استطلاع / بشير الحزمييلعب الشباب دورا مهماً ومحوريا في نشر وتعزيز الوعي المجتمعي حول الايدز ومكافحته، ويتعين على الشباب للقيام بهذا الدور أن يمتلكوا القدر الكافي من المعلومات والمعرفة اللازمة ليتسنى لهم القيام بهذا الدور بالشكل المطلوب.. ويتميز الشباب اليوم بامتلاك مهارات عالية وقدرة على التغيير الايجابي في مفاهيم وسلوكيات المجتمع من خلال طرق مبتكرة وحديثة ، وهو ما دفع بالجهات المعنية والمنظمات الدولية والمحلية إلى الاهتمام والعناية بهذه الشريحة المهمة في المجتمع والعمل على تنمية معارفها ووعيها كأدوات فاعلة في مكافحة الايدز .. ولتسليط الضوء على هذا الجانب التقت الصحيفة من خلال هذا الاستطلاع بعدد من الشباب والمعنيين واستمعت إلى آرائهم حول أهمية تعزيز الوعي لدى الشباب حول الايدز ودورهم في مكافحته.. والى التفاصيل :-في البداية تحدثت الدكتورة فوزية غرامة منسق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز في اليمن وقالت: نحن نركز على الوقاية والحماية للمجتمع ونبدأ بمسألة التوعية للشباب وهناك برامج خاصة بذلك ، والأمم المتحدة بدأت منذ العامين الماضيين بالكثير من التدخلات التي قام بها الشباب فكانوا هم من عملوا إستراتيجية وطنية وإستراتيجية إقليمية وإستراتيجية دولية لدور الشباب في الوقاية من الايدز . فنحن مهتمون كثيرا بالشباب ، ولابد أن يكون لهم دور فعال حتى ما بعد 2015م ، وقد كان هناك لقاء مع مجموعة من الشباب وكانوا يقولون من حقنا أن نحصل على المعلومات ومن حقنا أن يكون موضوع الايدز واحداً من المواضيع ما بعد 2015م ، لأن الهدف السادس من أهداف الألفية وهو حول القضاء على الايدز والسل والملاريا، ودور الشباب في تحقيق هذا الهدف سيكون مهماً جدا. وطبعا صندوق الأمم المتحدة للسكان يشتغلون على هذا الهدف ضمن الأنشطة السكانية، وأيضا اليونيسيف يشتغلون عليه من خلال تدريب شباب ودعم المنظمات غير الحكومية العاملة مع الشباب، وضمن حقوق الطفل .دور كبيروأضافت غرامة بالقول : الشباب هم من سيكونون قادة المجتمع مستقبلا وعليهم دور كبير فيجب أن يكونوا هم من ينقلون المعلومات والرسائل العلمية الصحيحة ويكونون أداة التغيير في المفاهيم وفي التحول الاجتماعي داخل المجتمع والتحول الاجتماعي في الأفكار وفي كثير من الثقافات المغلوطة الموجودة . فعلى الشباب أن يقوموا بعملية التصحيح لها، كما أن عليهم الاطلاع المستمر عن المعلومات والانجازات والدراسات والأبحاث في هذا المجال. وأعتقد سيكون لهم دور كبير .وقالت : رؤيتنا في الأمم المتحدة الوصول إلى أجيال خالية من الايدز والإصابات الجديدة وأجيال خالية من التمييز والوصمة ضدهم وأجيال خالية من الوفيات المرتبطة بالايدز وهذه هي رؤيتنا وستستمر رؤيتنا حتى تتحقق داعية الشباب أن يتحلوا دائما بالمعرفة وتغيير السلوك وهو المهم و التعامل بايجابية مع ما يحصل في مسألة الاستجابة الوطنية بالايدز بأن يكونوا هم أداة التغيير .التعويل على الشبابمن جانبه يقول الشاب الصحفي صادق السماوي: حالات الايدز المسجلة في اليمن وصلت إلى ما يقارب 3000 حالة حتى نهاية سبتمبر 2013 م ومن يتلقون خدمات الرعاية هم ألف وأربعمائة شخص فقط وهناك مشكلة وهي قلة الإمكانيات في تقديم الرعاية الصحية للمصابين .