الجزائر /متابعات: تجددت أعمال العنف والشغب في مدينة غرداية جنوبي الجزائر، بعد أسبوع من الهدوء، على خلفية مواجهات طائفية بين مجموعتين من السكان العرب المنتمين إلى المذهب المالكي، والسكان الأمازيغ المنتمين إلى المذهب الأباضي.وقال الناشط الإعلامي نصر الدين بلحاج، من غرداية «إن المناوشات تجددت فعلا في حي المجاهدين وحي سيدي عباز بمدينة غرداية، وهناك حرق لمنازل ومتاجر في المدينة».وأضاف: «الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، الشرطة تدخلت بشكل متراخ. هناك من يستهدف جر المنطقة إلى مشهد أزمة حقيقية».وذكرت قناة «الشروق» الجزائرية، أن مجموعة من الشباب هاجمت منزلين وأحرقتهما، كما أحرقت مستودعات تابعة لتجار في قصر مليكة الذي تسكنه غالبية من المجموعة الأباضية.وأشار المصدر نفسه إلى أن ثمانية من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح، بينهم ثلاثة في حالة خطرة.ويشير تجدد المواجهات إلى فشل المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء عبد المالك سلال للتقريب بين المجموعتين وتسوية الخلافات الراهنة بينهما، وإنشاء مجلس للصلح يتولى حل المشكلات والخلافات القائمة، وتوجيه مساعدات إلى ضحايا الأحداث الأخيرة، من التجار الذين تم نهب ممتلكاتهم، والسكان الذين تضررت مساكنهم.وزار سلال مدينة غرداية، الثلاثاء الماضي، للمشاركة في احتفالات المولد النبوي الشريف، وطالب أعيان الطائفتين بالعمل على استتباب الأمن، والتوجه نحو المستقبل وطي صفحات الماضي، وأطلع ممثلون عن الأمازيغ الأباضية رئيس الحكومة على تجاوزات عناصر الشرط، واتهموا قوات الأمن بالانحياز للمجموعة الثانية من العرب المالكيين.وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد دعا أعيان الطائفتين في مدينة غرداية إلى نبذ الفتنة والتسامح والحوار ووقف المواجهات الدامية.وكانت أحياء في مدينة غرداية، قد شهدت منذ نهاية الشهر الماضي، مواجهات دامية بين المجموعتين (العرب المالكيين، والأمازيغ الاباضيين)، استعملت فيها الزجاجات الحارقة والمولوتوف ما أدى إلى إصابة 60 جريحا، دون تسجيل قتلى، فيما تم اعتقال 17 شخصا من المشتبه بتورطهم في المواجهات.واضطرت 100عائلة إلى النزوح من الأحياء التي شهدت المواجهات، وتوقفت الدراسة في عدد من المدارس، واضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من مدينة غرداية، إلى إخلاء محلاتهم من البضائع، لتهريبها من عمليات النهب التي تطال المحال التجارية، وشنوا إضرابا، احتجاجا على تراخي السلطات في ردع المجموعات التخريبية.وحذرت جمعية العلماء المسلمين، وأحزاب سياسية وناشطون إعلاميون، من مخاطر الفتنة الطائفية وتداعياتها على أمن واستقرار الجزائر.
تجدد أحداث العنف الطائفي في مدينة غرداية الجزائرية
أخبار متعلقة