مقعد أمام شاشة « البريمرليج»
*رأي ورؤية : جمال شراء :القارئ العزيز: على ساحل جنوب غرب المملكة المتحدة « بريطانيا العظمي» تقع مدينة (ليفربول) العريقة .. حيث تشرئب ببنيانها ومصانعها لتشهد العالم على كونها ثاني أشهر موانيه ( بعد نيويورك) وحاضنة اقتصاد الجزر البريطانية الأم الأولى، ومعقلها الأشهر لإنتاج الصناعات المختلفة. علاوة على أنها موطن فريق (البيتلز) الغنائي الذائع الصيت الذي شغل الدنيا إبان ستينات وسبعينات القرن المنصرم بإبداعاته وبدعاته. وذيوع صيت (البيتلز) في تلك الفترة نما وطغى وجاوز الحدود البريطانية الجغرافية والزمنية كسابق لعصره. ولكن ليس على حساب فريق آخر، لا يمت للغناء بصلة أو علاقة. وإن كان يقدم فناً راقياً، ولكن على ساحات الكرة الخضراء. مختالاً كملك لا يرقى حتى وعلى ولوج بلاط جلالته إلا قلة قليلة من فرق كرة القدم محلياً وأوروبياً آنذاك وذلك لصفة تجعله نسيج وحدة محلياً ولايدانيه عطاء وإبداعاً ثم كسباً للبطولات حينها إلا فرق مثل (أياكس) بهولندا و (ريال مدريد) بإسبانيا وقطبي ميلان بإيطاليا حينها. وبالذات في الفترة المنحصرة بين عقدي السبعينات والثمانينات من ذلك القرن. وذاك هو (ليفربول) الردز أي الحمر (نسبة للباس الفريق الأحمر الكامل).أعظم الاستحقاقات .. بعد خصومة وانشقاقات و(ليفربول) في الحقيقة هو انسلاخ استثنائي عن فريق آخر عملاق يقاسمه السكنى والشهرة بمنطقة (المرسي سايز) في المدينة (ليفربول) هو فريق (إيفرتون) نتيجة خصومات عميقة كان الانسلاخ عن الجسد الواحد هو حلها الأخير . حدث ذلك عام 1892م . وهو عام ميلاد هذا الصرح المارد الذي أصبح منذ منتصف القرن الماضي واحداً من أعظم كنوز بريطانيا الرياضية ومصدر فخرها وعزها الأول إن ذكرت كرة القدم. فلائحة شرف (ليفربول) تبرز عظمته. إذ هي مفعمة بالبطولات والأمجاد بحيث لا ينازعه على عرش الألقاب في المجمل أحد على الإطلاق ( ما يقارب خمسين لقباً متنوعة ) فعلى صعيد الدوري الممتاز ( درجة النخبة ) فهو كان حتى موسم 2010 - 2011م صاحب الرقم القياسي (18) لقباً حيث تجاوزه وباستحقاق لافت فريق (المان يونايتد) مع عبقري التدريب إريك فرجسون بلقبين اثنين لكن (الردز) لازال محافظاً على رقمين قياسيين آخرين ويسعى بكل جهد للحفاظ عليهما وهما (5) خمسة ألقاب غالية ببطولة دوري أبطال أوروبا وقرينتها. كأس الاتحاد الأوروبي ( الأوروبا ليج ) ولديه منها (4) أربعة ألقاب ومثلها للسوبر الأوروبي وذلك على المستوى الأوروبي ( مقارنة منافسين من أندية بلده ) و (الردز) أيضاً صاحب نصيب الأسد بالتتويجات ببطولة أندية المحترفين الانجليزية، والتي تحضر موسمنا هذا تحت مسمى (الكابيتال وان ) فله منها (7) ألقاب عدا (8) ألقاب كسبها من أقدم بطولات كرة القدم في انجلترا والعالم ونعني بها (كأس الاتحاد الانجليزي - كأس انجلترا ) خلافاً لألقاب أخرى كمثل كؤوس مباريات الدرع الخيرية التي تفتح بها مواسم الكرة في انجلترا وبتمعن نرى أن (الليفر) طرق أبواب كل البطولات الممكنة محلياً وحاز القاباً فيها . وقارياً وأخذ حظاً منها، ما يجعلنا نخلص إلى أن بطولة واحدة بعينها كان حظه بها عاثراً وهي بطولة العالم للأندية رغم وصوله إلى نهائيها مرتين. آن لهذا الفارس أن يترجل بقي لنا أخيراً أن ندون حقيقة مرة مضت بما ينوف عن عقدين من الزمان بهذا العملاق وهو في انزواء حاد نأى به عن منصات التتويج بالذات عن بطولته المفضلة (الدوري الممتاز). حيث يكمن آخر لقب له فيها بمنتصف عام 1991م مما شكل كما من التساؤلات للمحبين وغير المحبين كان قوامها (ماذا حصل). ولأن الإجابة الشافية تتطلب مقالات كثيرة لتبيان حكاية ابتعاد (الليفر) عن محبوبته (بطولة الدوري) فأرضوا أحباءنا القراء برأينا المتواضع الذي نحدده في: أولاً: مغادرة أو اعتزال كثير من نجوم الفريق حينها. ولم يكن البدلاء على نفس قدر نجومية من سبقهم. ثانياً : استحواذ ملاك جدد على النادي ( بحجة الشراكة بنسبة عظمى ) وهم في جهل بائن لا في عالم الكرة وشؤونها فقط ولكن لجهلم بما يكون عليه فريق مثل (ليفربول) وما يشكله بتاريخه وأمجاده للعشاق انجليزيين كانوا أو غيرهم من انحاء العالم بل إن تفكيرهم منحصر بالاستفادة من عوائد وارباح الفريق ربح أو خسر . هذا خلافاً لأسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا. على أن (ليفربول) اجترح بطولات خارج نطاق (الدوري ) حينها لكنها لا تترجم حجمه العظيم المسطر في صفحات التاريخ القريب. وأنهي إن (ليفربول) وهو يقدم حالياً موسما يبدو جيداً فإنه يضع قدماً ثابتة على درب. ليس بغريب عليه . هو درب البطولات التي شهر بها. ولنأمل كما يأمل محبوه أنه على موعد قريب من لقب يحمل الرقم (19) في مسيرته النوعية وقد آن لهذا الفارس الفذ أن يترجل عن صهوات الخيبة إلى منصات الهيبة.