تابعت قبل يومين من إحدى القنوات الفضائية اليمنية تصريحاً لمحافظ صنعاء حول استنزاف المياه وقال بالحرف الواحد: "إن ما نسبته 85 % من استهلاك المياه يذهب في زراعة القات". وصدمت لهذا الخبر المفزع الذي والله هو بمثابة دق ناقوس خطر وحقيقة لا غبار عليها، وعبث نراه أمام أعيننا ولا يأخذ حتى التفكير في هذه النعمة التي هي من نعم الخالق عز وجل، وكما درسنا في علوم الدين أنه لا يجوز العبث والإسراف بالماء حتى وان كان من البحر، فما بالنا بماء عذب فرات أوجده الله لنا في باطن الأرض لأنه شريان الحياة.وقد قال جل جلاله: "وجعلنا من الماء كل شيء حي".. ونحن ولله الحمد في مدينة عدن قد عمل لهذه النعمة وهذه الخدمة منذ سابق الزمن من أيام الاحتلال البريطاني كل الخدمات والبنى التحتية لتوصيلها إلى كل منزل وكل مشرب ومطعم ومرفق حكومي وخاص، وتوجد مؤسسة فيها مدير ونائب وموظفون ومعدات وآلات باهظة الثمن. وتابعت من قناة (عدن) الفضائية قبل أسبوع برنامجاً خاصاً عن مؤسسة المياه والصرف الصحي في محافظة عدن وكيف يتم استخراج الماء من الآبار بماكينات تعمل بالكهرباء والبترول والديزل وإمكانيات بشرية تسهر على تشغيلها وتمر هذه الخدمة بمراحل حتى تصل إلى الحنفية وإلى المواطن بكل يسر وراحة.تحذيرات لابد من أخذها في الحسبان من استهلاك الماء والعبث به لزراعة القات، تحذيرات من عدم دفع فواتير الاستهلاك لهذه الخدمة من قبل الدوائر الحكومية والمتنفذين والمواطنين كل ذلك يزعج القائمين على هذه الخدمة ويزعج الخدمة نفسها تحذيرات تطلق من أفواه أناس صادقين حب الوطن يجري في دمهم لكن يؤسفني أن أقول "مغني جنب اصنج" ويؤسفني أن أقول ما سمعته في بيت من الشعر: "وإن نصح الحكيم فلا سميع ولا قلب يعي صدق المقالة".يجب أن نسمع بآذاننا ونفتح أبصارنا وتعي قلوبنا لبناء المستقبل الذي أبناؤنا في انتظاره وهو قادم عليهم ولا ندري كيف سيكون في ظل هذا العبث الشديد واللامبالاة، أناس لا يفكرون إلا بمصالحهم ولا يبالون بخدمة غيرهم، هؤلاء يقتلون الحياة بدون سلاح ولا رصاص ولا تفجيرات، هؤلاء هدامو الحياة ومتعبو البشر يجب أن تقوم الدنيا عليهم ولا تقعد ويجب أن يحاسبوا وإذا أصروا على ما يريدون فلا مانع، لكن يجب أن يدفعوا الأموال لزراعتهم ولا يتهربوا من أي استحقاقات لخزينة الدولة وهم أحرار، أما أن يعبثوا بخيرات الوطن ويعرضوه للهلاك ولا يجدون من يحاسبهم فهذه مصيبة.أقول إن مخرجات مؤتمر الحوار قد ذكرت كل شيء من أجل عافية وأمن واستقرار وسعادة ومستقبل وازدهار الوطن لما تضمنته من أبواب ومخارج وإنقاذ لأشياء تألم منها الوطن والشعب، لذلك ينبغي الإسراع بتنفيذ هذه المخرجات على أرض الواقع في هذا الوطن. وعندي إحساس كبير لو نفذت هذه المخرجات لأصبحنا دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتقدمنا مائة عام إلى الأمام.أرى من خلال تفاؤلي الكبير أن الشعب في هذه الدولة في انتظار أن يأخذ التحذير محمل الجد لكل شيء قد أطلق عليه أكان المياه أو الأموال العامة أو النفط أو الكهرباء أو المشاريع الوهمية أو الثروات السمكية وكل خيرات البلد. خذوا بالحسبان ما ينقذ الوطن والشعب وأقرؤوا رسائل الخير التي ترسل لكل مسؤول قد تحمل الأمانة التي تبرأت منها الجبال وأبين أن يحملنها وحملها الإنسان. خذوا بالحسبان كل تحذير ينقذنا ولا يغرقنا.
أخبار متعلقة