نخبة من شرائح وأطياف المجتمع تدلي بآرائها حول التعايش ونبذ العنف:
أجرى اللقاءات/ دنيا هانيعلى هامش الورشة التدريبية التي أقامتها المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع بالشراكة مع مؤسسة (ألف باء) مدنية وتعايش وضمن برنامج تعزيز التعايش ونبذ العنف بعدن التي استهدفت القيادات المجتمعية والشبابية وموجهي الرأي العام من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية من علماء ودعاة وإعلاميين وناشطين وخطباء مساجد وأحزاب لمناصرة حملة التوقيع على وثيقة تعزيز التعايش ونبذ العنف.ولأن العنف إذا انتشر في البلد قام بهدمه وإذا عم السلام والأمان نهض بالوطن، قامت صحيفة (14 أكتوبر) بالالتقاء مع نخبة من شرائح وأطياف المجتمع المختلفة وتعرفت على آرائهم حول مبدأ التعايش ونبذ العنف فإلى تفاصيل ما خرجنا به:[c1]وثيقة تعزيز التعايش ونبذ العنف[/c]لكن قبل ذلك دعونا نستعرض لكم أهم ما جاء في الوثيقة التي حملت شعار (معاً نعيش ونتعايش) ونبدأها بتعريف مفهوم التعايش الذي هو: منهج رباني وقيمة إنسانية وضرورة وطنية، يحتاجه المجتمع بمختلف مكوناته للعيش بكرامة وأمن ورخاء واستقرار.ومن هذا المنطلق علينا أن نعلم جيداً أن الاختلاف والتنوع سنة كونية لحركة الحياة وعمارة الأرض وأن ثقافة كل منا تتشكل في ظل بيئته ويأتي السلوك منسجماً مع تأثير ما يحيط بنا، والمواطنون متساوون في الحقوق والواجبات دون أي تمييز فيما بينهم ولكل شخص حرية الاختيار والانتماء والمشاركة والتعبير عن رأيه لكن في إطار القانون والدستور وحتى نشاط المجتمع وتعاملاته ومكوناته محكومة ومحمية بالدستور والقانون.ودعت الوثيقة الجهات المعنية إلى التعاون معها لتحقيق رفع المظالم بمختلف أشكالها وإعمار مناطق الصراعات وتعويض المتضررين بالإضافة إلى تشكيل لجان المصالحة لنزع أسباب التوتر والخصومة ومعالجة آثارها والتوزيع العادل للثروة والسلطة وإيجاد وتوسيع البنى التحتية في مختلف أرجاء الوطن إلى جانب إصدار القوانين التي تجرم العنف وترسخ قيم التعايش.[c1]العودة إلى الدين[/c]بدايتنا كانت مع الأخ أكرم محمود حيدر الباشا إمام وخطيب مسجد بكريتر في محافظة عدن الذي قال: لاشك في أن حضور مثل هذه الأنشطة والدورات وورش العمل التي تهتم بالمواطن وهمومه شيء طيب لأنه يدور حول جلب المصالح ودفع المفاسد وهو التعاون على البر والتقوى لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).وأضاف: أهمية موضوع مبدأ التعايش عظيمة في حياة البشرية جميعاً ومن وجهة نظري تزداد أهميته في بلادنا لأننا نمر بظروف عصيبة ومرحلة انتقالية يجب فيها التقارب فضلاً عن التعايش فالوضع يحتاج إلى تكاتف وتعاون حتى تصل السفينة إلى بر الأمان وحتى لا تنزلق البلاد وتنجر إلى مربع العنف خاصة وأننا في بلد انتشر فيها السلاح وحتى نتجاوز هذه المرحلة ونعديها بسلام علينا العيش والتعايش معاً ونبذ العنف فالإنسان لا يمكن أن يعيش سالماً آمنا في ظل الحقد والكراهية.