آخر كـلام
الحادث الإجرامي الغاشم والاعتداء الغادر الذي حدث في بوابة قيادة المنطقة العسكرية الرابعة- منطقة فتح- التواهي- عدن عند الساعة العاشرة من بداية نهار يوم أمس الاربعاء وراح ضحيته بعض أفراد أبطالنا الأشاوس وعدد من عناصر المهاجمين المعتدين بعد ان تم محاصرتهم، هذا الحادث استنكره القاصي والداني ويتنافى مع كافة قيم الشرائع السماوية والأرضية حتى قانون الغاب الذي فيه الحيوان القوي يأكل الحيوان الضعيف لو كان ينطق وشاهد ذلك الاعتداء الإرهابي الجبان لتبرأ منه ولما اقدم على فعله في مدينة سلام وأمن واستقرار وتعايش بين عناصر مختلفة ومتنوعة الأجناس والاعراق ومن كل محافظات الجمهورية هذه المدينة التي لم تعرف مثل هذه الاحداث المأساوية والقتل الرهيب للابرياء والآمنين خاصة افراد وعناصر الجيش والأمن حماة الوطن وعيونه الساهرة وبعض المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحدث هنا أو هناك من جرائم تقوم بها منظمة القاعدة الارهابية التي تستهدف المواقع العسكرية والأمنية ونقاط التفتيش وكثيرا من مرافق البنية التحتية للدولة من أجل اعاقة وعرقلة عمل هذه الدولة والحكومة والنظام وتعطيل حركة التنمية واثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار والأمن داخل البلاد وتثبيطا لمسيرة التسوية السياسية والانتقال السلمي إلى دولة مدنية حديثة ومتطورة.ان من يقوم بهذه الاساليب الهمجية والوحشية الغادرة يعتقد بل يظن والظن لا يغني عن الحق شيئا بانه سيوقف عجلة التاريخ وعملية التغيير او يقف في وجه مجتمع بكامله يرفض هذه السلوكيات والتصرفات المنحرفة العرجاء والعدمية والفكر الكسيح والمريض والمعادي للحياة.ان مجتمعنا بكل فئاته وشرائحه ومحافظاته ومنها عدن لا يعرف هذه البثور الجلدية المؤلمة على جسد الوطن بل هبت الينا مع رياح السموم القاتلة القادمة من كافة البقاع التي عانت منها العديد من الدول التي عاشت فيها وترعرعت الجماعات الارهابية والمتطرفة كالقاعدة وغيرها من منظمات العنف التي تتباهى بحمل السلاح وتتلذذ برؤية القتل ونزيف الدماء من الابرياء والآمنين.ان مدينة عدن مدينة مسالمة كالماء الذي يجري في شواطئها الساحرة ولا تعرف القتل البشع لانها مدينة حضرية ورثت خبرات متراكمة نظرية وعملية من اساليب المجتمع المدني الراقي الذي يحترم الرأي والرأي الآخر ويقدر حقوق الانسان ولا يعرف الا التسامح والعفو والمروة والمحبة والألفة وستظل هذه المدينة تحافظ على هذه العادات الحضارية المكتسبة مهما اثارتها هذه الجماعات الارهابية الفاشلة ومهما زرعت في نفوس الجيل الجديد فكرة الحقد والكراهية لكل ما هو جميل في حياتنا داخل هذه المدينة وخارجها او في أي منطقة من مناطق الوطن الكبير فلا تحاول هذه الجماعات العدمية ان تفت من عضد اجيالنا الصاعدة والواعدة التي تحب الحياة والهدوء والاستقرار والأمن وتنشد السلام والطمأنينة والرفاهية والتقدم ولا تحاول ان تكرس في مدينة الثغر الباسم الحزن واليأس والاحباط باختلاق هذه الحوادث الارهابية الغادرة لان اهل هذا الثغر الباسم لا يعرفون سوى الفرح والابتسام ويستنكرون كل الافعال المشينة والخارجة عن القانون والفطرة السليمة للروح الانسانية المسالمة والوداعة التي تقابل الحرب بالسلام والقتل بالحوار والنار بالماء والدمار بالبناء والكراهية بالحب والود والألفة واغتيال الناس وارعابهم او ارهابهم بحب الحياة وبالتعاون والتكاتف ومواجهة الشر بالخير والاساءة بالاحسان ومواجهة الشيطان بالرحمة والتراحم والتواد.