كنت استقل القطار صباح الأسبوع الماضي و كانت تجلس إلى جانبي فتاة في العشرينات من العمر، وفي الكراسي التي أمامي تجلس امرأة كبيرة تجاوزت الخمسين و إلى جانبها سيده ثلاثينية مع أطفالها يفصل بينهما موقع لجلوس شخص، توقف القطار عند محطة فصعد رجل في الخمسين من عمره كما تبدو ملامحه و اتخذ موقعه بين السيدتين اللتين يجلسان أمامي ما أن انطلق القطار حتى بدا يغازل الفتاة العشرينية التي تجلس بجانبي في محاولات لفتح نقاش معها ابتدأ بأنها جميلة و يسألها ماذا تفعل؟ كانت كل محاولاته فاشلة لان رد البنت كان مختصراً جدا أو تومئ برأسها نعم أو لا.. ولكن الرجل ما زال مصرا ومستميت في المحاولة حتى تتقبل الكلام معه بدون أدنى اعتبار أو احترام لمن حوله وهذا النوع من الناس يقال له (tough) (وقح).وصل في آخر المطاف أن يعرض عليها رقمه وهي تقول له شكرا ليس لي به حاجة وهو أيضا يصر على ذلك ، حتى نزلت الفتاة في محطتها و بقي صديقنا لينزل في المحطة اللاحقة.بعد نزوله كنا أنا والسيدتان ننظر لبعضنا البعض و الكل يريد أن يضحك على الموقف فبادرت السيدة الكبيرة بان قلت لها هل تريدين رقمي؟ ما أن سمعت الكلمة حتى انفجرت من الضحك هي و السيدة التي بجانبها.وردت علي شكرا أنا أكبرك بالعمر كثيرا.فقلت لها انظري الرجل يفوق الفتاة بما لا يقل عن ثلاثة عقود، قالت لي هذا إنسان غير طبيعي فهو لم يحترم سنه أو من هم حوله لم يكن يجدر به أن يقوم بذلك على الأقل أمامنا..الشاهد أن هذا الذي حدث واعتبرته السيدة شيئاً غير طبيعي بالنسبة لي أنا كعربي ومسلم أمر عادي مع اختلاف الأساليب و العادات فهناك من يتزوج بنت الـ١٢سنة بغرض إحياء السنة.الأمر الذي أدهشني هو رد المرأة حين قالت أنها تكبرني بكثير حتى وان كانت مازحة وتعرف أني امزح إلا أنها قالتها بكل معاني وملامح الصرامة، الشيء الذي يؤكد أن المرأة تنضج أكثر من الرجل ولا يعنيها الصغار، ما هو أكثر أهمية لماذا لم ترد الفتاة على الرجل بنفس الرد و تقول له: شكرا أنت تكبرني بكثير هل ما زالت المرأة هي تلك التي تتقبل الرجل في أي عمر رغم اختلاف المكان و الزمان والحضارة؟ تساؤلات من تجارب تبحث عن إجابات.
|
ومجتمع
قناعة المرأة و شراهة الرجل !
أخبار متعلقة