وواصل حديثه: هنا يأتي دور المؤسسات (مساجد، جامعات، قنوات، صحف إلى آخره) والمبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز مبدأ التعايش ونبذ العنف لأنها الأقرب إلى المواطن وتلامس همومه وواقعه وتؤثر على شرائح المجتمع ككل ومن ثم الوصول إلى تحقيق التنمية والنهضة في البلاد.وقال: الحقيقة أن ما نحتاجه هو العودة إلى الدين والعمل به وقراءة فاحصة ودقيقة في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة بالإضافة إلى العلم لتحقيق مبدأ التعايش ونشر الوعي بين الناس وتنمية الأخلاق بين أفراد المجتمع ولن يتحقق هذا إلا برد المظالم والقضاء العادل واستعادة هيبة الدولة والعدالة الانتقالية حتى ينشأ جيل متدين متعلم ومثقف وواعٍ.وإن كان لابد من كلمة أخيرة فهي إلى كل إنسان قادر على أن يفعل شيئاً في تعزيز مبدأ التعايش سواء بكلمة أو فعل أو نشاط يمكنه القيام به ويكفينا التوجيه الرباني بقوله تعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم).[c1]البحث عن أسباب التنافر وعدم قبول الآخر[/c]وتحدث الأخ علي محروق رئيس مؤسسة فكر للتنمية قائلاً: تستهدف هذه الورشة القيادات المجتمعية المختلفة من أحزاب سياسية وإعلاميين وحقوقيين ومنظمات مجتمع مدني وتتناول موضوع التعايش ما جعلنا نكتشف أنه لا يوجد تعايش سياسي وهو يعد السبب الرئيسي في كل مشاكلنا وخلافاتنا والذي ينعكس سلباً على التعايش الاجتماعي بين كافة أطياف المجتمع بالتالي يؤدي إلى التنافر ويولد العنف والعنف المضاد.وأضاف: يعتبر مفهوم التعايش ضرورة حتمية لاستمرار الحياة ونحتاجه في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى خصوصاً وأن البلد يعيش تناحراً كبيراً بين مختلف الأطياف ولكن من وجهة نظري يصعب الوصول إلى التعايش الحقيقي في ظل وجود الكثير من الظلم والقهر الذي تعانيه بعض فئات المجتمع فإذا أردنا أن نحقق ذلك علينا أن نبحث عن أسباب التنافر وعدم قبول الآخر ومعالجة هذه الأسباب حينها سوف يتجسد مبدأ التعايش بمفهومه الصحيح ويجب على كافة الأحزاب السياسية أن تؤمن بالتعايش السياسي والقبول بالآخر مهما اختلفت الرؤى وعليها الابتعاد عن توجيه سهامها نحو الآخر.وأخيراً علينا جميعاً أن نتقبل بعضنا البعض وعلى كل طرف أن يقدم تنازلاته حتى نصنع التعايش الحقيقي.[c1]البعد عن التعصب والعصبية العرقية والمناطقية[/c]جلال عبدالله ثابت شمس الدين محام ورئيس اللجنة التنظيمية لمنظمة استدام وقائد ميداني في مؤسسة ألف باء أوضح لنا أن ما تناولته الورشة من مبادئ الحياة التي لا نستطيع الاستغناء عنها كان مهماً خاصة أن مبدأ التعايش المتبادل مع الآخرين قائم على المسالمة والمهادنة، فالتعايش اليوم أصبح ضرورة ملحة في ظل الوضع الذي نعيشه من إفلاس أخلاقي وتهديم ثقافي فنحن اليوم نحتاج إلى تعايش مشترك مع الآخرين ولا يتم ذلك إلا بوجود الألفة والمودة بين الأفراد فالإنسان لا يستطيع أن يتعايش مع غيره إلا إذا وجد بينهما تفاهم ورغبة بعيش مشترك مبني على اللحمة ونبذ العنف والكراهية ولغة الإقصاء والمحسوبية فمهما اختلفنا وتفرقنا في الآراء لابد من التعايش وسط منظومة قيم أساسية قائمة على العفو والصفح والبعد عن التعصب والعصبية العرقية والمناطقية.