أما التقديرات لعدد الإصابات فقد وصلت في عموم اليمن إلى(35الف) حالة غير مسجلة. والسبب في عدم ذهاب المصاب للتبليغ عن حالته وتلقي العلاج هو ما قد يواجهه من تمييز وأحيانا اضطهاد كونه مصاباً بالايدز، وهذا التعامل قد يؤدي أحيانا بهذا الشخص إلى الانتقام من المجتمع والعمل على نشر الفيروس ونقله إلى الأصحاء بطريقة أو بأخرى ، وبالتالي من المهم أن يتم التعويل على جيل الشباب الذين سيكونون صناع المستقبل من خلال تنمية وعي ومعارف أقرانهم الشباب حول الايدز ومخاطره وكيفية الوقاية منه من خلال برامج تنشيطية وتثقيفية بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ووزارة الصحة وخطباء المساجد وأيضا عبر النزول الميداني إلى المدارس والجامعات والأماكن العامة إلى جانب أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف المجتمع بطرق الوقاية من هذا المرض وخطورته من خلال تفادي العلاقات الجنسية المحرمة والسلوكيات الخاطئة وتفادي استعمال الإبر الملوثة ، وتفادي نقل الدم غير الآمن و تعقيم كافة الأدوات التي قد تتعرض لدم أشخاص مختلفين (أدوات طبيب الأسنان، الحلاقة، تنظيف الأظافر ....إلخ).وأضاف السماوي بالقول : يجب أن تكون هناك حملات خاصة تستهدف الشباب في أماكن تجمعاتهم في الأندية و الأسواق و المقايل والجامعات والمدارس والأماكن العامة كالحدائق إلى جانب استخدام وسائل الإعلام المختلفة من اجل ضمان الوصول بالتوعية إلى كافة الشباب وأن يكون هذا العمل بالتوازي في تقديم الخدمات من قبل وزارة الصحة .الوقاية بالتوعيةمن جهته يقول أيمن النزيلي طالب جامعي بكلية الطب قسم صيدلة : التوعية في أوساط الشباب حول الايدز ومعرفة أسباب الإصابة بالمرض وكيفية الوقاية منه وطرق انتقال العدوى تلعب دوراً كبيراً في تجنب الإصابات بالفيروس وحتى في التعامل مع مريض الايدز، وكيف يمكن أن نعيش مع المتعايش مع فيروس نقص المناعة البشري بدون تمييز وأيضا بدون أن نتعرض للعدوى ونصاب بالمرض . وأضاف بالقول : إذا ما تحلى الشباب بالوعي الكافي حول الايدز فإن ذلك سيساهم إلى حد كبير في الحد من انتشار المرض وسيحمي المجتمع من هذا الوباء الخطير وستزال الوصمة عن المتعايشين مع المرض . فالشباب هم الشريحة الواسعة والمؤثرة في المجتمع وسيساهمون بدرجة كبيرة في تغيير سلوك المجتمع وتجنيبه الكثير من المخاطر الصحية من خلال الوعي والممارسات السليمة ، وللشباب دور كبير في تعزيز وعي المجتمع بإزالة التمييز والوصمة عن مرضى الايدز ومنحهم حقوقهم كاملة .وأوضح أن الشباب إذا ما امتلكوا معلومات صحيحة عن الايدز وقاموا بنشرها بين أقرانهم وفي المجتمع المحيط بهم فإنهم سيلعبون دوراً كبيراً في تجنيب أنفسهم و المجتمع من حولهم الإصابة بالمرض وسيكونون أدوات فاعلة لتحقيق التغيير في المجتمع وحمايته من كل المخاطر المحدقة به .وقال : ما يزال الكثير من الشباب بحاجة إلى وعي حول هذا الموضوع لأننا نلاحظ أن هناك العديد من الشباب ما يزالون يجهلون الكثير من المعلومات عن المرض ومخاطره وطرق انتشاره وكيفية الوقاية منه وبالتالي فان على وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في تعزيز الوعي المجتمعي حول هذا المرض وعلى الجامعات والمدارس والمنظمات المحلية والجهات المعنية أن تقوم بدورها المطلوب لتعزيز وعي الشباب والمجتمع حول هذا المرض وإتاحة المعلومات اللازمة والصحيحة للجميع ليستفيد منها الفرد ولتساهم في حماية مجتمعنا من الإصابات الجديدة بهذا المرض والتعامل السليم والايجابي مع المتعايشين مع الفيروس لنحمي أنفسنا والمجتمع من هذا المرض الخطير.ولفت ألنزيلي إلي أن التوعية تلعب دوراً كبيراً في تجنيب الفرد والمجتمع الإصابة بالايدز ، وأن على الشباب أن يقوموا بدورهم الكامل في هذا الجانب من خلال نشر الوعي من حولهم وأن يبادروا إلى تنفيذ أنشطة توعوية بطرق وأساليب مبتكرة تضمن وصول المعلومة الصحيحة إلى المجتمع وتحدث تغييراً ايجابياً في سلوكياته وتحد من الإصابات الجديدة وتخلق قناعات بضرورة التعامل السليم مع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بدون تمييز.