بهدف ترشيد استخدام المياه ونشر الوعي المائي في أوساط المجتمع
صنعاء / بشير الحزمي:عقد مؤخراً بالعاصمة صنعاء لقاء تشاوري بين قيادات هيئة الموارد المائية ومكتب الاوقاف بأمانة العاصمة. وقد تم خلال اللقاء الذي حضره رئيس هيئة الموارد المائية المهندس علي محمد الصريمي ووكيل وزارة الاوقاف والإرشاد نجيب العجي ومدير مكتب الاوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة المهندس قائد الحزمي وعدد من قيادات هيئة الموارد المائية ومكتب الاوقاف بالأمانة مناقشة وسائل ترشيد استهلاك المياه في المساجد بأمانة العاصمة ودور الخطباء في نشر الوعى المائي في اوساط المجتمع وتوعية الناس بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وبان الماء نعمة يجب الحفاظ عليها.وقد خلص اللقاء الى عدة قرارات لتعزيز الوعي بالقضايا المائية اهمها التأكيد على ضرورة استمرار الخطباء والوعاظ بالتوعية بأهمية ترشيد استخدام المياه وأن تقوم الهيئة العامة للموارد المائية بتزويد مكتب الأوقاف والإرشاد بالأمانة بالمعلومات والملصقات عن الوضع المائي .وأٌقر اللقاء منع إصدار تراخيص بناء لأي مسجد ما لم يلتزم ببناء خزان أو بركة خاصة بجمع مياه الأمطار من سطح ذلك المسجد وبما لا يؤثر على البيئة .وشدد اللقاء على ضرورة عقد لقاء يضم كلا من الهيئة العامة للموارد المائية ووزارة الأوقاف والإرشاد وأمانة العاصمة والصندوق الاجتماعي ووزارة الإعلام بهدف وضع استراتيجية مستقبلية لتنفيذ الدراسات الخاصة بإعادة تدوير مياه الوضوء سواء في ري الحدائق أو بتغذية المياه الجوفية . وأن يقوم مكتب الاوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة بتوفير إحصائيات كاملة عن معدل استخدام المياه في المساجد كإجراء أولي يتبعه تركيب عدادات لمعرفة كمية ما يتم ضخه من الآبار التابعة للمساجد لكي يتم بعد ذلك تحديد الاحتياجات المستقبلية من المياه لجميع المساجد لأنه خلال الفترة القادمة سيتم تخصيص المياه وفقا للقانون .وخلال اللقاء أكد رئيس الهيئة العامة للموارد المائية علي محمد الصريمي أهمية دور مكتب الأوقاف والإرشاد في أمانة العاصمة في تبني القضايا المائية ونشر الوعي المائي عبر الخطب المسجدية والمواعظ وتنفيذ الحملات التوعوية من اجل ترشيد استخدام المياه .وأكد حرص قيادة الهيئة العامة للموارد المائية على التعاون والتنسيق مع مكتب الأوقاف والإرشاد في أمانة العاصمة من اجل مناقشة وتفعيل دور الخطباء والوعاظ للمساهمة في ترشيد استخدام المياه .وأعرب عن شكره وتقديره لوزارة الأوقاف والإرشاد ومكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة على التفاعل مع القضايا الهامة مثل القضية المائية ،مؤكدا أن اليمن من أكثر دول العالم حرجاً في مواردها المائية ورغم ورغم ذلك فإننا في اليمن من أكثر بلدان العالم تبذيرا للمياه ،مشددا على أهمية قيام مكتب الأوقاف والإرشاد في أمانة العاصمة بالدور المناط به خاصة وان هناك ما يقارب 1300 مسجد في أمانة العاصمة وان معظم تلك المساجد لديها آبار خاصة بها . ودعا الصريمي مكتب الاوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة الى العمل على إعادة تدوير مياه الوضوء والاستفادة منها قدر الإمكان سواء في ري المساحات المزروعة أو الاستفادة من تلك المياه في تغذية المياه الجوفية.