حقيقة أقولها من يوم ظهرت ثورات الربيع التي قالوا عنها في مصر إنه جمعها مراسلات بين شباب الفيسبوك، واتفقوا عبر شاشات الانترنت على الخروج في التاريخ واليوم المحدد واشتعلت وكل من فقدوا عملهم ومن لم يكملوا دراستهم ومن لم يوظفوا ومن هم ناقمون على الحكم ومن أرادوا تغيير النظام خرجوا.. وبعد ذلك انتشرت هذه العدوى إلى بعض دول تعد بعدد أصابع اليد وحدث ما حدث واشتعلت هذه الدول واشتغلت أموال وأفكار وأهداف ومخططات وقنوات متلفزة تدخلت بفن عجيب وانكشفت العورة والعائدات ومن لقى صاحبه حاسبه ولم تهدأ دول الربيع إلى الآن.ومما زادني ألماً بلدنا اليمن فصباح يوم أمس الأول وفي مدينتي الجميلة عدن ترامت إلى مسامعي أنباء هجوم على قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وسقط قتلى وجرحى وإغلاق طرق وتعزيزات وإفزاع الناس. قلت يا سبحان الله، العربي لا يفكر وصراعات العرب مازالت مستمرة والعداوة لازالت تلعب بعواطفه وقلبه. ثورات وربيع شبابي عفوي مازالت جراحه إلى اليوم نشاهده مشاهدة لا ينكرها أحد وقد أعجبني جواب لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في مقابلته الصحفية مع صحيفة (الحياة) عندما قال: «عندما فقد الأمن والجيش قوته بسب الإضرابات الأخيرة التي عاشها الوطن ظهرت هذه المجاميع وهذا الانفلات الذي عصف بهذا الوطن».هذه هي النتائج. قد يقول قائل: هل كنت من مؤيدي فترة ما قبل الربيع؟ أقول: نعم وكنت معترفا بوجود إيجابيات وسلبيات ومظالم وأخذ حقوق لكني كنت أتمنى معالجة ذلك بروح الأخوة والمحبة والدين وكنت أتمنى كلمة مسموعة للعلماء والمسؤولين المخلصة قلوبهم لله ورسوله والوطن، لكني صدمت عندما خرج من خرج كل حسب تفكيره وهواه حتى في أكبر الدول العربية التي ذكرتها ماذا حدث اتفقوا عندما خرجوا واختلفوا عندما حكموا والآن يقولون مثل القول الأول.كل هذه النتائج المعكوسة هي بسبب الخروج المهووس الذي أوقف الحياة التي كتب الله لها أن تستمر حتى تتدخل مشيئته وإرادته. الناتج المعكوس من يتحمل كل ما سببه من ردات تواصلت آثارها ولم تمتحِ.لا أريد أن أتعمق بكثير من القول فكل ما حصل معروف وهذه سُنة الحياة الحب موجود والكراهية موجودة والحسد موجود. وقد قال جلَّ جلاله فينا: «أو يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض» حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يقول آمين لانه شعر أن حكمة قضت أن تكون الدنيا بحالها لحكمته جلَّ جلاله، لكنه صلى الله عليه وسلم عاش حياته بين أصحابه ناصحاً موحداً ومبشراً وهادياً يجمع ولا يفرق ولا يحب خروج المسلمين على ولاتهم ولا حكامهم إلا إذا أمروا بمعصية الله ورسوله.القلب يحزن والعين تدمع ولا أقول إلا هذا الدعاء «اللهم اجمعنا ولا تفرقنا وارحمنا ولا تعذبنا وكن لنا ولا تكن علينا واحم بلدنا وكل بلاد المسلمين من الفتن والمحن والفاعلين المجرمين الجاهلين المجهولين وبصرنا بعيوبنا وأسعدنا في الدنيا والآخرة».
الناتج المعكوس والفاعل المجهول
أخبار متعلقة