دور مهم ومؤثربدوره يقول الطالب الجامعي من كلية الشريعة بجامعة صنعاء هيثم عبد الوهاب عبد الرزاق: من المهم جدا أن تتوفر لدى الشباب المعلومات اللازمة والوعي الكافي حول طرق ووسائل انتقال فيروس نقص المناعة البشري من شخص مصاب إلى آخر سليم وأيضا معرفة مخاطر هذا المرض وكيفية الوقاية منه وحقوق المتعايشين مع الفيروس من اجل أولا وقاية أنفسنا من الإصابة بهذا المرض ، وثانية ضمان عدم انتشار المرض في المجتمع وحدوث إصابات جديدة وثالثا إزالة التمييز والوصمة عن المرضى المصابين بالفيروس ومنحهم كافة حقوقهم ، لان دور الشباب مهم ومؤثر وبالتالي ينبغي العمل على ضمان وصول المعلومات الصحية واللازمة حول هذا المرض إلى شريحة واسعة من الشباب وخلق روح المبادرة لديهم لنشر وتعزيز وعي المجتمع حول هذا المرض الخطير .وأضاف بالقول : الكثير من الشباب اليوم لا يعرفون المعلومات الكافية عن مرض الايدز وكيفية الوقاية منه وطرق انتشاره وبالتالي ينبغي الوصول إلى هؤلاء الشباب بالوسائل المتاحة لتنمية معارفهم وتزويدهم بالمعلومات ليحموا أنفسهم والمجتمع من هذا المرض ويكونوا أدوات فاعلة في إحداث التغيير وحماية المجتمع من الإصابة بهذا المرض الذي يعتبر مشكلة صحية واجتماعية وتنموية وتتطلب مواجهته جهوداً كبيرة من قبل الجميع وفي مقدمتهم الشباب .دور الشباب في المكافحةويقول عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل من مكون الشباب باسم الحكيمي : تأتي أهمية دور الشباب في مكافحة الايدز من خلال توعية الشباب وتثقيفهم بأضرار هذا المرض الذي يقضي على الإنسان ويجعله جثة هامدة غير منتجة لا تنفع المجتمع ، وذلك من خلال تثقيف الشباب بوسائل انتقال فيروس نقص المناعة البشري وكيفية الوقاية منه . فعندما يتم تثقيف الشباب والمجتمع بذلك لا شك أننا سنعمل على محاصرة الفيروس ومكافحته. وبدون توعية الشباب والمجتمع بوسائل نقل هذا المرض يكون انتشار الفيروس بشكل كبير جدا وتكون محاصرته ضعيفة . والتوعية للشباب لابد أن تكون عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومن خلال المناهج الدراسية والندوات التثقيفية والبرامج التوعوية المختلفة والتي ستعمل كلها عملية تراكم معرفي لدى الشباب والمجتمع وتشكل عامل ضغط لمكافحة هذا المرض الذي يحصد سنويا أرواحاً كثيرة من البشر وتخسر بسببه البلدان أموالاً طائلة ويتسبب بتدهور اقتصاديات البلدان ويعمل على إعاقة التنمية فيها ويجعل الشباب غير منتج .وأضاف الحكيمي بالقول: يجب التعامل مع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري من الناحية الإنسانية وان لا نشعرهم بأنهم محاصرون اجتماعيا بل نشعرهم بأنهم جزء من هذا المجتمع ومن هذا النسيج الاجتماعي وان يحظوا بالاهتمام والرعاية الخاصة حتى لا تترسب لديهم رواسب نفسية تجعلهم يشعرون بأنهم مهمشون ومنبوذون وحتى لا نخلق لديهم دوافع انتقامية من المجتمع .وأكد أهمية أن يمتلك الشباب المعلومة الصحية وأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والثقافة الصحية لكي يحموا أنفسهم ومجتمعهم من هذا المرض وأن يساهموا في نشر الوعي المجتمعي من اجل مكافحة هذا المرض وحماية الأجيال من الإصابة به.وقال إن نقص المعلومات والجانب المعرفي والثقافي بمخاطر وأضرار الايدز سيجعل الشباب عرضة لهذا المرض وبالتالي يجب التركيز على تثقيف وتوعية الشباب بكل الوسائل المتاحة لخلق وعى مجتمعي كامل حول هذا المرض ولكي يقوم كل فرد في المجتمع بدوره في مكافحته .وأشار ألحكيمي إلى أن مخرجات الحوار الوطني قد عالجت كل المشاكل المتعلقة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحي وأن مخرجات الحوار الوطني بالنسبة لهذا الموضوع تتمثل في تمكين الشباب سياسيا واجتماعيا وثقافيا . وقال : إذا ما تم تمكين الشباب وتم توعيتهم نكون بذلك قد استطعنا أن نشكل خط المناعة الأول للوقاية من هذا الفيروس .
الايدز مشكلة صحية واجتماعية وتنموية و مواجهته تتطلب جهود الجميع وفي مقدمتهم الشباب
أخبار متعلقة