سوء التغذية في اليمن .. مسار معالجة حثيثة لتجاوز المحنة..
تقرير/ زكي الذبحاني:مشكلة العوز الغذائي في اليمن على أشدها رسمت ملامح تداعيات شديدة خطيرة ، وجل ضحاياها - مع الأسف الشديد- أطفال في عمر الزهور.لم تكن وزارة الصحة العامة والسكان لتقف مكتوفة الأيدي، في الوقت الذي تصاعدت فيه مشكلة نقص التغذية إلى مرتبة جعلت اليمن ضمن بلدان العالم الأكثر معاناة من سوء التغذية المزمن؛ في مرتبة ثانية بعد أفغانستان والصومال، وفي الوقت الذي يُشار إلى أن سوء التغذية بمعية تردي الخدمات الصحية شكل السبب الرئيسي وراء معظم حالات الوفاة لنحو(74)طفلا من بين(2,500) طفل أصيبوا بالحصبة إثر تفشي هذا المرض في عام 2011م وفقاً لإحصاءات رسمية. وفي تقرير لمنظمة اليونيسف نشر خلال العام 2011م فإن مليون طفل دون سن الخامسة كانوا تحت وطأة المعاناة من سوء التغذية الحاد في جميع أنحاء البلاد، وما يزيد عن(270ألف)طفل في الفترة الممتدة من عام (2011 وحتى 2012م) باتوا مُهددين بالموت بسبب سوء التغذية، الأمر الذي شكل وضعاً كارثياً جابهته وزارة الصحة بمساندة منظمة اليونسيف وشركاء الصحة بتدخلات صحية وتغذوية وقطاعية واسعة وطويلة الأجل.فيما قطعت وزارة الصحة شوطاً كبيراً متجاوزة تحديات جساما على طريق معالجة حالات سوء التغذية بما مكنها من التخفيف كثيراً من وطأة حالات سوء التغذية الوخيمة، إذ تشير تقارير إدارة التغذية بالوزارة إلى أن وزارة الصحة قامت في ست محافظات هي الأكثر بين بقية المحافظات معاناة من سوء التغذية خلال العامين(2011و2012م) وهي(عدن، تعز، الحديدة، حجة، لحج، إب، ريمة، المحويت، ذمار، أبين).وفي ذات السياق، أكد وزير الصحة العامة والسكان الأستاذ الدكتور/ أحمد قاسم العنسي، أن وزارة الصحة استحدثت وفتحت (1,677)وحدة معالجة لحالات سوء التغذية الحاد الوخيم في المحافظات الأكثر معاناةٍ من سوء التغذية الوخيم.وذكر الوزير العنسي أن الوزارة استقبلت في وحدات المعالجة ما مجموعه (247,129)طفلاً دون سن الخامسة مصاب بسوء تغذية حاد وخيم خلال العامين(2012و2013م)، ومثل عدد من تم علاجهم وشفوا تماماً من هذه الحالات حوالي (145ألف)حالة؛ بنسبة نجاح للمعالجة الكاملة بلغت(58 %) من مجمل الحالات الحادة الوخيمة.وأضاف أن النسب متساوية للحالات التي استعصت على العلاج وكذلك حالات الوفاة في كلا العامين 2012و2013م، حيث لم تتجاوز في أي منهما نسبة (3%) للحالات غير المستجيبة للعلاج، و(0,05 %) فقط مثلت نسبة حالات الوفاة.من جانبها، أوضحت الدكتورة/ لينا الإرياني - مدير التغذية بوزارة الصحة، أن سوء التغذية : حالة مرضيه تحدث بسبب عدم حصول الجسم على كافة احتياجاته الغذائية من الناحية الكمية والنوعية من العناصر الغذائية المتنوعة والمطلوبة للنمو والتطور ومقاومة الجسم للأمراض. وواصلت القول: قد يحدث سوء التغذية نتيجة عوامل أخرى تتعلق بعملية الامتصاص والتمثيل الغذائي لهذه العناصر الغذائية، مشيرةً إلى أن سوء التغذية مصطلح عام يشمل جميع الحالات كنقص التغذية, وزيادة في التغذية ونقص المغذيات زهيدة المقدار (الفيتامينات والمعادن)، وإلى أنه قد تظهر مشكلة سوء التغذية منفردة أو متداخلة العوامل والمسببات، لكنها في الغالب تتداخل مع بعضها في طفل واحد أو مجموعة من الناس.الجدير بالذكر، أن وزارة الصحة تواصل جهودها بخطى حثيثة لوقف تداعيات مشكلة سوء التغذية من خلال معالجة الحالات الحادة والخيمة التي تتطلب تدخلاً علاجياً وغذائياً، في الوقت الذي لا يتأتى دورها بمعزل عن الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالتغذية وبتحقيق الأمن الغذائي الوطني