الرباط / متابعات :أدان أنيس بيرو، وزير الهجرة ومغاربة العالم بعبارات شديدة اللهجة «التصريحات العنصرية» الجديدة للزعيم اليميني المتشدد الهولندي، خيرت فيلدرز، ضد المغاربة في بلاده.ووصف المسؤول الحكومي المغربي تصريحات فيلدرز بـ»الصادمة» واعتبر أنها تشكل «استفزازا لكل مغربي ولكل هولندي»، معلنا «رفض الرباط لها». وأضاف: «كل الهولنديين يعرفون المساهمات التي قام بها المغاربة في بناء دولتهم».وعبر بيرو عن «غضبه ورفضه» لكل ما قاله الزعيم اليميني المتشدد، معلنا وقوفه إلى جانب «مغاربة هولندا» في معركتهم «ضد التطرف في هولندا».إلا أنه أكد أن «الأمر لا يؤثر على مناخ العلاقات الجيدة بين المغرب وهولندا»، مؤكدا على أن «أفضل رد على كلام فيلدرز هي صورة المغاربة كشعب متسامح ويساهم في بناء مستقبل هولندا».وفي حوار مع أنيس بنضريف، وهو صحفي مغربي مقيم في أمستردام منذ 13 عاما، كشف أن «المغاربة يمثلون المجموعة الأكثر إحداثا للضجيج»، سواء كان «إيجابيا كالحضور في مجالات الرياضة والفن والأدب والسياسة» أو في «الاتجاه السلبي كالإجرام والعنف في الشارع».وأوضح بنضريف أن «هذا الحضور يلفت الانتباه.. لذا يتم التركيز أحياناً على الأشياء السلبية».وبحسب الصحفي الذي يعمل في مؤسسة «هنا أمستردام» الإعلامية، فإن «المغاربة واجهوا هجمات اليمين المتطرف الهولندي» من خلال «معاقبة اليسار» في الانتخابات، ليتسببوا له في «خسارات في مقاعده الانتخابية في المدن الكبرى كأمستردام وروتردام ولاهاي» وهي مدن «تعرف حضورا قويا للمغاربة».وفي سلسلة ردود الفعل من «مغاربة هولندا» على خطابات اليمين المتشدد العنصرية، بحسب بنضريف، «أسس المغاربة أحزابا إسلامية نجحت في الحصول على 3 مقاعد في مدينة لاهاي، واثنين في روتردام» التي تشتهر بأكبر ميناء في العالم، ويتواجد على رأس بلديتها «الهولندي من أصل مغربي بوطالب أحمد».وفي حروبهم ضد التطرف اليميني، أنشأ «مغاربة هولندا» على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة تحت اسم «أنا مغربي» تدعوا إلى «التعريف بمساهمة المغاربة في المجتمع الهولندي»، كرد على «حملات تشويه الصورة».ورفع المغاربة أمام القضاء الهولندي «أكثر من 1000 قضية ضد الزعيم اليميني المتشدد خيرت فيلدرز». كما سيستقبل رئيس الحكومة الهولندية مجموعة من المثقفين والسياسيين المغاربة المقيمين في هولندا.ونزل إلى الشارع للاحتجاج السلمي المئات من المغاربة المقيمين في هولندا، يرتدون أقمصة مكتوبا عليها: «أنا أيضا ريفي» باللغة الهولندية (لأن أكبر عدد من المغاربة في هولندا ينحدرون من مدن إقليم الريف الأمازيغي في شمال المغرب)، في احتجاج سلمي على تصريحات فيلدرز، الذي طالب بـتقليل عدد المغاربة في هولندا» مؤكداً أن «المغاربة عنصريين». من جهتها، أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم المعروفة اختصارا بـ»إيسيسكو» التصريحات «العنصرية» لفيلدرز، مشددة على أن «هذه التصريحات تحريض على كراهية المسلمين والتمييز العنصري ضدهم بما يتعارض مع حرية التعبير المتعارف عليها دوليا».مواقف ضد الأجانبيذكر أن فيلدرز يترأس حزب «من أجل الحرية» منذ العام 2006، ويتبنى «مواقف متشددة وعنصرية ضد العرب والمسلمين ومعادية لكل الأجانب»، وللحزب المتطرف 24 مقعدا في البرلمان الهولندي من مجموع 150 برلمانيا يمثلون كل سكان هولندا.ودعا فيلدرز بـ»حظر القرآن الكريم في هولندا لتعارضه مع القانون»، وطالب الهولنديين بـ»تمزيق القرآن لأنه كتاب فاشي» واتهم «الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) بالإرهاب».وبدأت الهجرة المغربية إلى هولندا في ستينيات القرن العشرين، خاصةً من قبل سكان مدن الحسيمة والناظور، من أمازيغ المغرب. ويقدر عدد المغاربة في هولندا حالياً بحوالي 369 ألفاً، بحسب إحصائيات رسمية هولندية للعام 2013.
وزير الهجرة المغربي: الهجوم على مغاربة هولندا عنصرية
أخبار متعلقة