وتابع كلامه: يعتبر التعايش مسؤولية إنسانية وهنا يأتي دور المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات وكل فرد سواء أكان مثقفاً أم قانونياً فهو يحتاج إلى أياد بيضاء تدعو إلى السلم والأمن الاجتماعي وتحتاج إلى أناس مشحونة طاقاتهم الإبداعية بالإيجابية والأمل والتفاؤل بغدٍ أجمل.وقال: نحتاج لتحقيق مبدأ التعايش إلى التعامل بضمير وأمانة ومسؤولية لقوله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). فالتعايش مع الآخر والقبول به هو الحل الوحيد لنعيش معاً في ظل وطن يسوده المحبة والإخاء والعيش المشترك.[c1]معاً نتعايش[/c]أما الأخ هيثم سالم حيدرة موجه تربوي وإمام وخطيب في منطقة البريقة فقال: الحمد لله القائل لنبيه صلى الله عليه وسلم «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وقوله أيضاً: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب للناس ما يحب لنفسه». وما تناولته الورشة كان عظيم الفائدة خاصة وأنه قد دعي للمشاركة فيها كافة الألوان والأطياف من أصحاب الخبرات والتجارب من خطباء وإعلاميين وأكاديميين وتربويين ومدربين متميزين ذوي كفاءات عالية وإبداعات مشهود لها في الساحة.وواصل حديثه: فمبدأ التعايش دل عليه الحبيب المصطفى الذي لم ولن يأتي أحد قبله ولا بعده مثل التعايش بمعناه الصحيح، فقد كان جاره يهودياً إذا مرض زاره، وإذا أساء إليه رد بالحسنى، وكان في مسجده المؤمن الصادق الإيمان، والمتربص به الدوائر، وحوله المشرك الذي يتحين لحظة الانقضاض عليه ومع كل هذا بلغ به حسن تعايشه حتى انقلب العدو صديقاً، والكافر مؤمناً، والشواهد على ذلك كثيرة لا يتسع المقام لذكرها. فما أحوجنا في بلدنا الحبيب لأن نقتدي بنبينا صلوات الله وسلامه عليه لنتعايش فيما بيننا بحب ووئام واحتمال كل منا الآخر لننطلق إلى الأمام وإلى ما هو أعظم لنعود من جديد نمثل المدح النبوي فينا حين قال عليه الصلاة والسلام: «جاءكم أهل اليمن، أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية».وأكمل: من هذا المنطلق فإننا جميعاً مدعوون للقيام بواجبنا في بث روح التعايش بيننا بل ومع غيرنا من بني البشر، بل تجاوز ديننا ذلك إلى الحيوانات، ونضرب مثالاً: «دخلت امرأة الجنة بسقي كلب، وأخرى النار لحبسها هرة حتى ماتت»، فيا أيها العقلاء ويا أيتها المؤسسات جميعا (معاً نتعايش).[c1]لماذا التعايش في اليمن؟![/c]وكانت هناك بعض المداخلات حول لماذا التعايش في اليمن؟ وكذلك العنف والتطرف وخطرهما على التعايش والسلم الاجتماعي:* المداخلة الأولى قدمها الأخ سالم بدر عيظة النهدي ناشط وإعلامي وبدأها بمفهوم التعايش السلمي المقصود بالتعايش وتفهم الفرد والفئة الاجتماعية حيث من الممكن أن يتواجد معه في المجتمع أفراد أو مجموعات مختلفة معه في الرأي أو في رؤيته بالحياة وعليه تقبلهم واحترام رأيهم والاعتراف بحقوقهم كاملة، ولكن يشترط في طبيعة هذا التقبل ألا يكون جبرياً أو بحراسة سلطة ما وإنما يكون نابعاً من قناعة أيديولوجية بأن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات وأن تتولد لديه قناعة بأن البديل عن ذلك يخلق صراع بمصلحته هو قبل الآخر.