على مقعد وبعين ناقد نأخذكم أعزاءنا القراء أسبوعياً في نزهة متأنية وقراءة مجدية لمجمل وبعض التفاعلات الدائرة على ملاعب كرة الإنجليز للتحليل والتعليق اللائق على أحداث لا يعرفها إلا أفضل وأعظم وأقدم دوري كروي على وجه الأرض «البريمرليج» أو الدوري الإنجليزي لأندية النخبة في إنجلترا وذلك لأخذ العبرة.أرسنال و..أرسن«أرسنال» قارئنا العزيز ناد عريق ولاغرو، وبعراقته وأمجاد جمعها خلال حقبته الرائعة أضحى من أشهر معالم «لندن» حاضنة الضباب بأشهر الشتاء القارس وهو ما قرن باسمها التاريخي فيقال «عاصمة الضباب» ولعله خير بديل لاسم «عاصمة الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس» ولندع «لندن» ومسمياتها جانباً ونعود إلى معلمها الشهير «أرسنال» الصرح الهائل بالأمجاد والمتخم بالبطولات الكروية من بدء تأسيسه منتصف سبعينات القرن الماضي والمبني على حياض منطقة صناعية تخصصت بصناعة الأسلحة وبالذات «المدافع الحربية» والتي سميت آنذاك بـ«الترسانة» ليأخذ هذا النادي العريق اسمه منها وليعرف بـ «أرسنال» أي الترسانة وكذلك «المدفعجية» أو اختصاراً الـ «جنرز» كما ينطقها أهل بلده.و»أرسنال» كناد لا تميزه عراقته اومنشأته ذات البناء الفيكتوري المميز ولا هيئته وهو رابض متوسطاً أرقى أحياء لندن في هيبة «أبو الهول» بل ما اجترحه من بطولات على مدى تاريخه بحيث أنه صاحب ألقاب في الدوري تتجاوز العشرة ومثلها تقريباً في بطولة كأس الاتحاد «كأس انجلترا» ونصفها في بطولة «الأندية المحترفة» ، لكن مكمن التميز لدى «جنرز» هو الإمتاع الكروي الذي إن ذكر كان «أرسنال» رفيقاً فيه لـ «برشلونة» في إسبانيا و «بايرن ميونيخ» في المانيا حالياً.فهو لكسب البطولات يمضي بتقديم المتعة الكروية فيلبسها رداءا جميلاً لا يضاهيه آخر على أرض الإنجليز وهو يمضي بأسلوبه المتميز هذا حتى وإن خرج من حسبة هذا اللقب أو ذاك. ولذلك أصبح «أرسنال» ومدفعجيته من الفرق التي تستقطب كل ذي ذائقة كروية موالياً كان أو غير موال ولعل قارئنا إن كان متتبعاً لما نشهد من موسمنا الحالي وما فات من مواسم عدة مضت سيقر بهذه البديهة.. «لعنة هايبري».. وخيبة «الإمارات»لكن «أرسنال» ولفترة زمنية تقارب العقد زماناً هجر الألقاب أو هي هجرته بصحيح القول برغم إنه لا يزال محتفظاً بقوامه وهيئته السادرة في الإمتاع المألوف عنه بل وتحقيق نتائج مميزة عند التباري.وبرغم إنه مافتئ خاضعاً لإدارة وملاك لايرتضون بمركز ثان في البطولات وبرغم قاعدة شعبية تتضاعف عاماً بعد آخر بل وبرغم أنه لايزال محتفظاً بـ « عراب « نجاحاته القريبة « ونرمي بذلك إلى مديره الفني ومدربه المبدع الفرنسي « أرسن فينغر « « 7 ألقاب « فهو يعيش فترة جدب لافتة قياساً إلى الإمتاع الذي يقدمه. وبالعود إلى ذكر « أرسن فينغر « وهو حقيقة يعد أقدم مدرب في البر يمرليج « بعد اعتزال فيرجسون « إذ استلم مقاليد العمل الفني للـ «جنرز » منذ موسم 1996 فهو بالتالي في منصبه هذا لما يقارب العقدين من الزمان وهي فترة طويلة بالذات إن علمنا أن نصفه الأول فقط مثمراً « 6 ألقاب متنوعة « أما النصف الثاني فلا يحمل غير لقبا يتيم تحقق موسم (2005) وهو العام الذي شهد انتقال « أرسنال « لملعب ( الإمارات ) وهو ملعب يعد تحفة فنية رائعة وبكامل مواصفات الحداثة وأكبر سعة من الملعب الذي عاش أمجاد الفريق والذي مازالت زواياه ومدرجاته تحكي ألف حكاية وحكاية عن نصر هنا وكبوة هناك وتنصيب هنا وخيبة هناك . ونقصد به ملعب « هايبري» وهو ساحة لعب مميزة لم لا وعمره يتجاوز القرن خلا أنه الشاهد والموثق الرئيس لحقب أكاليل الغار وتيجان البطولات التي حازها « ارسنال » مما يجعلنا نخاله بعد هجره يئن الماً وينفث حسرة على نكران جميله وتركه ليغيب في زوايا النسيان بل نخاله ولسان حاله الناطق للجميع يقول: « إخسؤوا .. لن تذوقوا نصراً بعدي ..» ولذلك يجمع كثير من النقاد الرياضيين انكليز وغيرهم على أن « ارسنال « لحقت به لعنة « الهايبري « على أن .. ارسنال والطريق السالك على أن المراقب الآني لأحداث موسمنا الماثل 2013 - 2014م سيدرك بما لا يدع مجالاً للشك إن « الجنرز « يمضي قدماً لاقتناص « بطولة ما « هذا الموسم وذلك يتجلى بوضعه العام على لوائح المقدمة في الدوري المحلي والكأس « وكأس الأبطال الأوروبية مع التنويه إلى ثوب الإبداع الكروي الذي عاد به وبوجه جديد ليعلو كعبه على الأقران محلياً وأوروبياً. ولعل « مسعود اوزيل « الصفقة الأغلى في تاريخ «الجنرز» ورفاقه في طريقهم لإضافة نيشان جديد لاشك في أنه سيثلج صدور محبي وعشاق آرسن وآرسينال . هذا رأينا المتواضع والزمن كفيل بكشف الحقائق . وإن غداً لناظرة قريب.
|
رياضة
مقعد أمام شاشة «البريمرليج»
أخبار متعلقة