على هامش معرض البحرين الدولي للكتاب الـ 16
المنامة / 14 أكتوبر:فازت رواية «مقهى سيليني» للمصرية أسماء الشيخ (26 سنة) بجائزة «محترف نجوى بركات للرواية» في دورته الثانية التي استضافتها ومولتها وزارة الثقافة البحرينية وشارك فيها 7 كتاب من مصر والبحرين وسورية وعمان وفلسطين.وسلمت وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة والروائية نجوى بركات، الفائزة، باقة ورد للمناسبة وروايتها المنشورة عن دار الآداب اللبنانية. وشكرت آل خليفة بركات على جهودها لإنتاج 7 روايات ونشرها عن دار الآداب، كما شكرت الكتاب أنفسهم الذين «انتظرنا رواياتهم، خصوصاً رنوة العمصي وأيمن جعفر وهما من مشروع «تاء الشباب» البحرينية التابعة لوزارة الثقافة.وشكرت بركات بدورها الوزيرة على دعمها قائلة: «لقد سبقتني إلى حلمي الذي لم يتحقق منه الا الجزء القليل»، آملاً تحقيقي نجاحات أكبر، خصوصاً أنه في رصيد المحترف حتى الآن 10 رويات (منها الروايات السبع التي نشرت في المنامة عن دار الآداب). وشكرت نجوى «المشاركين الذين فاقمت حماستهم حماستها لإنتاج هذه الروايات، كما أنهم وضعوا ثقتهم في». كما شكرت دار الآداب التي رافقتها منذ بداياتها ونشرت رواياتها، وهي اليوم أعطت الفرصة لمواهب الشباب وآمنت بأفكارهم ونشرت رواياتهم التي تستحق النشر. وأوضحت أن الجائزة في الأصل هي نشر الرواية الفائزة، لكن لجنة التحكيم المؤلفة من الروائي والشاعر والصحافي عباس بيضون والشاعر قاسم حداد ومديرة دار الآداب رنا إدريس ارتأت نشر الروايات السبع نظراً لجديتها وحرفيتها الأدبية والفنية.وقالت مديرة دار الآداب رنا إدريس في كلمة ألقتها، إن «محترف نجوى بركات» هو مشروع يمنح القارئ العربي فرصة الاطلاع على هذه التجارب الشابة التي تقوم بركات بجهد مميز لرعايتها. وأضافت: «هي محاولات ممتعة لاكتشاف مواهب ما كانت لتبصر النور لولا مشروع المحترف، وتطرح قضايا مهمة تشغل روائيي الجيل الجديد، بدءاً من العنصرية اللونية والتميز ضد العمالة، مروراً بالمسألة الفلسطينية بتاريخها الإشكالي ورؤى الأجيال لحق العودة، وصولاً إلى البحث عن الوالد والهوية في ظل ربيع عربي ليس بربيع، والنزاع الداخلي الدائم بين ما تتمناه الشابات والشباب، وما تفرضه القيود العائلية»...وأكدت إدريس أن «هذه التجارب السبع تستحق فعلاً أن تتبناها دار الآداب وأن تسعى إلى توزيها في الأقطار العربية جميعها، علنا ننجح في إيصال الأصوات الشابة الطازجة»، موضحة أن لجنة التحكيم اعتبرت الروايات السبع جميعها تتحلى بصفات الرواية الناجحة، لغة وحبكة وبنية.أما عباس بيضون وقاسم حداد اللذان لم يتمكنا من حضور الاحتفال لأسباب خاصة، فأكدا في كلمتيهما اللتين ألقتهما نجوى بركات بالنيابة عنهما، أن الأعمال السبعة تستحق القراءة وهي أدبية بحق ومكتوبة بدراية وحرفة ومقدرة على الرصف والبناء والنسج وحنكة فعلية. وقال بيضون: «لا يمكن اعتبار الروايات السبع التي قرأتها واستمتعت بقراءتها بأنها ساقطة أو رثة أو ركيكة، ولا أبالغ إذا قارنتها بالروايات الناجحة التي تصدر في لغتنا. هي أمثلة جيدة على الفن الروائي... لقد كنت متفاجئاً ومدهوشاً وبالتالي مغتبطاً لأن هذه الأعمال ناضجة ومثمرة وواعدة».واعتبر قاسم حداد أن «مشاركتي في لجنة التحكيم من أجمل ما حدث لي في السنوات الأخيرة، على رغم ترددي الكبير في عضوية لجان التحكيم. فلست ممن يعتقدون بامتلاك الاستعداد لهذه المهمات، غير أن هذه التجربة منحتني متعة جديدة وأضافت لي خبرة نوعية خصوصاً فيما يتعلق برؤيتي الفنية لجوهرية الشعر في عموم أشكال التعبير الأدبي...» وأضاف: «نصوص الروايات السبع اشتملت على شعرية في السرد بدرجات مختلفة، وشعرنا بأن روحاً جديدة ترافق هذه الأصوات راغبة بولع جارف في التعبير عن ذاتها بحرية كاملة تقريباً».وفي ختام الاحتفال وقع الكتاب السبعة رواياتهم وهي إضافة إلى «مقهى سيليني»، «جارية» للبحرينية منيرة سوار، و«مداد الروح» لمواطنها أيمن جعفر، و«الزيارة» للبحرينية رنوة العمصي، و«بردقانة» للفلسطيني من عكا أياد البرغوثي، و«فندق بارون» للسوري عبدو خليل، و«التي تعد السلالم» للعمانية هدى حمد.يذكر أن «مقهى سيليني» تقع أحداثها في الإسكندرية، مدينة الشوارع المتوازية والمصائر المتقاطعة ما بين عالمي بيتا ورقية. وبيتا الفتاة الايطالية التي تطارد شبح أمها في رسائلها القديمة، ورقية التي تطارد أشباح نجومها المفضلين في صالات سينما الأربعينات. الجميع في هذه الرواية يطارد أشباحه الخاصة وأحلامه، ويجد في المدينة متنفسًا وبراحًا.الفائزة بجائزة محترف نجوى بركات، الروائية أسماء الشيخ، من مواليد الإسكندرية عام 1988، تخرجت من كلية الطب. ومقهى سيليني هو عملها الروائي الأول، وقد أنجز في إطار المحترف الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الثقافة في مملكة البحرين.