يا سبحان الله في يوم مثل يوم 13 يناير من عام 1986م شهد جنوب الوطن أحداثا دامية ودموية ومشؤومة لا يمكن أن تنسى من ذاكرة من عايشوها وشاهدوها وذاقوا مرارتها وآلامها ومآسيها. ومنذ ذلك التاريخ وحتى يناير التصالح والتسامح إلى 13 يناير من هذا العام 2014م الذي صحا الناس فيه في عدن على زخات من المطر تهطل فوق المدينة التي كانت توصف بمدينة الثغر الباسم وكأن قطرات المطر تلك تريد أن تبعث برسالة مفادها أن يستبدل الناس قطرات الدم بقطرات المطر التي هي سر الحياة فالغيث والمزن والمطر هي علامة على الخير والرزق والنماء والعطاء والتنمية والأمن والسلام والصحة والعافية والنظافة والطهارة والحضارة والاستقرار والحياة الرغيدة أما ازهاق الأرواح وقتل النفس التي حرم الله وإشاعة الفوضى والارهاب واقلاق السكينة فهي وسائل لاعدام الحياة واهلاك للحرث والنسل ورمز للفساد في الأرض.وهل علينا يوم 13 يناير من هذا العام بالتزامن مع ذكرى عطرة وغالية على قلب كل مسلم ومسلمة ذكرى ميلاد الرحمة المهداة للعالمين الذي ارسله الله سبحانه وتعالى ليخرج الناس من الظلمات الى النور والى الطريق المستقيم والدين القويم ونشر العدل والمساواة بين الناس واعادة الحقوق الى اصحابها وتربية البشرية على مكارم الاخلاق ونشر المحبة والسلام في أرجاء المعمورة ونشر تعاليم الاسلام الحنيفة والسمحة في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها والقضاء على مظاهر الشرك بتوحيد الخالق ومناهضة الطغيان والاستبداد واستعباد الناس وظلمهم وهضم حقوقهم وارساء دعائم الحوار السلمي والتعايش بين الشعوب والامم والقبائل وكافة الاديان. وهل علينا هذا اليوم ونحن على اعتاب اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يؤمل الجميع فيه وفي مخرجاته خيرا وتخرج بلادنا من عنق الزجاجة الى وضع جديد ووطن جديد وعهد جديد ويمن سعيد بإذن الله فالشعوب والدول والقبائل مهما تقاتلت او تحاربت فانها في الاخير تجلس الى طاولة الحوار والمفاوضات طال الزمن او قصر حتى لو كانت مدة الحروب قرونا طويلة والخسائر فادحة فان لغة الحوار معناها العقل والمنطق والحكمة اما اللجوء للقتل والاحتراب فمعناه انسداد العقل وفشل في الرأي والأفق وغياب للحكمة ومرضا في النفوس وكره للحياة وجهل بمباهجها وروعتها وبقيمها وقيمتها.وهل علينا هذا اليوم ونحن نشهد مجاميع هنا وهناك تقيم مناسبات احتفالية عنوانها التصالح والتسامح وان كانت بين ضحايا وضحايا وكنا نحبذ ان تكون بين جلادين وضحايا حتى يكون لها معنى ويكون التصالح والتسامح حقيقيا لا مجرد احتفال في مناسبة او مناسبتين وكنا نأمل بل ونتطلع الى ان يشمل هذا الاحتفال بالتصالح والتسامح الوطن بكامله وان لا يقتصر على منطقة او جهة حتى تنتفي الاحقاد ومظاهر الكراهية بين أبناء الوطن ككل والا فان هذا تصالح وتسامح جزئي ومنقوص.ومن الاحداث السارة في يناير هذا العام الاتفاق بين الاطراف المتنازعة والمتقاتلة والمتصارعة في صعدة والجوف وعمران التي نتمنى الا تتكرر وان تحقن دماء اليمنيين الغالية وان تتغلب لغة الحكمة والعقل على لغة السلاح والقتل والدماء حتى نثبت للعالم من حولنا اننا أهل حكمة وإيمان ولم نكن في يوم من الأيام أعداء للحياة ولا (قاعدة) ولا ارهابيين ولا بلدا مشهورة بحرب الطوائف والفرق المذهبية او الدينية بل نحن احفاد من ناصروا حبيب الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ومن بنى بهم اول دولة اسلامية في يثرب ومن فتح بهم الامصار شرقا وغربا ونشروا الدين والاخلاق في كل اصقاع الارض.نتمنى ان يكون هذا الشهر وكل العام بل والاعوام القادمة اعوام خير وسلام وسكينة واستقرار ورخاء لبلادنا وبلاد المسلمين وان يعم الخير والمحبة والألفة بين كل الناس وان يتناسوا الاحقاد التي في قلوبهم ويتخلصوا منها حتى يعيشوا اناسا أسوياء لا يعرفون إلا لغة التعايش والمحبة والخير للجميع.
|
آراء
أحداث خير وسلام في يناير هذا العام
أخبار متعلقة