كم نحن بحاجة ماسة الى احياء القيم العظيمة في حياتنا وفي مجتمعنا اليمني بعد ان اهتزت وضعفت في نفوسنا وضمائرنا حتى اصبحنا عالة على انفسنا وعلى غيرنا واصبح الواحد منا في هذا المجتمع يريد أن ياخذ دون ان يعطي واذا اعطى او قدم عملاً لم يكن في المستوى المطلوب من حيث الوقت والجهد والاتقان فالشعوب التي نفضت عن نفسها غبار التخلف وحققت مستويات كبيرة من التقدم وقفزات هائلة من التطور لم تحقق ذلك عن طريق الكسل والنوم وضياع الوقت وانما بذلوا الساعات الطويلة والاوقات الثمينة في تحقيق اهدافهم واذا ما القينا نظرة الى احد البلدان الاسيوية فاننا نجده قبل اربعة عقود من الزمن شيئاً لا يذكر بعد ان خرج قبل خمسة عقود من حرب مدمرة اتت على الاخضر واليابس ولكنه اليوم يعتبر عملاقاً اسيويا يشار اليه بالبنان وواحد من النمور الاسيوية التي حققت نموا هائلاً وفرضت احترامها على العالم كواحد من الاقتصادات العالمية البارزة انها كوريا الجنوبية التي كسبت تحدي النجاح والتفوق وبذلت في سبيل ذلك العلم والعمل وذلك من خلال تطوير مناهجها العلمية في مختلف المراحل التعليمية بما في ذلك الدراسات العليا والبحث العلمي ورعاية الابداع والمبدعين ثم انتقل الشعب بعد ذلك العمل المثمر في المعامل والمصانع والمنشآت المختلفة وبحيث لا تقل ساعات العمل اليومية الفعلية عن اربع عشرة ساعة حتى خلقوا المعجزة الكورية في هذا الكم الكبير من الصناعات والمنتجات التي تتسم بالجودة والاتقان سواء منها الخفيفة او الثقيلة ولا شك انهم لم يصلوا الى هذا المستوى الرفيع من التقدم العلمي والصناعي والاقتصادي الا باحترامهم والتزامهم لقيم العمل والاخلاص والاتقان فكان لهم ما ارادوا. اما نحن في اليمن فما زلنا كظاهرة صوتية نتغنى بالوطن عن طريق الشعارات والمزايدات والخداع والصراعات وما زلنا في مكاننا نراوح دون ان نحقق شيئاً يذكر سوى المزيد من التخلف والاختلاف وذلك على الرغم من ان ديننا الاسلامي يحثنا على قيم العمل والاخلاص والاتقان ومن ذلك قول رسولنا الكريم : ( اذا قامت القيامة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) وكم نحن اليوم بحاجة الى نفض غبار التخلف عن بلادنا واللحاق بركب التقدم خاصة ونحن نستعد لولوج مرحلة جديدة من الحكم يتحقق فيها المشاركة الواسعة في اقتسام السلطة والثروة فلماذا لا نتوجه من الآن لاحياء مثل هذه القيم العظيمة عن طريق مناهجنا الدراسية وعن طريق مؤسساتنا الاعلامية التي تبث علينا يوميا الكثير مما لا يفيد ولا يسمن ولا يغني من جوع وانما يدخل ضمن اطار اللهو والالهاء ثم علينا ان نستفيد من علمائنا الاجلاء المشهود لهم بالكفاءة كي يحيوا في نفوسنا مثل هذه القيم سواء من خلال المساجد عند تقديم الدروس والمحاضرات والخطب او استضافتهم في أجهزة الإعلام المختلفة بالإضافة الى الاستفادة في هذا المجال من اساتذة الجامعات المتخصصين في هذه المجالات... فهل نتحرك في اليمن من محطات الانتظار الى مجالات العلم والعمل والتطور كما تفعل الشعوب الناهضة .. ام نظل نراوح في مكاننا .. ثم نلعن الظلام؟!
|
آراء
كيف نحيي القيم العظيمة في حياتنا ؟
أخبار متعلقة