وعن التعايش السلمي في الوقت الحاضر تحدث عيظة عن ثلاثة مستويات بدأها بالمستوى السياسي الأيديولوجي الذي يحمل معنى الحد من الصراع ثم بالمستوى الاقتصادي الذي يرمز إلى علاقات التعاون بين الحكومات والشعوب وصلته بالمسائل القانونية والاقتصادية والتجارية من قريب أو بعيد وختمها بالمستوى الديني، الثقافي والحضاري وهو الأحدث ويشمل تحديداً معنى التعايش الديني أو الحضاري ومن المفترض أن يرتبط التعايش اليوم بالانفتاح والتسامح والعدالة والحفاظ على الخصوصية بعد أن اختصرت المسافات وتقاربت الحضارات وتكامل الاقتصاد ومدت الجسور الثقافية بين مختلف الشعوب فتحول فيه العالم إلى قرية صغيرة.وختام مداخلته كان عن أن اليمنيين اليوم يقفون حائرين أمام الانقسام الحاد ليس في السياسة فقط بل فكرياً ومذهبياً واجتماعياً وثقافياً. فنشر ثقافة التعايش في اليمن أصبح مطلباً رئيسياً وضرورياً لمرحلة انتقالية حقيقية نحو التغيير حتى لا نقع في نفس مراحل التغيير السابقة التي عابتها سياسة الإقصاء.* أما المداخلة الثانية التي قدمتها الأستاذة حواء الهندي تربوية ورئيسة قطاع المرأة في حزب رابطة الجنوب العربي الحر فرع عدن فتحدثت فيها عن أن عدن كانت طوال عمرها مدينة التعايش الديني والإنساني فقد عاش فيها المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي، اليمني إلى جانب الهندي والباكستاني والفارسي والصومالي تحت مبدأ التعايش ونبذ العنف - أنا وأنت ونحن وهم وهن وهؤلاء - وكلها ضمائر تدل علينا نحن البشر.وقالت: نحن اليمنيين أمة لها تاريخها وحضارتها حتى سماها اليونان الأرض السعيدة، ولكن ما نشاهده اليوم هو عنف يحيط بنا من كل جانب لم يعد هناك تعايش أو قبول مع أنفسنا ومع الآخر ولم نعد نشعر باللحمة المجتمعية والتناسق والتكامل بين مكونات هذا المجتمع.وختمت مداخلتها قائلة: إننا بحاجة إلى مراجعة شاملة لمعاني الإنسانية والضمير والقبول والتسامح فالوطن أغلى وأبقى وهو أهم منا جميعاً فعلينا نبذ العنف بكل أشكاله وتجلياته وتجاوز الماضي بكل ما فيه ونعتبرها صفحة ونطويها لنتطلع إلى مستقبل كله تفاؤل وأمل ورجاء بأن القادم سيكون جميلاً بإذن الله ومبشراً بالخير.[c1]لا تنمية بدون تعايش[/c]وكان للأخ نادر العريقي باحث ومدرب في مجال القانون والاتفاقيات الدولية كلمة قال فيها: هدفنا الأساسي هو توفير بيئة مستقرة بسبب الصراعات الموجودة في اليمن بين فصائل مختلفة، ولرؤيتنا أن مخرجات الحوار الوطني والتنمية لن يتحققا إلا بالتعايش ونبذ العنف من كافة الأطراف واللجوء إلى الحلول والوسائل السلمية.فعلى وسائل الإعلام كافة والمبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني وحكومة الوفاق والأحزاب أن يكون لها دور فاعل في تعزيز مبدأ التعايش والالتفاف حول الوثيقة التي قمنا بطرحها والتي سيكون لها دور كبير داخل أطر الدولة (فلا تنمية بدون تعايش).