للمعنيين فقط
إقدام اللجان الرئاسية المتكرر بذبح الأثوار في المناطق المكلفين بالنزول إليها بين يدي الخصوم المتناحرة أو بين طرف منها دون آخر، والتي كان آخرها ما قامت به اللجنة الرئاسية المكلفة بالنزول إلى محافظة عمران بذبح عدد من الثيران لإقناع القبائل ومليشيات الإصلاح والحوثيين المسلحين لوقف إطلاق النار، والانسحاب من بعض المناطق، والالتزام بالهدنة بينهم، مقدمة لأجل إنجاح ذلك المزيد من العروض التي ترضي الأطراف المتناحرة من تعويضات، ودعم بما في ذلك دفع تكاليف الانتقال والحركة. لتتحول بذلك هذه اللجان من لجان تمثل وتتحدث بلسان أعلى سلطة سياسية في دولة تسمى الجمهورية اليمنية جاءت حصيلة ثورات ونضالات وتضحيات امتدت لأكثر من خمسين عاماً، إلى لجان قبلية مشيخية تمثل وتعترف وتلتزم بأكثر الأعراف القبلية تخلفاً وتعمل على إحيائها وترسيخها والأخذ بها، كبديل للدستور والقوانين والأنظمة التي قامت وتقوم عليها الجمهورية اليمنية.ولعلي لا أذهب بعيداً إذا ما أوردت بهذا الصدد عبارة لم أعد أتذكر من ومتى ساقها إلى مسامعي ومن هو صاحبها الإمام يحيى أو ابنه الإمام أحمد، مخاطباً بها أحد عماله الذي قدم إليه يريد إدخال بعض السرور إلى قلبه من خلال روايته لحادثة هينة حصلت بوجوده بين قبلي وآخر انتهت بذبح أحدهم ثوراً مظهراً مدى سذاجة وتخلف هذين القبيليين. فرد عليه الإمام بعبارة مشهورة تقول (ذبح الثور بحضوركم ذبحتم الدولة) قاصداً من وراء قوله ذلك أن حضور ممثل الإمام في واقعة كهذه وإن كانت بسيطة ولا تتعلق بأمر يضر بالناس أو بهيبة الدولة، دون أن يوقفها أمر لا يليق بمن يمثل الإمام، مما يدل على أن الإمام كان يحترم نفسه وموقعه كحاكم بما أنزل الله وممثل له في الأرض من واجبه أن يحرص على عدم وجود أو تشجيع أية بدعة من هذا النوع فيها من الجهالة والغي ما فيها.فأين إذاً هو احترام هذه اللجان لنظام جمهوري قائم له دستوره وقوانينه عندما تقوم هي بذبح الأثوار لاسترضاء جماعات ظلت تسفك الدماء وما زالت، لا كي تسلم السلاح والقتلة وتطبق عليهم القوانين وإنما كي تؤجل وتؤخر إلى حين تعنتها ورفضها وعدم التزامها بالقوانين والأنظمة، استعداداً لذبح الدولة من أول وجديد وعلى غير قبلة حتى.