سطور
أقولها صراحة أن قسم الفنون الجميلة بجامعة عدن وهو في عامة التأسيسي الأول قد تفوق وأثبت جدارته فنياً ومهنياً، ويتجلى ذلك في تدفق عدد كبير من الدارسين الشباب التواقين الى تطوير مداركهم العلمية والمعرفية في مجال الفنون والتأهيل الأكاديمي .. ولكونه في هذا العام تم افتتاح شعبة الفنون التشكيلية فقد تجاوز عدد المنتسبين التشكيليين (64) طالباً وطالبة، وهذا رقم قياسي يؤكد لنا مدى نجاح قسم الفنون الجميلة في مرحلته الأولى. ومن خلال تواصلنا مع رئيس القسم ومؤسسه زميلنا العزيز الفنان د/ محمد عبده دائل الذي اخبرنا بأنه الى يومنا هذا يتوافد الكثير من الطلاب الراغبين بالالتحاق في الدراسة في قسم الفنون الجميلة وقد اضطررنا إلى ترحيلهم للعام الدراسي القادم حيث سيتم افتتاح شعبتي المسرح والموسيقى معاً على طريق استكمال مرحلة مشروعنا الأكاديمي لكلية الفنون الجميلة مستقبلاً إن شاء الله ..وعند دعوتنا لحضور المعرض التجريبي الأول لطلاب سنة أولى شعبة فنون تشكيلية صباح الخميس الموافق 9 يناير 2014م كم أثلج صدورنا ذلك المعرض الفني المتميز والرائع من حيث الفكرة اولاً وطريقة العرض التي اعتبرناها حواراً تشكيلياً مفتوحاً. بين طلاب الشعبه والجمهور المتلقي .. وهذا أسلوب ذكي لعملية الإتصال والتواصل المباشر مع الآخرين لتحقيق أهم أهداف الفن ورسالته الإنسانية السامية في (تنمية الحس الجمالي والتذوق الفني بين أوساط الجماهير) في المقابل يجد الدارس نفسه تنفيراً من آراء الآخرين ووجهة نظرهم لتقييم عمله الفني .. فما أحوجنا اليوم الى (أنسنة الفن) وإنتشاله من براثن (العولمة) التي تؤدي الى تعطيل تفاعل الذاتيات المولدة بدورها للتقدم والنمو الإنساني.لقد كانت فكرة المعرض التشكيلي مدهشة ورائعة عندما شاهدنا عدداً كبيراً من اللوحات الفنية البديعة وهي عبارة عن رسم تشخيصي لعمالقة الغناء العدني.. (خليل محمد خليل ـ أحمد قاسم ـ المرشدي ـ محمد سعد عبدالله وغيرهم .. ورسم آخر لصورة الشاعر الروحاني العدني الكبير لطفي جعفر امان ) .. لوحات فنية جميلة لأولئك العمالقة جعلتنا نستعيد ذاكرتنا لتلك الحقبة الزمنية من تاريخنا الثقافي والفني الأصيل لمدينة عدن أيام زمان .. وهي رسالة ذكية ايضاً استطاع هؤلاء الدارسون ان يوصلوها إلينا .. وكأنهم يريدون ان يقولوا لنا .. (إن قسم الفنون الجميلة جاء ليعيد الإعتبار لثقافة عدن وفنونها بشكل خاص، ولثقافتنا اليمنية وفنونها بشكل عام).فعلاً إن قسم الفنون أو كلية الفنون الجميلة أو غيرها من المشاريع الثقافية والفنية تعتبر ضرورة وطنية ملحة في مرحلتنا الراهنة .. خصوصاً وإننا نصبو ونتطلع إلى آفاق رحبة نحو بناء دولتنا المدنية الحديثة التي يجب ان يكون قوامها (الثقافة) لأنها المؤثر الأساسي في التعبير الفني .. بينما الفن كتعبير هو الحامل الأساسي للثقافة باعتباره ضمير الثقافة .. فلا حياة مدنية بدون حركة ثقافية .. شكراً لجامعة عدن التي أتحفتنا بهذا القسم المتألق منذ بدايته الأولى عطاء وإبداعاً .. شكر خاص لزميلنا الفنان الكبير د/ محمد عبده دائل رئيس قسم الفنون الجميلة ومؤسسه ونأمل أن يكون قريباً عميداً لكلية الفنون الجميلة إن شاء الله .. فلكل مجتهد نصيب .!!ختاماً لنا رجاء نوجهه إلى رئيس جامعة عدن د/ عبدالعزيز حبتور بعد أن فقدنا الرجاء من وزارة الثقافة حول معهد جميل غانم للفنون الجميلة .. أما آن الأوان لجامعة عدن ان تعيد النظر في مشروع ضم المعهد إلى الجامعة .. وأن تتبنى عملية انتشاله من وضعه المتردي والنهوض به لكي يكون رافداً قوياً لكلية الفنون الجميلة مستقبلاً إن شاء الله.