة المضادة، وأنصار القديم، من دعاة التوريث، والإمامية الجديدة) .. حرمانهم من إمكانية الخروج الآمن من هذا المستنقع القذر؛ الذي أحبوا ، بل أصروا على أن يحشروا أنفسهم فيه . الأمرالآخر، ويتمثل بالإرادة الدولية التي ترجمتها برقية التهنئة التي تلقاها رئيس الجمهورية يوم الاثنين المنصرم بمناسبة العيد الوطني للجمهورية اليمنية من الرئيس الأمريكي ( مبارك حسين أوباما ) والتي أعرب فيها عن موقف بلاده الثابت في دعم القيادة السياسية اليمنية لمواجهة الإرهاب، ودعم الإصلاحات، وبما فيها الإصلاحات الأمنية، ودعم العمل نحو ( التغيير ) .. هذه الإرادة التي يتابعها حثيثاً السيد جمال بنعمر في مجلس الأمن وعلى الأرض، بخطوات لا تقبل التأرجح، ولا تتهاون مع الإعاقات من أي طرف كان . هذه المرة ـ مثلاً ـ سيأتي إلينا السيد جمال بن عمرمجدداً، لكنه ليس وحيدا، بل مع مزيد من الوضوح الحزم الذي سيلين الأدمغة المتحجرة .. كل ذلك مع أربعة خبراء متخصصين بجمع المعلومات، وذلك ليتم رفع معلوماتهم إلى لجنة العقوبات المشكلة من المجتمع الدولي لهذا الشأن؛ ليتم على أساسها اتخاذ الإجراءات الصارمة على المعرقلين لمسيرة بناء الدولة الاتحادية الجديدة، وبمقتضى قرار مجلس الأمن ( ذي البند السابع) الذي من شأن تفعيله ( لأول مرة ) أن يقطع وساوس الشياطين في رؤوس ( القاعدة) المستوردة عقولاً وعجولاً، والمحلية إدارة، وتوجيهاً، ومعلومات، وأسلحة، وعتاداً، ومعها بالضرورة أعوانها، وحلفاؤها على مستوى الساحة اليمنية كلها .هذه المعطيات؛ تفيد دون شك من له بصر وبصيرة، لكنها ربما تكون صعبة الفهم على الذين لا يفهمون سوى لغة ( الحزم والمواجهة ) .. ومع ذلك؛ فمن حقهم أن يختاروا، وإن كان ذلك مناطحة الجبال، وكسر قرونهم !! أما الوطن فسيبقى موحداً بأبنائه .. ناهضاً بشرفائه .. ديمقراطياً برجاله ونسائه .. ولو كره الحاقدون، وتآمر المتآمرون .وبقي أن نؤكد في الأخير أن ثبات الوحدة، والحفاظ على مخرجات الحوار الوطني الشامل، والنصر التام على ( القاعدة ) وحلفائها من مختلف المسميات مرهون بوحدة الشرفاء، وتراص صفوفهم، وفضح دعاوى هذه القوى الواقفة في صف القاعدة، وفيهم من يعمل بيننا، وهي الدعاوى، والحرب النفسية الهادفة إلى هدم الوطن، وذلك بتجريد الأخ الرئيس من قاعدته الشعبية، وتشتيت قواه، وكشف ظهر قوى الثورة والتغيير، وتعزيز وجود القديم، وقواه المهترئة، والتهيئة للسقوط ـ لا قدر الله ذلك ـ الذي لن يبقى معه سوى الخراب الشامل لكل أمل جميل في هذا الوطن .. فالحذر أيها الشرفاء .. الحذر ثم الحذر !!