في كلمته التي ألقاها في الجلسة المسائية لمؤتمر القمة العربية بالكويت شخص الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الوضع في بلادنا بصورة إجمالية منذ بداية الأزمة وحتى اصدار قرار لجنة صياغة الدستور الجديد، والمتأمل لتلك الكلمة الضافية للأخ الرئيس سيضطر إلى التوقف عند بعض العبارات والجمل التي تستحق الوقوف عندها وتأملها والتفكر فيها بل ومحاولة تفسيرها وشرح أبعادها وإعادة قراءتها لأنها عبرت عن مستوى رفيع من التفكير المكثف المعبر بإلمام شامل عن قضايا الأمة العربية والإسلامية.من تلك العبارات التي استرعت انتباهنا قول الأخ الرئيس (إن قوتنا هي في وحدتنا وتماسكنا)، فعلى الرغم من بديهية هذه العبارة التي قد سمعناها كثيراً إلا ان استحضارها وإعادة تكرارها في مؤتمر قمم الجامعة العربية يعكس حالة الاختلاف والتمزق والخلاف والانقسام بين دول الجامعة العربية في الوقت الراهن في كثير من القضايا العربية والإسلامية الاقليمية والدولية وان العرب لم يصلوا بعد إلى استيعاب المرحلة وقراءة الأوضاع قراءة واقعية وموضوعية ولم تتوفر لديهم الإرادة السياسية في الوقت الراهن لاتخاذ قرارات مصيرية وتفعيل قرارات العمل والتضامن العربي المشترك.ومن العبارات التي استوجبت الوقوف ايضاً قول الأخ الرئيس مخاطباً اصحاب الجلالة والفخامة والسمو في القمة (يتطلب منا كقادة وزعماء وقفة جادة وصادقة للتأمل في حال الأمة ومراجعة مسار الأحداث والسياسات التي ننتهجها، والبدء في وضع رؤى واستراتيجيات جديدة من شأنها العمل أولاً على توحيد مواقفنا ورؤانا .. وثانياً تطويق التحديات الراهنة والتأسيس لآليات عمل جديدة وشراكة حقيقة وفعالة تلبي تطلعات هذه الشعوب العربية التواقة إلى الوحدة والتكامل العربي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية كافة).. مطالباً بإيجاد (الحلول العملية للصراعات التي تعصف بدولنا ويدفع ثمنها الأبرياء من أبناء أمتنا)، لقد وضع الأخ الرئيس في عبارته الآنفة الذكر النقاط على الحروف ومس الجرح لكن من سينفذ من العرب تلك الافكار والرؤى الرائعة والجامعة العربية في الوقت الراهن تتجاذبها أطراف من الشرق والغرب وحالتها ليست في أحسن الأحوال بدليل انها رحلت أغلب القضايا العربية الراهنة الملحة والخلافية إلى قمم مستقبلية.لا نعلم متى ستنفذ أو تتحقق ومن سيتفاعل مع هذه الافكار التي وردت في كلمة رئيسنا وزعيمنا المناضل عبدربه منصور ومتى سيعاد النظر في نظام الجامعة وتطويرها وتغيير آليات عملها وميثاقها ودستورها لتواكب المرحلة والعصر والمتغيرات حتى تصبح هذه الجامعة هي بيت العرب بحق وحقيقة وان كل عمل عربي تقوم به يكون ملموساً وفاعلاً يلبي طموحات أبناء الدول الأعضاء في هذه المنظمة العربية، وحتى لا تتحول هذه اللقاءات والمؤتمرات التي تعقدها الجامعة مجرد زيارات سنوية ومتنفسات للزعماء العرب والملوك والأمراء أو فسح واجازات سنوية للتعارف وإلقاء السلام والمصافحة على بعضهم البعض وبعدها ينفض المجلس. وهكذا فان ما يسترعي انتباهنا أيضاً في كلمة الأخ الرئيس قوله: (ان المجتمع الدولي لن يسمح بفشل تجربة الانتقال السياسي في اليمن من أي طرف يعمل على عرقلتها بعد ان دعمها ورعاها طوال السنوات الثلاث الماضية)، ويفهم من هذه الجملة طلب الأخ الرئيس الضمني من الدول الداعمة مواصلة دعمها حتى نجاح التسوية السياسية في بلادنا ووصولها إلى بر الأمان ويفهم ايضاً من هذه الكلمة اصرار الأخ الرئيس وفريقه من حكومة الوفاق على عدم السماح لمن يسعى إلى عرقلة المرحلة الانتقالية أو الوقوف أمام تنفيذ مخرجات الحوار وما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.. مشيراً بذلك إلى الجهات الداخلية والخارجية التي تعمل على عرقلة مسيرة النهوض بالوطن اليمني الواحد، ويعمل ضد استقراره.أخيراً لا يفوتنا أن نشير إلى أهم ما تميزت به كلمة الأخ الرئيس في هذه القمة والمتعلقة بدعوة العرب جميعاً من رؤساء وملوك وشعوب ان يصطفوا ويتلاحموا ويعيدوا المجد الغابر للأمة العربية والإسلامية التي كانت في الماضي التليد هي الأمة الوسط والقوية والمتسامحة التي علمت البشرية الكثير من قيم الحق والعدل والمساواة والشورى.