ولفت الى أن مشكلتنا في اليمن ليست في استنزاف المياه فقط بل أن تلوث المياه يعتبر من المشاكل الكبيرة التي يواجهها هذا المورد الهام وما انتشار أمراض السرطان والفشل الكلوي وهشاشة العظام إلا اكبر دليل على ذلك .وأوضح أن اليمن تمتلك من الحفارات ما يزيد عن 700 حفار بينما عدد السكان 25 مليوناً فيما الهند التي تعداد سكانها أكثر من مليار ونصف لا يوجد فيها إلا ما يقارب 100 حفار فقط .وقال الصريمي :لقد شعرنا بان هناك خطراً حقيقياً يستدعي منا جميعا الوقوف أمامه وهو استنزاف وتلوث المياه .وجددا التأكيد على ضرورة العمل مع أمين العاصمة والمجلس المحلي للبحث عن تمويل لتنفيذ الدراسات الخاصة بإعادة تدوير المياه المستخدمة في المساجد .من جانبه أوضح وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الأستاذ نجيب ناصر العجي أنه سبق ان تم التعميم من وزارة الاوقاف والإرشاد على جميع الخطباء بتبني خطب حول الحفاظ على المياه بناء على ما تم الاتفاق عليه في المحضر السابق بين الهيئة ووزارة الأوقاف .من جهته أكد مدير عام مكتب الأوقاف الارشاد بأمانة العاصمة المهندس قائد الحزمي أن الوضع المائي لحوض صنعاء خطر جدا .وأشار إلى أن هناك دراسات تحذر من جفاف حوض صنعاء من المياه في عام 2025م إذا استمر الاستنزاف على ما هو عليه الآن .وقال أن هناك العديد من الدراسات الخاصة بتدوير مياه الوضوء التي نفذها كل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ووزارة الزراعة ،مشددا على ضرورة العمل على الاستفادة من تلك الدراسات من خلال عمل خزانات لجمع مياه الوضوء لكي يستفاد منها في ري الحدائق ،موضحا انه قد تم تطبيق هذه التجربة في خمسة مساجد ونجحت بشكل كبير .بدوره أكد مدير عام كفاءة الاستخدام بالهيئة العامة للموارد المائية المهندس أمين المشرقي أن عملية إدارة المياه هي عمليه تكاملية على مستوى جميع المؤسسات الحكومية ،مشددا على ضرورة تناول موضوع ترشيد المياه في الخطب المسجدية بشكل عام وأن لا تقتصر الخطب على الحفاظ على مياه الوضوء فقط بل لابد من ذكر بقية الاستخدامات وخاصة الزراعية , كما شدد على ضرورة الاستفادة من مياه الأمطار في المساجد .وقال انه من الضروري تركيب عدادات على آبار المياه التابعة للمساجد لمعرفة كمية ما يتم ضخه من تلك الآبار بالإضافة إلى ضرورة مراقبة مناسيب المياه في تلك الآبار لمعرفة مدى التأثر التي يحدث لتلك الآبار.هذا وكان مدير عام التوعية ولجان الأحواض بالهيئة العامة للموارد المائية المهندس عبدالجليل الشرعبي قد أوضح خلال اللقاء أن الهيئة تعول كثيراً على الخطباء والوعاظ في صنع وعي مجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد المائية .وقال أن على الخطباء والوعاظ أن يجعلوا القضية المائية قضية رأي عام .مشددا على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار عند بناء المساجد أن يتم بناء خزانات أرضية لحصاد مياه الأمطار من أسطح المساجد . وأكد عزم الهيئة إصدار بروشورات خاصة بمؤشرات عن الوضع المائي وتزويد مكتب الأوقاف بالأمانة بجزء كبير منها ،لافتا إلى أن الخطباء باستطاعتهم تناول القضية المائية من جوانب متعددة كقضية دينية ووطنية وأخلاقية وغيرها بهدف توعية المجتمع بخطورة الوضع المائي الذي تمر به البلد . وكان عدد من الخطباء ممن حضروا اللقاء قد طالبوا بتوفير المعلومة الصحيحة عن الوضع المائي لنقلها للناس كما طالبوا بعقد ورشة عمل يشارك فيها الخطباء لكي يتم اطلاعهم على الوضع المائي والدور الذي ينبغي عليهم القيام به تجاه القضية المائية.