لعل التكريم السنوي الذي يقام في مديريات التربية والتعليم في محافظة عدن يؤدي إلى نتائج مرجوة وطيبة تدفع بالعملية التربوية والتعليمية إلى الأمام وانتشالها من الوضع الحالي والذي بحاجة إلى مراجعة دقيقة وشاملة بهدف التقدم نحو الأفضل ويحذونا الأمل بالنظر إلى قوام وهيكل وزارة التربية والتعليم من أجل التعرف عن كثب على كافة الوسائل المستخدمة إذا كانت مناسبة من حيث الشكل والمضمون. إن التكريم يمثل أحد أشكال النهوض والنجاح في أي عمل يقدم وخطوة هامة بحد ذاتها يتطلب بالضرورة استغلالها بأعلى درجات المسؤولية والاهتمام ثم توجيهها بما يتناسب والتطورات الجارية في المجتمع ومعرفة حجم الاحتياجات المختلفة التي يشكو منها كل من له علاقة بشؤون الطلاب والمعلمين على السواء باعتبارهم حلقة ضرورية تدور في محور واحد وكل له خصوصياته وطلباته التي ينبغي أن تكون متوفرة دون الحاجة إلى اللهث وراءها في دهاليز ومكاتب الوزارة والمرافق التابعة لها، وحتى يفي المعلم بواجبه الدراسي لابد من توفير المناخ المناسب الذي يعطيه حافزاً لعمله في تقديمه الدروس للطلاب بمختلف مستوياتهم التعليمية مثل ما له حقوق عليه واجبات وهما مسألتان متوازيتان في تحقيق الهدف ورفع المعنويات مع تقديري البالغ لأولئك الجنود المجهولين في السلك التربوي الذين يبذلون جهوداً متواصلة تستحق الشكر والاحترام، إلا أن غياب التخصصات وصعوبة التوصيل بسبب زحمة الطلاب في الصف الواحد الذي يصل إلى أكثر من (60) طالب لاشك أنه سوف يعكس نفسه على بقية الدروس إضافة إلى الغياب الحاصل للمعلم في عدد من المدارس دون محاسبة تذكر وضعف المتابعة من قبل القيادات المشرفة التي لا تراقب تلك الأوضاع ما يساعد على عملية استمرار الغش في الامتحانات النهائية وأصبح واقعاً ملموساً من الصعوبة بمكان السيطرة عليه. وهناك قضايا في جانب من العملية التربوية تتعلق بتأخير الكتاب المدرسي في كل عام إلى ما بعد الدراسة وترميمات داخلية أو خارجية بعد الانتهاء من الإجازة السنوية ما يؤدي إلى تأخير الدراسة وغياب الطلاب دون حسم ومعالجة والتي تتكرر سنوياً، ولا يزال التقصير في تنفيذ الأنشطة الصفية واللاصفية واضحاً للعيان وأن أختلف حجمها ومستوياتها من مدرسة لأخرى حسب نشاط الطاقم التربوي الذي يعمل في هذا الإطار ودرجة تفاعله في حين أن البعض ترك هذا النشاط وإن وجد فهو محدود وينظم على استحياء نتيجة شحة الإمكانيات حيث تحتل أهمية كبيرة في تأهيل أجيال من المواهب المختلفة مثل الأديب والفنان والرسام والشاعر والنحات وغيرهم يعرفها جماعة التربية والتعليم.وفي إحدى الحفلات بيوم المعلم لهذا العام فقد تشرفت بدعوة إلى الحضور وسعدت كثيراً عندما شاهدت أطفال المستقبل وهم يقدموا استعراضاً للنشيد الوطني رافعين العلم باعتزاز وفخر كبيرين وعدداً من الأغاني الجميلة والرقص الشعبي وغير ذلك من الاستعراضات الفنية المتفرقة بفن وجمال ساحرين تسر النفوس وسط الجموع يذكرنا بأيامنا الحلوة التي مضت، وبقدر ما تمثل هذه المناسبات الحيوية وما رافقها من حفل تكريم المعلمين والمعلمات ظاهرة إيجابية استغرقت سويعات قليلة عبرت عن جهود وطنية في منتهى الإبداع، إلا أن ما يحز في النفس والقلب معاً، إن تلك الاحتفالات التي نظمت في مديريات عدن لم يتم التقاطها من الزاوية التي تجعل من النشاط فيه الكثير من توسيع المشاركة واستيعاب أكبر عدد من الطلاب فيما كان في الماضي الجميل نجد الطالب بعد الدوام المدرسي يذهب إلى مدرسته ليساهم في الأنشطة اللاصفية عن رغبة جامحة وقناعة تامة كونها تلبي طموحاته وتحقق مواهبه أمام الجميع يشكلون خلية نحل وهي عملية متكاملة، لا أن تظل طوال السنة كلها جفاف لا زرع فيها ولا ضرع خالية الوفاض من الأنشطة المتجددة ولكننا للأسف افتقدناها. وهناك مواهب لا تحصى ولا تعد بسبب عدم تنظيمها واستثمارها كما يجب، حيث تغيب البرامج وأصبح الطالب لا يأتي إلى المدرسة إلا مكرهاً نتيجة توسع ظاهرة التسرب وإهمال متابعة الدروس ولولا وجود الحارس أمام بوابة المدرسة لما تبقى طالب واحد داخل الصف بعد الاستراحة الأولى. إذاً المسألة تتطلب اهتمام القيادات التربوية وقليل من الشعور بالمسؤولية تجاه كل قطاع تربوي للقيام بالواجب أمام تلك الأجيال التي تريد رعاية خاصة وصقل مواهبهم بشيء من التفكير والتدبير اللازمين في كل المجالات حتى ينالوا حقوقهم التعليمية بأرقى الأشكال وتنمية ما يصبون إليه من أهداف عديدة ومعنوية عالية فيها الكثير من المعاني والاستحقاقات المطلوبة والأهداف النبيلة وهي بحاجة فقط إلى وقفات جادة تجاه العملية التربوية والتعليمية برمتها وحتى لا تؤثر على عطاء المعلم وضعف الدراسة واستيعاب الطلاب.
|
آراء
أهمية التكريم في التربية والتعليم
أخبار متعلقة