[c1]احترام سياسات الأطياف المختلفة[/c]أما الأخ أنور محمد خان منسق الورشة التدريبية لمؤسسة ألف باء مدنية وتعايش قال: لإيماني العميق بمبدأ التعايش وكونه أصبح مترهلاً في وسط المعمعة المقيتة التي أدت إلى تفرقة بين بني الجنس الواحد وكون التعايش سمة من سمات الشخصية المسلمة حضرت إلى هذه الورشة لدعم فكرة التعايش ونبذ العنف الذي أدى إلى تصدع البنية التحتية للبلاد ونحن كوننا أعضاء منظمات مجتمع مدني ننادي إلى إرساء قواعد التعايش بين المواطنين وذلك لردم الفجوة العميقة في الوضع الحالي للبلاد.وتابع: أهمية التعايش أنه يقوم مقام القانون الغائب ويعمل على توحيد الرؤى المستقبلية للبلد ولجميع الأطياف السياسية لأنه الميزان الفعلي والحقيقي لقياس مدى تقبل الرأي والرأي الآخر واحترام سياسات الأطياف المختلفة في الرؤى فعند قيام دولة حقيقية غير سرابية يصبح وقتها التعايش السبيل الوحيد لإخراج أي بلد من دوامة الصراع الأبدي والمزمن ويسود الأمن والرخاء للمواطن العادي.فيجب علينا جميعاً زرع التعايش فيما بيننا للارتقاء بالوطن إلى التطور والازدهار والحفاظ على البنى التحتية للبلد وإخراجه من معمعة الخراب.[c1]أيها الناس.. خلقتم مختلفين[/c]والختام كان مع الأستاذ صالح حليس مدرب بالورشة واستشاري تدريب وتنمية بشرية ومدير إدارة الجودة في مكتب التنمية بعدن ومحاضر في جامعة العلوم والتكنولوجيا من خلال مشاركته بتقديم شرح كافٍ حول التعايش مع الآخر في الفكر الإسلامي أهم ما تناول فيه كان تعزيز فكرة التعايش بين جميع الناس وإبراز أهمية المشترك الإنساني كأهم عنصر في مقاصد الاستخلاف الإنساني في الأرض.. (أيها الناس.. خلقتم مختلفين لا لتتشاحنوا وتتباغضوا ويأكل بعضكم لحم بعض.. ولكن لتعارفوا).بالإضافة إلى فهم ضوابط التعايش مع الآخر في القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال: الدعوة إلى الحوار بالتي هي أحسن، مراعاة سنة الاختلاف وسنة التدافع والتزام مبدأ الوسطية.ومن الضوابط العامة للتعايش مع الآخر: احترام الرأي الآخر، التمييز بين الثوابت والمتغيرات، الحفاظ على المقاصد الشرعية ومراعاة المشترك الإنساني في المواثيق الدولية.[c1]صلوا على رسول الله[/c]هذا كان آخر ما استعرضناه معكم من آراء لبعض شرائح ومكونات المجتمع المختلفة بفكرها وانتمائها ورأيها والمتفقة والموحدة على أن مبدأ التعايش يجب أن يسود الجميع حتى تتحقق مصلحة الفرد ولن يتم ذلك إلا إذا حافظنا أولاً على مصلحة الوطن التي هي من مصلحتنا جميعاً.وما أجمل أن نختم لقاءاتنا بحديث يصف لنا أهمية أهل اليمن بالنسبة للرسول صلى عليه وسلم فلنعتبر من ذلك ونعود لسابق عهدنا ونتحابَ في الله ونبعد عنا الأحقاد ونبتعد عن المتاهات السياسية وما تدفعنا به لفك اللحمة الوطنية والتفرقة ونتركها لأصحابها.عن أبي ثور الفهمي قال: كنا عند رسول الله يوماً فأُتي بثياب من المسافر - من اليمن- فقال أبو سفيان: (لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله) فقال رسول الله: (لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم) رواه احمد والطبراني بإسناد حسن.