لا مندوحة من الإفصاح بأن (المواطن العدني) الذي ولد وتربى وترعرع أو حتى عاش وتعايش فينة من العمر في هذه البقعة الطيبة الطاهرة من وطننا الحبيب بلغ من الوعي الحضاري والقانوني والحقوقي مبلغاً لا يستهان به البتة بدءاً بانصياعه للإيفاء بواجباته العملية والأخلاقية والوطنية والقانونية والضريبية دون إغفاله مستحقاته ومكفولاته الموجبة على عاتق ذوي الشأن وأولياء الأمر للإيفاء بها نحوه كتوفير الأمن والأمان بمعناه الشامل: الأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي وسبل العيش الكريمة والتطبيب والرعاية والخدمات الاجتماعية.هذا المواطن المغلوب على أمره والذي قيض له أن يعيش في بقعة جغرافية شديدة الحرارة لا يشفي غليله عندما ينطفئ عليه وأطفاله وأفراد أسرته التيار الكهربائي ليقضي ساعات ليلاً بين الظلام الدامس تنهش جسده وجسد أسرته حرارة الطقس وتتلف كل مخزونه والفواكه والمواد الغذائية الموضوعة في الثلاجة كالأسماك واللحوم ومشتقاتها والخضار والفواكه - أكرر - لا تشفي غليله نغمة أو مبرر « عفواً .. المولد الكهربائي في المكان أو الموقع العلاني خرج عن الجاهزية» كون مثل هكذا نغمة نشاز لم يعد لها مكان في قاموس الحياة باعتبار هنالك أجهزة مسؤولة عن صيانة المولدات الكهربائية دورياً ومدها بقطع الغيار اللازمة ووضع الاحتياطات المؤمنة استمرارية تغذية شبكات الكهرباء بالطاقة المطلوبة ولا عذر أو مبرر يعفيها من المحاسبة في حالات تقصيرها عن تأدية الواجب الخدماتي المعتاد فالدولة تصرف مليارات الريالات من المال العام لإنشاء محطات الكهرباء وقطع الغيار وتوفير الوقود وأدوات ومستلزمات العمل وتأهيل المهندسين والفنيين وإيجاد السبل والوسائل الممكنة لهم للإيفاء بواجباتهم نحو المجتمع باعتبارهم موظفين يتلقون رواتب ومستحقات وامتيازات جمة بهدف الإيفاء بواجباتهم فيا ترى ما الذي يبرر لهم هكذا تقاعس أو إهمال متعمد أو غير متعمد إن لم يكن الركون إلى استحالة مساءلتهم أو محاسبتهم فذلكم من سابع المستحيلات وطز بالمواطن المصطلي بلهيب حرارة الصيف وقت الظهيرة وطز بحياة المريض الذي تنطفئ الكهرباء وهو في غرفة العمليات وطز بالمصابين بأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكر والمصابين بداء الهبوط ومشاكل القلب والأوعية الدموية لا قلق على هؤلاء مادامت الدولة قد خصصت مقابر يمكن أن تستوعب الجميع.. يبدو أن هذا هو الأمر الواضح للعيان مادمنا لم نسمع ولو لمرة واحدة عن محاسبة حتى نفر واحد من مثل هؤلاء.. أليس كذلك؟!
هل من وقفة جادة يا هؤلاء؟؟
أخبار متعلقة