تحذيرات الأوساط الطبية ومنظمة الصحة العالمية على أشدها
كشفت تقارير منسوبة إلى منظمة الصحة العالمية عن أن أمراض القلب والأوعية الدموية باتت تشكل السبب الأول للوفاة بنسبة (30 %) من إجمالي عدد الوفيات على مستوى العالم، داعية إلى تقديم مزيدٍ من الدراسات والأبحاث العلمية حول أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطورة المرتبطة بها بمعية تصورات وحلول علمية وعملية واضحة للوقاية والحد من انتشار هذه الأمراض القاتلة.إذ أن إجمالي عدد الوفيات المباشرة الناتجة عن الأمراض القلبية والوعائية بلغت (17.3 مليون) حالة وفاة على مستوى العالم عام 2008م، وغالبية هذه الوفيات تحدث بسبب أمراض شرايين القلب التاجية.في حين، أن إجمالي الوفيات بأمراض القلب والشرايين حول العالم تتركز في البلدان النامية بنسبة عالية جداً بلغ (80 %)، وتندرج ضمنها - دون شك- بلدان الشرق الأوسط عموما، وتبين إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من (17مليون) شخص توفي عام 2009م بسبب أمراض القلب نتيجة عوامل خطورة متعددة، منها ارتفاع ضغط الدم التي حصدت نسبة هي الأعلى تمثلت في (12.8)، ثم التدخين بنسبة(8.7 %)، وداء السكري الذي شكل( 5.8 %) من مجمل تلك الوفيات، تلاها قلة النشاط البدني بما مجموعه ( 5.5%)، بينما ( 4.88 %) بسبب السمنة، و( 4.5 %) نتيجة ارتفاع (الكولسترول) في الدم.ما يؤكد على ضرورة التعامل مع هذه العوامل من منظور شامل في آن واحد، باعتبار أن طبيعة هذه العوامل مزمنة لا يمكن التخلص من معظمها باستثناء التدخين، ارتفاع ضغط الدم، السمنة ونمط الحياة الخاملة. ويوصي العلماء ذوو الاختصاص - من جهتهم- بضرورة تبني استراتيجيات طويلة الأجل في التعامل مع هذه الأمراض والمشكلات التي قد تتداخل فيما بينها أو تأتي منفردة لتشكل سبباً أهم لاعتلال القلب وارتفاع ضغط الدم؛ سواء عن طريق الوقاية بما يحول دون حدوث مضاعفات خطيرة أو الوفاة، بل وحتى تلافي وقوع هذه الأمراض من الأساس من خلال التحول إلى نمط المعيشة الصحية المغمورة بالنشاط الحركي البدني اليومي الملائم والجنوح إلى نظام تغذية صحية متوازنة وذات سعرات حرارية متدنية عن المألوف، وتجنب أي عامل خطورة محتملة، والفحص الدوري لمن لديهم تاريخ مرضي في الأسرة بأيٍ من الأمراض المزمنة، كل ذلك- برأي خبراء التغذية والأطباء- يعد مجديا ومناسبا تماما لتلافي دواعي الخطورة واعتلال الصحة والتي تستلزم علاجاً ملازماً -في معظم الأحوال- يمكن أن يُجبر على تعاطيه المريض طيلة حياته، وصدق من قال: درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.