اليمن حاضراً أمام قمة الكويت
يقف القادة العرب أمام قمة الكويت غداً «الثلاثاء» أمام جملة من القضايا العربية الشائكة في محاولة لاستنباط الحلول الناجعة لها .. ومن تلك القضايا ملف التسوية السياسية في اليمن ، خاصة في مرحلته الانتقالية الثانية.. وبالنظر كذلك إلى التحديات الماثلة أمام إنجاز هذه التسوية التي جاءت بمبادرة خليجية مشكورة وبدعم أممي غير مسبوق .ولا شك أن أبرز معطيات هذا الملف الذي يحمله الرئيس عبد ربه منصور هادي أمام أشقائه القادة العرب يتمثل في إعطاء صورة تقريبية عمّا تم انجازه، فضلاً عن تشخيص تلك التحديات وفي طليعتها العامل الاقتصادي الذي يمثل عصب نجاح هذه التسوية ومحورها الأساس، إذ أن قمة الكويت مطالبة بتفعيل هذا الدعم والوفاء بكامل هذه المرحلة الاستثنائية التي يعيشها الوطن اليمني، سواءً كان ذلك في استكمال انسيابية الدعم المالي أو في حشد المساعدات الإضافية لتمويل متطلبات هذه المرحلة .لقد بات الأشقاء يعرفون تماماً دقة وحساسية ظروف التحول السياسي غير المسبوق في اليمن ، بل وأهميته على صعيد إنجاز هذه التجربة المتفردة على مستوى ثورات التغيير العربي .. وإن الأمر يتطلب المزيد من الاصطفاف تجاه هذا التحول وبما من شأنه تجنيب اليمن مغبة الوقوع مجدداً في سياقات الأزمة و الاحتراب الذي نشب مطلع العام 2011م .وفي هذا السياق ، فإن مضامين الخطاب الرئاسي اليمني إلى هذه القمة لن يغفل - بالتأكيد - التركيز على أولويات ومتطلبات الاحتياجات الاساسية ، فضلاً عن الاستحقاقات الماثلة خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية .. وهو ما يتطلب التأكيد عليه مراراً من أجل تضافر جهود الأشقاء لاستكمال دعم مجريات عملية التسوية .. وبالتالي مساعدة اليمن في وضع حلول للمشكلات المترامية والصعوبات الجمة المنتصبة أمام حكومة الوفاق الوطني في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وبما يساعد الحكومة على وضع المعالجات الشافية لتلك التحديات التي تبرز في طليعتها الاختلالات الأمنية وإعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية وعلى النحو الذي يتيح فرص إغلاق المنافذ التي تتسرب منها أيادي العبث والفوضى والفساد ، فضلاً عن ضرورة استكمال بناء هاتين المؤسستين لمجابهة حالات التخريب ومكافحة الإرهاب التي لن تقتصر اضرارها - دون شك - على اليمن فحسب وإنما ستمتد تأثيراتها الخطيرة على أمن الجوار الجغرافي العربي .. وهي المسئولية الإضافية التي يتحملها اليمن بإمكاناته المحدودة وقدراته المتواضعة .الأمل .. ألا يقتصر دعم هذه القمة على إستكمال دعم ملامح التسوية التاريخية في اليمن ومدها بمقومات البقاء والديمومة وإنما ينبغي أن يمتد عطاء هذه القمة إلى اتخاذ المواقف البناءة تجاه مجمل الاختلالات التي تعيشها الساحة العربية وبصورة تساعد على إيقاف هذا التدهور المريع وتمكين العقل من فرصة إخماد بؤر التوتر المشتعلة في أكثر من قطر عربي وتحديداً إزاء التعامل مع مستجدات القضية الفلسطينية وإيجاد مخارج عملية للمسألة السورية التي آن الوقت لأن تضع هذه الحرب أوزارها وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار .