الحديث عن خير البرية الصادق الأمين رحمة ربي للعالمين في يوم مولده الحدث العظيم والعلامة البارزة في سيرة الإنسانية ونقطة التحول في حياة البشرية يوم الثورة التي فجرت ينابيع التاريخ وغيرت معالم الدنيا بوضع قدم الإنسان على طريق الحق والخير والأخذ بيده إلى سبيل الهدى والرشاد.. الحديث عن هكذا عظيم أدبه رب العالمين يحلو ويطيب، بل يوقع المرء في حيرة من أين يبدأ.. فجوانب العظمة تفوق الخيال ومع هذا الخلق المعجزة بل الإعجاز نفسه لمثال الإنسانية الكاملة وعنوان الآدمية المهذبة كما وصفه رب العزة (وإنك لعلى خلق عظيم) يعجز اللسان وتشل الأفكار في التعبير والبيان.فمنذ فترة ويدي تتلمس السبيل إلى القلم وبين جوانحي حنين عارم إلى الكتابة في حضرة سيد الخلق رحمة ربي للعالمين استحضاراً في واقعنا الأليم لمن حفر في الذاكرة وتربع في القلوب حباً يفوق حب النفس والولد والأهل والمال وكل ملذات الدنيا الفانية ومما لا شك فيه أن المسلمين كافة على مختلف مذاهبهم في شرق الدنيا وغربها سنة وشيعة وما بدع من المذاهب وعلى مختلف الألوان والأوطان تكن هذا الحب وأكثر لرسول الرحمة.ترددت كثيراً في الكتابة رغم الشوق والحنين لها خوفاً من عدم القدرة على تقديم ما يليق بمن أدبه ربه وعظم شأنه ورفع ذكره بل عجز القلم عن الحركة وتجمد الحبر وتاهت الكلمات في حضرة أعظم العظماء وقائد القادة من لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحي، الذي طاعته حب لله لقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) آل عمران.وأخيراً جاء العون من رب العباد لكتابة هذه الأسطر استجابة للأمهات والأرامل والأبناء باستغاثة رحمة لدى العلماء والقول «اتقوا الله في شباب الأمة وادعوهم إلى الاقتداء بخاتم الرسل والأنبياء ودرة الصلاح الذي وصل السماء بالأرض والدنيا بالآخرة، البسيط من عظمته والسهل في هيبة حجته القرآن، امتثالاً لقوله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فهل قتل رسول الله (حاشاه) مسلماً يوماً أو من قال أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، بل أكثر من ذلك عاتب وعاقب أحد صحابته الأجلاء عندما رفع سيفه على من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهذه تزن الأرض والسماء وما بينهما.وبالعودة إلى سبب العون في الإمساك بالقلم بعد الاستسلام لليأس، حدث جلل ولكنه حق وفاة أحد الأصدقاء وفي اليوم الرابع للوفاة كما جرت العادة في مدينة عدن ومحيطها أن تتجمع النسوة في يوم يقال له «الفاتحة» يتم فيه قراءة القرآن والدعاء للمتوفى ويومها اليوم الرابع لفقيدنا العزيز الصديق والزميل وصهر العائلة الأخ المهندس جميل شيباني وزوج المهندسة فردوس هيثم صادف يوم مولد الرسول العظيم صلوات ربي عليه وسلامه.وكان من ضمن الحضور أمهات وأرامل وبنات لشباب قضوا نحبهم طمعاً في الشهادة وحور العين كما صور لهم بعض العلماء للأسف الشديد جزاء سفك بعضهم دماء بعض في زمن اشتداد الفتنة والماسك على الدين كما قال رسولنا الكريم (كالقابض على الجمر) ومن هؤلاء الشباب الحاضرة أمهاتهم وذووهم في الجمع منهم من قتل بدءاً بأفغانستان مروراً بالعراق ولبنان واليوم سوريا ودماج وهلم جرارووا بدمائهم عطش الأعداء بشق صف المسلمين، ومن هنا من ألم ووجع الأمهات تحرك القلم في يوم ذكرى ميلاد الرحمة لنقل مشاعر الأمهات والرجاء والتوسل لكل من يستطيع حقن دماء الشباب وتوعيتهم ووعظهم للعودة إلى الصواب والاتجاه نحو ما يحيي الإنسان امتثالاً لقول الله: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).والجهاد والاستشهاد حق لا ريب فيه ولكن أين المكان ولمن يوجه ويشهر السيف ولمن تعد العدة؟ بالتأكيد ليست صدور المسلمين هي القصد من أي مذهب كان ولو كان كذلك لما دعمت آلة الشر ورأس وصناع الإرهاب أمريكا والصهاينة ظرفاً على حساب طرف آخر من المسلمين لو كان أحدهم يدافع عن العقيدة والجهاد الحق والاستشهاد وتلبية النداء بيت المقدس في أرض فلسطين المتآمر عليها الإخوة اليوم بحصار ظالم على غزة العزة والتشويه اليوم لصالح الصهاينة، هناك الاستشهاد ويجب أن تتوجه جموع شباب الأمة إلى هناك وهو المحك والطريق للجنة وبنات الحور والاقتداء برسولنا الكريم قولاً وسلوكاً وتحتل شخصيته في سلوكنا والدفاع عن العقيدة يتمثل في وحدة الصف بين المسلمين بدل الانقسامات وإقصاء الشريعة من حياتنا التي جعلت الأعداء يزدادون طمعاً فينا بالاحتكام إلى شريعة الغاب شريعة الشيطان التي يتعامل بها المسلمون اليوم فيما بينهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وهم أبعد ما يكون عن دين الله الحق المبين في كتابه وسنة رسوله) والتوجه إلى الله وطلب رضاه بدل موالاة الأعداء وتحكيمهم في أمورنا وتعظيم شأنهم والحط من شأن منهجنا الذي كنا به خير أمة أخرجت للناس واليوم أمة تحت المداس من عند أنفسنا بمواقف متخاذلة أمام السياسات التعسفية والخلاصة.. حين نكتب ونعدد شمائل وصفات رسولنا لا نكتب لمجرد استهلاك الحديث للتفاخر والتباهي رغم أنه حق علينا لمن دلنا على طريق الخير والسلام وواجب علينا الفخر برحمة ربي للعالمين ولكن الأجدر التأسي والاقتداء به بالاعتصام بحبل الله جميعاً أولاً وأن نبتعد عما يفرق الأمة ويسر الأعداء ويغضب الله ورسوله والابتعاد عن الأهواء والشطحات، فما يجمعنا كمسلمين أكثر مما يفرق وهو كفيل بوحدتنا ويؤلف بين القلوب إذا توفرت الإرادة وكبحت النفس الأمارة بالسوء وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|
آراء
نداء استغاثة رحمة مع ذكرى ميلاد رحمة ربي للعالمين
أخبار متعلقة