مواقف أم المؤمنين خديجة ( رضي الله عنها ) مع الرسول
عرض / نغم جاسم جال في خاطري و أنا أقرأ في كتاب ( نساء حول النبي ) للدكتور. محمد القيسي في سيرة زوجات الرسول العطرة الكتابة عن مواقف زوجات الرسول الكريمات رضوان الله عليهن وكيف كانت وقفاتهن وثباتهن في كثير من الأزمات التي مر فيها الرسول.السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي رضي الله عنها سيدة نساء الجنة ، التي حزن عليها الرسول حزنا شديدا لموتها لما كان لها من مكانة عظيمة في قلبه .واستعرض الكتاب مكانة خديجة رضي الله عنها حيث كانت ذات مكانة رفيعة في قومها وقد تفرغت للاشتغال في التجارة بعد وفاة زوجها الثاني فقبل زواجها من الرسول عليه الصلاة والسلام تزوجت من عتيق بن عابد ، من بني مخزوم ، فولدت له هندا ثم مات ، فتزوجت مالك بن النباش بن زرارة ، الذي يتصل نسبه بعمر بن تميم ، فولدت له هندا وهالة بنت أبي هالة ، ولم يعش طويلاً فترملت مرة أخرى وبعد وفاته لم تفكر بالزواج ، وكانت بالإضافة إلى حسبها ونسبها ذات جمال .وفند الكتاب تفاصيل شغلها في التجارة التي كانت سببا في التقائها بالرسول عليه الصلاة والسلام فهي عندما سمعت ان هناك رجلا يدعى الصادق الامين أرسلت إليه تعرض عليه أمر التجارة بأموالها ، وقد كانت خديجة تاجرة ذات مال تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة ، فبلغها أن محمد بن عبد الله يدعى بالصادق الأمين وأنه كريم الأخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام يدعى «ميسرة» وقد وافق .وبعد رجوع قافلة التجارة كما جاء في الكتاب من الشام وقد ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل، أخبر الغلام خديجة عن أخلاق محمد وصدقه وأمانته ، فأعجبها واعتزم على أن يخبر محمداً برغبة خديجة الزواج منه (لم يقلها مباشرة ولكن فهم ذلك من حديثه الطيب عن خديجة ) و لم تمض إلا فترة قصيرة حتى سارع لطلب الزواج ، وقد كان عمر الرسول حينها 25 عاماً وعمر أم المؤمنين السيدة خديجة 40 عاماً .ومضى الكتاب يشرح تلك الحياة الهانئة السعيدة قضاها الزوجان خمسا وعشرين سنة كان يسودها الصفاء والمودة، وكانت ثمرة زواج أربعة ذكور وأربع أنات . موقف خديجة من الرسالة وتجلى موقف خديجة في ثباتها عند نزول الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام فهي لم تذعر ولم تعترض أو حتى تكذب الرسول في سبب خوفه عندما جاءها والخوف يملأ قلبه من هول ما رآه في الغارـ غار حراء ـ بل كانت الداعمة له والمخففة من روعه ومن قواه وثبت فؤاده . وكانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن به من النساء وبشره وأذهب الخوف عنه وأيضا كانت تخفف عنه ما يلقاه من المكر والشرور اللذين رآهما من قومه .كان أهل مكة يطلقون على خديجة ـ رضي الله عنها ـ سيدة نساء قريش، لأنها كانت ذات شرف ومال وحزم وعقل. وكان مصدر ثرائها أنها كانت تعمل بالتجارة، وتباري رجال قريش في البيع والشراء، وتقيم مع الحذاق منهم شركات مضاربة.الصبر على الحصار هنا قدم الكتاب صورة خديجة في أعظم مواقفها في مساندة الرسول عندما بقيت معه راضية محتسبة ولم يصدر منها كلمة عتاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم ولم تتبرم منه بل ثبتت معه في المحنة وعزمت على أن تبقى إلى جواره حتى تنقشع الظلمة ، ورضيت أن تترك منزلها الفاخر وفراشها الوثير وتخرج حبيسة مع رسول الله بين جبلين، تعاني الحَر ، تفترش الحصباء وتلتحف السماء، وتكابد الجوع والفقر، وهي الغنية الحسيبة.. تكابد الظمأ والخشونة، وهي السيد الشريفة .ولما كتبت وثيقة الحصار الظالمة وخرج المسلمون إلى شعاب مكة ، وقاطعتهم قريش وجوعتهم ظلت خديجة تبعث بمالها سراً إلى ابن أخيها حكيم بن حزام بن خويلد ـ رضي الله عنه ـ ليشتري الطعام للمحاصرين ويرسله إليهم في جنح الظلام امتدت إلى ثلاث سنوات صبرت فيها مع زوجها محتسبة راضية ولم تتذمر يوما ، ثم فك الحصار ، وعادوا إلى بيوتهم .وبعد انتهاء الحصار الذي فرض على المسلمين في شعب أبي طالب وتجلد المرأة وصبرها مع زوجها وبالذات ثلاثة أشهر توفيت خديجة تاركة حزنا كبيرا و عظيما في قلب زوجها الذي كان يـأنس معها .