الناس جميعهم وعلى تباين دياناتهم ومشاريعهم السياسية والثقافية والفكرية يمقتون العنف والإرهاب ويدينون بحزم مختلف إشكاله وصوره القبيحة، ذلك لأن الإرهاب سلاح العاجز المفلس غير القادر على التعامل والتعاطي مع الراهن وواقع الحال فضلاً عن كونه ينم عن عقليات متحجرة ترعاه وتتعهده بشتى سبل ووسائل الدعم المادي والمعنوي، فهو مغالاة في استخدام القوة، وإفراط في تكريس العنف والتخلف والدمار.وأجدفي اللحظة واليراع يتململ بين أناملي نفسي عازماً على ان انثر على صفحات هذه الصحيفة (الغراء) حقيقة هذا الكابوس المدوي الذي يطلق عليه إرهاباً كونه يرهب الأمم والشعوب والدول والأمصار ويمارسه بعض ضعفاء النفوس من الشباب المغرر بهم ذوي الفاقة والحاجة والفقر، ومن يعانون من الضائقة المالية حيث يتم استدراجهم واستقطابهم الى خلايا العنف والإرهاب ويجري تأهيلهم وإعدادهم بشحن أدمغتهم بأفكار الغلو والفتن والارهاب، فالشباب اليمني اليوم امسى فريسة سهلة لأولئك الحالمين والطامعين بحياة القلاقل والإضرابات الأمنية في عموم محافظات الجمهورية.فكم أودت الدراجات النارية بحياة كوكبة من أفضل رجالات المخابرات، ومن أفضل رجالات القوات المسلحة والأمن ناهيك عن العمليات الإرهابية الجبانة التي اغتالت هي الأخرى أحلام وأماني وتطلعات شعبنا اليمني العظيم مثل مجازر السبعين وكلية الشرطة والعرضي وسناح الضالع حيث تلطخت الأيادي الآثمة الجبانة بدماء الأبرياء من أبناء الوطن سواءً كانوا في السلك العسكري والأمني ام كانوا مواطنين عزلاً أبرياء حيث هدفت سلسلة الأعمال الإرهابية الغادرة (سواءً بالدراجات النارية او عمليات إبادة جماعية) الى ترويع الأمنين وبث الذعر والخوف، وتعزيز الإنفلات الأمني المروع.فالإرهاب ليس له دين او وطن وهو غير مقبول في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وفي وطننا اليمني الحبيب (شماله وجنوبه وشرقه وغربه) لأنه نبته غريبة عن هذا المجتمع الذي عرف بالأخلاق الإسلامية الفاضلة وعشقه لقيم العفو والتسامح والإخاء الإيماني الفريد فضلاً عن إشاعة وإذكاء روح المحبة والتعاون والتعاضد والتآزر الخلاق والمثمر، فالإرهاب دخيل على مجتمعنا اليمني الذي بات يؤصل لحياة التعايش والحياة المدنية الرفيعة والراقية التي ترفض دخائل التخلف والدمار .إن الأعمال الإرهابية المتلاحقة في قطرنا اليمني تضعنا أمام خيارات عديدة صوب إستلهام روح الاستبصار السياسي الذي يعطي قيمة فعالة لتوحيد الجبهة الداخلية وتجسيد حقيقة الاصطفاف والتلاحم الوطني في مواجهة العنف والإرهاب بشتى أشكاله وصوره المتعددة والمتنوعة مايفرض تغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد وإشعال فتيل ثورة حقيقية لتقارب وتطابق وجهات النظر في الخندق الوطني لمواجهة أعداء الوطن اليمني الواحد الموحد الذين .. يجدون في العنف والإرهاب ضالتهم لتحقيق مكاسب ومنجزات ضيقة وهلامية تغلب المصلحة الذاتية وتؤله الأنا وتبحث في الكشاكيل والدفاتر القديمة عن مبررات تعبيد الناس.فلنصطف ولنتلاحم من أجل تعزيز النهج الديمقراطي وبناء الدولة المدنية الحديثة والعمل المؤسسي وصد رياح العنف والإرهاب والوقوف واحداً من اجل مكافحة مثلى للعنف والإرهاب على سبيل تطويقه من خلال حل مشكلة الفاقة والفقر وإيجاد فرص عمل كثيرة أمام شبابنا العاطل الذي قد يقع فريسة سهلة أمام الاستقطاب الإرهابي ، مع تدشين حملة وطنية إعلامية كبرى لتوعية المجتمع بخطر الإرهاب في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة بما يسهم في محاصرة ذلك الكابوس المدوي وزعزعة أركانه وعروشه إضافة إلى ضرورة تيقظ أجهزة الأمن والمخابرات عن طريق خطة أمنية واسعة تكشف أماكن تواجد خلايا العنف والإرهاب في كل محافظة وسرعة مداهمتها ودفع بعض عناصر الأمن وأجهزة المخابرات لاختراق صفوف الإرهابيين علاوة على ضرورة أن يتحلى أبناء الشعب اليمني العظيم باليقظة الأمنية والتعاون الحثيث مع أجهزة الأمن من أجل المصلحة الوطنية العليا وحماية أمن هذا الوطن المعطاء والى لقاء يتجدد والله المستعان على مايصفون.
|
آراء
عن الإرهاب وسبل تطويقه ..!!
أخبار متعلقة