المعلم ومدير المدرسة ملزمان بالقيام بواجبهما التربوي تجاه الطلاب فلم تعد مهمة المعلم كالسابق وهي حشو أذهان الطلاب بالمعلومات دون التعرف على ظروفهم الخاصة ومساعدتهم في التغلب عليها فإذا كان المعلم نفسه هو سبب تلك المشكلة فماذا سيكون الحل برأيكم؟!(تعليم بلا أخلاق) هكذا بدأنا بالحديث أنا ومجموعة من المدرسات الصديقات اللاتي أعرفهن.انتهت الامتحانات وانتهى الفصل الدراسي الأول وما زال التعليم عندنا هابطاً بل ويزداد سوءاً عاما بعد عام. غش في الامتحانات، غياب المراقبة العادلة، علامات تزور، طلاب يطلعون من الأوائل على حساب طلاب آخرين يفوقونهم ذكاءً وشطارة وكل هذا بسبب غياب الضمير والنفاق والمجاملات لدى بعض المدرسين التي لعبت دوراً كبيراً في ذلك.قالت لي إحدى الصديقات وهي مدرسة في إحدى مدارس مديرية صيرة النموذجية (كابوس وانتهى)، صراحة الواحد يبطل يدرس أفضل فقد أصبحنا نتعامل مع أصناف وفئات متخلفة وضمائر غائبة! ما يعطونا فرصة حتى نقيم ونفرق بين مستوى الطلاب، لابد وأن نلقى مشاكل وخلافات وكل هذا بسبب أن طالباً ابن مدرسة أو وكيلة معينة أو فلان من الناس والقيامة تقوم بذاك باليوم ولا تقعد (تقصد هنا الامتحانات التي انتهت مؤخراً) وتقول: "ما يخلوا المراقب يشوف شغله تمام وبنص الوقت يدخل استاذ او مدرسة وتفتح باباً للغش لـ(48) طالباً من أجل عيون طالب أو طالبة معينة، (مهزلة والله) ولو رحنا واشتكينا لمديرة المدرسة تحاول أن تعدي هذا اليوم على خير وامتحان يجر امتحاناً وبالآخر المحصلة أن هناك طلاباً نجحوا وهم لا يستحقون والأهم من ذلك هو صعودهم إلى ساحة المدرسة وتكريمهم بالمراكز الأولى على حساب طلاب يستاهلون ذلك التكريم"، وتسألني: ما رأيك أنت؟ فأجبتها مذهولة ومتعجبة مما سمعت: "لو فعلاً مثل ما تقولي معناه الله يكون بعون الطلاب الآخرين الذين ليس لهم سند أو واسطة بسبب حماقات بعض المدرسين" وقلت لها: هذا وضع لا يسكت عليه وعلى حد علمي أنه لا توجد أي شكاوى من هذا النوع لمكتب التربية والتعليم الكائن في مديرية صيرة؟ترد علي بتهكم قائلة: كذب! أكيد توصلهم شكاوى ويعرفوا بتلك الممارسات الخاطئة التي تحصل وعندهم علم ولا يخفى عليهم شيء لكنهم يتغاضون ويخافون من الشوشرة وأهم من ذلك حتى لا يحاسبوا فهناك أولياء أمور طلاب يشتكون ولا يجدون أي حل.دعونا نتكلم بصدق قليلاً فالتربية أولاً ثم التعليم ويجب أن يكون هناك مراجعة حول علاقة التربية بالتعليم حتى يتخلص الطالب من حالة الازدواجية وعلى المعلم أن يتحمل المسؤولية الكاملة التي تخص الأخلاق بالعمل حتى لا يتدهور مستوى الطالب وعلى المتسببين بهذه الأزمة أن يحاسبوا ويتم مراقبتهم وتشديد الرقابة على من يراقب الامتحانات فالأمر ليس عادياً فهو متعلق بتحديد مستقبل طلاب يظلمون بسبب ما حصل ويحصل في الامتحانات كل عام وعليه نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تقوم بتصحيح ومعالجة القصور والسلبيات التي تحصل في المدارس وقطاع التربية ومؤسساته بشكل عام حتى يرتدع هؤلاء ويمارسوا أخلاقيات المهنة المحتمة عليهم بشكل صحيح خاصة وأننا بدأنا فصلاً دراسياً جديداً، فهناك طلاب يذاكرون تحت ظروف قاسية كل همهم هو النجاح ولا يعتمدون على الغش لكن هذه السلوكيات التي يمارسها أغلب المدرسين تجعل الطالب تحت الضغط ويصاب بحالة إحباط لرؤيته طالباً آخر فاشلاً أو مقصراً ويتفوق عليه. والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فبالعلم ترتقي الأمم ياسادة.. نأمل أن تكون الرسالة قد وصلت.
بالعلم ترتقي الأمم ياسادة
أخبار متعلقة