لاشك ان الحديث عن المرأة وقضاياها قديمة ولا يختلف على ذلك اثنان.وفي مراحل زمنية مختلفة تتفاوت الاطروحات والندوات والنقاشات عن المرأة بين الاهتمام الحكومي والمجتمعي وبين الخفوت وربما يصل الى الذبول، حيث تظل قضايا المرأة ذلك الحاضر الغائب ذلك ان المرأة انما هي الام والاخت والابنة والزوجة في مقابل ان الرجل هو الاب والاخ والابن والزوج انها معادلة لا يمكننا ابدا تجاوزها وان نعمي ابصارنا عنها وتغفلها بصائرنا.الم تقرؤوا في كتاب الله العزيز قوله سبحانه وتعالى «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا» آية 36 سورة الاحزاب.واقرؤوا الآية التي قبلها في كتاب رب العباد: «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما».ألم تروا وتعوا ذلك الجمال الرباني والحكمة الربانية في العدل والانصاف فهل يا ترى هناك قول بعد قول مالك الملك؟ هل هناك صدق حديث بعد حديث الحنان المنان؟.أين هم من يدعون بغير ذلك وينزلقون في متاهات الافكار ويحيدون عن جادة الحق والصواب. علينا ان نبتعد عن الشطحات والشطط في الكلام عن حقوق المرأة والمساواة التي نجدها في دعوات المدافعين عن حرية المرأة وتحررها. تلك الدعوات التي لا تبارح حناجر الداعين لها.اذكر هنا ما سمعته في هذا المقام عن مناظرة كانت بين احد المناصرين والمدافعين عن حقوق المرأة ومساواتها بأخيها الرجل سواء بسواء وبين الشيخ العلامة محمد سالم البيحاني- رحمة الله عليه- في البداية تحدث الرجل المناصر والمدافع عن حق المرأة والمساواة وحريتها وتحررها بقوة وعندما انتهى من حديثه جاء دور الشيخ البيحاني في الحديث والكلام بدأ الشيخ البيحاني حديثه بعبارة وهو يوجه كلامه الى المتحدث قبله فقال الشيخ: «أنتِ تقولين...» ولم يدعه المناصر لمساواة المرأة بالرجل يكمل حديثه فلقد استشاط غيضا وما كان منه الا انه تهجم على الشيخ بكلمات نارية ساخطة غاضبة.. اترون فبمجرد ان ناداه الشيخ بصفة التأنيث كان منه ما كان ولكن بعد فوات الاوان، لان الحاضرين في القاعة ما كان لهم الاأن يصفقوا للشيخ العلامة تصفيقا حارا ونال الرجل المناصر للمرأة في شطط وشطح ما نال!.واذكر ايضا انني سمعت في مقابلة لاحدى الناشطات السودانيات وكان ذلك في الثمانينات انها قالت ما مفاده انها من الذين يدعون الى انصاف المرأة واعطائها حقها ومكانتها، ولكنا ايضا مازلنا نناضل من أجل ان يتحرر الرجل من الرجل أولا.وعليه فان الحديث عن قضية المرأة يجب ان يكون تحت سقف المنطق والعقلانية فنحن نريد ان نبني مجتمعا قوي البنيان.. والمرأة الأم هي مخرجة الرجال ومربية الابطال، والمرأة تجدها قد شقت طريقها في العلم والمعرفة نعم نجد المرأة في كل مجالات الحياة مساهمة في تنمية المجتمع.وعلى نفس القدر يجب علينا الابتعاد عن ان نتخذ المرأة مطية لكل ناعق وناعقة فانه لا صراع بين الرجل والمرأة، بل تعاون وتعاضد، فالمرأة هي رمز للتعمير وليست معولا للتدمير افهموها بهذا المعنى. وبالمقابل من الواجب علينا ان لا ندخل المرأة في ظلمات الكهوف، فهي نصف المجتمع لا محالة وهي ايضا ليست ربع المجتمع ولا ثلاثة ارباعه.ولهذا فاننا نحن امة وسط هكذا قال علينا رب العزة، والخير فينا مادمنا على طبيعتنا الوسطية فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «خير الأمور أوسطها». ان حاجة المجتمع وحاجة الأمة باكملها الى المرأة القدوة الواعية التي تستشعر مسؤولياتها المتبصرة بشؤون وظائفها.ان للمرأة دورا كبيرا يا أيها الناس هي لا تحتاج منا الى المزايدة عليها ولا تنتظر منا وأدها كما كان يفعل بها أهل الجاهلية، المرأة لا تريد تشدق المتشدقين بافكار فيها افراط وهي في نفس الوقت لا تريد ان تكون تحت سلطة اصحاب الافكار الجامدة التي تتشبت بالاعراف والتقاليد التي انكرها الاسلام الحنيف.يكفي المرأة ما نالته بسبب تلك التيارات وتزاحم الاصوات بين شد وجذب. فالرسول يقول: «استوصوا بالنساء خيرا». والمولى سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل فيما معناه انه سبحانه خلق الناس من ذكر وانثى، يعني من رجل وامرأة ثم جعل سبحانه وتعالى من بعد ذلك قبائل وشعوبا، ولقد كرم المولى سبحانه وتعالى كلا من الرجل والمرأة بالتقوى. فاتقوا الله أيها الناس واجعلوا الصلاة سلما نرتقي به يعرف كل من الرجل والمرأة دوره وماهيته في الحياة، كل له حقوقه وواجباته لا نخرج القطار عن سكته فنصل به الى بر الأمان.المرأة تلك الأم التي تتحمل بجلد وصبر آلام الحمل ومخاض الولادة.المرأة تلك الأم التي تسهر الليالي من اجل ان ننعم براحة ونوم هانئ.المرأة تلك الام الحنون العطوف المرأة تلك الأم التي تربي اجيالا بعد أجيال وتتحمل المشاق..المرأة تلك الأم التي ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق.المرأة تلك الأم التي انما الجنة تحت اقدامها.فهنيئا للمرأة والأم عيدها وقبلة مني على رأس ست الحبايب.
في عيدها.. لها مني قبلة
أخبار متعلقة