صنعاء / بشير الحزمي أظهرت دراسة بحثية للباحث عبد الملك أحمد علي الضرعي قدمها كرسالة جامعية للماجستير أن أكبر المحافظات مساهمة في الهجرة الداخلية إلى أمانة العاصمة هي محافظات صنعاء (26.73%) ، تعز (19.01%) ، إب (17.85%) ، ذمار (12.08%) وقد شكلت هذه المحافظات نسبة (75.67%) من حجم الهجرة الداخلية إلى أمانة العاصمة ، بينما شكلت بقية محافظات الجمهورية (24.33%) فقط .وبينت الدراسة التي تعد محاولة علمية لمعرفة خصائص الهجرة الداخلية إلى أمانة العاصمة (صنعاء) من خلال تياراتها والعوامل المؤثرة فيها وآثارها الحالية والمستقبلية ، واعتمدت على جانبين نظري وعملي ميداني قام على المقابلة الشخصية والملاحظة الميدانية، أن العوامل الاقتصادية تعتبر من أقوى العوامل تأثيرا في مسار الهجرة الداخلية إلى أمانة العاصمة .وذكرت الدراسة أن وجود الخدمات في أمانة العاصمة مثل التعليم والمياه والصحة والكهرباء وغيرها تعد أحد أهم الدوافع للهجرة الداخلية .. وأكدت الدراسة أن الأهمية الإدارية والسياسية لأمانة العاصمة كانت سببا مباشرا لهجرة حوالي (7.4%) من العينة .ولفتت الدراسة الى أن العلاقات الاجتماعية المتمثلة بوجود أقرباء في أمانة العاصمة كانت سببا لهجرة (6.9%) من عينة الدراسة ، بينما أكد (2.6%) أن سبب هجرتهم كانت الخلافات الأسرية والصراعات القبلية في مناطقهم الريفية .وأوضحت الدراسة أن عوامل طبيعية مثل الموقع والمناخ كانت عوامل دفعت حوالي (4.9%) من عينة الدراسة لاتخاذ قرار الهجرة وذلك لاعتدال المناخ ، بينما أكد (3.4%) أن الموقع المتوسط وقرب المسافة بين مناطقهم والأمانة كانت سبب هجرتهم إلى أمانة العاصمة .وأشارت الدراسة الى أن الهجرة الخارجية كانت من العوامل المؤثرة في الهجرة الداخلية إلى أمانة العاصمة ،حيث تبين أن (58%) من عينة الدراسة الميدانية سبق لهم الهجرة الخارجية والتي بدورها أكسبتهم قيم التحضر وبالتالي كان تفضيلهم للسكن في أمانة العاصمة . وتأكد من خلال الدراسة أن (80.3%) من عينة الدراسة لازالوا على صلة بمناطقهم الأصلية مما يعني استمرار تأثر المهاجرين بالقيم الريفية . . وتبين من خلال الدراسة أن هناك مجموعة من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها بدأت تبرز في أمانة العاصمة نتيجة للهجرة ومنها : ارتفاع معدلات البطالة حيث وصلت وسط أرباب الأسر المهاجرة من عينة الدراسة إلى (3.7%) ، انخفاض مستوى المعيشة حيث وصلت الزيادة في أسعار المستهلك بالرقم القياسي العام في أمانة العاصمة للفترة بين 90 - 1999م حوالي (607%) ، مما يعني زيادة تكاليف المعيشة مع تدني مستويات الدخل ، تدني مستوى الخدمات التعليمية والصحية والمياه والصرف الصحي وغيرها نتيجة لتزايد معدلات الهجرة الداخلية إلى أمانة العاصمة ، استنزاف إمكانات البيئة الطبيعية مثل المياه والتربة الزراعية ، وكذا زيادة معدلات التلوث السطحي والهوائي ، زيادة معدلات الجريمة والانحراف خاصة مع تزايد معدلات البطالة .
دراسة : الأهمية الإدارية والسياسية لأمانة العاصمة سبب مباشر للهجرة إليها
أخبار متعلقة