الشاعرة أيلينا المدني تبوح بهواجسها لــ :14اكتوبر
لقاء : محمد الحكيمي«إيلينا المدني ، شاعرة ، رقيقة و مرهفة الحس . و هي أنثى ، تعرف أنها قيمة بشرية خلقها الله كي تكون أنثى ، ذلك النصف الجميل في حيواتنا المعبأة بالمادة والتعب و الهموم، أنثى لها خفق أحاسيس و رغبات، و لها الحق، كما لكل مخلوق حر ، في التعبير عن حاجتها إلى لمسات وجدانية رومانسية أصبحت نادرة في زمننا الأغبر هذا «- من هي إيلينا المدني ؟-- للمرة الألف أدور حول نفسيفي ذات المكانأبحث عني فلا أجد غير الفراغ والسرابمن أنا ...؟ايلينا انسانة تحاول أن تعبر عن ذاتها بالشعر وأن تدافع عن الانسانيةوالحب والحرية بالشعر ... تحاول أن تعيد للإنسانية إنسانيتها شعراً وأرجو ان أستطيع ذلك .- و لماذا البحث عنك ؟-- للمرة الألف أدور حول نفسيوأعيد ذات السؤال لذات الجوابفمتى سيكسر طوق دائرتيوأتحرر من سلطة الأشكالالانسان دائما يكون في بحث عن ذاته فيما حوله ويحاول في هذا البحثأن يجدها ويجد ذوات من حوله ليكون من كل هذا عالم الحب والسلام .- إذن لأجل التحرر من السلطة ؟-- نعم السلطة العبثية .- و لماذا سلطة الأشكال فقط ؟-- قصدت بسلطة الأشكال هي كل سلطة جاهزة فرضها علينا المجتمع دون وجه حق سواء بدعوى العيب أو كلام الناس أو العادات البالية .- ما لون العاطفة الشعرية التي تكتبين بها وجدان ايلينا ؟--أكتب العاطفة الوجدانية التي تعبر عن الانسان سواء أكان عاشقاً لحبيب أو لوطن أو لقضية فجميعها تعبر عن وجدان المرء والأمة ككل .-ما الذي لا يمكنك البوح؟ -- لا شيء ! - كيف ؟-- لأني أرى الكتابة فعل حرية ومن لا يملك حرية الكتابة فليتوقف عنها .- ألا تلاحظين أن هناك ما يشبه التناص مع نصوص لغيرك ، إن صدق ظني ، هنا في « نثار ضوء » حيث تقولين :--جوعي اليك يحطم صبري فيبلع الليل النداء ويذويتدنيني حتى أخالني أنتفتضج رغبتيوتشعل عود ثقاب؟؟؟؟؟- هل اللوحات المصاحبة لقصائدك هي لك؟--لا بالطبع أنا لا أرسم ولكن أحاول أن أختار اللوحة التي تناسب النص من حيث الفكرة والشكل.- لماذا التمرد ؟تقولين في (تمرد) :ها هي ذي ...أنفاسنا تفشي سرهاوكأس بين الشفاه يتبادلقصص الهوىبين همسة، ورعشة، وخدرويداك تعزف على ردائيانشودة صيفتخلع من بين أطيافه البردتزرع بأضلعي آآآآآآآآآآآآآآآهونار ...و تواصلين : لا ليل يأتي ولا يرحل النهارونحن بمعترك الغرام نئد اسطورة الحرامننثر رماد القبيلة كميتلا قيامة له يوم الحساب--التمرد على كل ما هو يخالف العقل والمنطق سواء أكان عرفاً أو عادة أو حكماً وهذا ينطبق على كل شيء ... وأما لماذا لكي نكون نحن نمثل أنفسنا بعيداً عن كل من يحاول أن يكوننا رغماً عنا .كيف تواجهين ما يثار حول الإغراء الجنسي والتعري سواء في اللوحات أو النصوص ؟من يقرأ نصوصي بدقة يعلم أني لا أتجاوز الخطوط التي لا يمكن تجاوزها، فأنا أكتب بإحساس إنسانة تعيش الحب برهافة وصدق والصدق يستدعي الوضوح لذلك ما أكتبه يمثل هذا الصدق الذي لا بد أن يكون مع الذات ومع القراء فلا يمكن أن أكتب مشاعري خلف عباءة وستار .- ما هي قراءتك للحضور الإبداعي النسوي العربي؟ -- هناك كاتبات مبدعات فرضن حضورهن على الساحة الأدبية سواء في الشعر أو القصة وعبرن عن المرأة بشكل واضح وحققن نجاحات ملموسة على صعيد الانتشار .- مثل من؟- ، من الكاتبات أحلام مستغانمي وهي غنية عن الذكر طبعاً ومن الشاعرات الفلسطينية همسة يونس .- ما حظ حبيبك من تراتيل روحك و عصارات قلبك ؟-- الكتابة فعل حب ومن لا يحب لا يستطيع كتابة حرف واحد لذلك جميع ما كتبت وما سأكتب لحبيب يسكن الروح ويسيل من مدادي شعراً .- و ما الحب لديك ؟-- الحب خمرأنام بين راحتيك ككتاب ثورييحطم أصنام خوفك يحرر جنوناً توارى خلف الصمت احتماءًوتجازف أنفاسي فترسي لهاثهاعلى مرافئ صدركتشعل في هدوء لهيبك الجمرالحب هو كل خير موجود في حياتنا فمن لا يحيا بالحب لم يذق طعم الحياة بعد .- هل تجدين قلم النقد مفعلاً كما ينبغي ؟--بالطبع هناك نقاد موضوعيون بحيث ينقدون الأدب شكلاً ومضموناً وهذا يصب في مصلحة الأدب والأديب وبالطبع هناك من يحابي أو يجامل وهذاإما لتشجيع الكتاب الجدد خصوصاً وهذا لا ضير منه أو لمصلحة شخصية وهنا تكون الطامة الكبرى .- ما أهم ما ينبغي أن يكون عليه الأديب من وجهة نظرك ؟-- بالمرتبة الأولى أن يكون مثقفاً ولديه هدف محدد لكتاباته فلا يجوز أن يكتب اعتباطاً لمجرد الكتابة وإلا سيكون جميع ما يكتبه هباء وأن يكون ابن بيئته ومجتمعه يحاكي مشاكله وهمومه وتطلعاته ومعاناته وأن يكتب بلغة يفهمها القارئ ليستطيع التفاعل معه ولتصل الفكرة التي يريد ايصالها بيسر ووضوح .- هل تؤمنين بالأدب العامي ؟-- بالطبع هو أدب وله كتابه ومحبوه ولكني لا أميل اليه .- و أدب الومضة؟-- أدب جميل يختزل موقفاً بكلمات تحكي الكثير وهذا يحتاج لخيال واسع ولغة قوية وأنا أمارسه أحياناً .- ما طقوسك حال الكتابة ؟-- لا شيء محدد عادة أستمع الى الموسيقى الكلاسيكية ولكن أيضاً استطيع الكتابة في محيط مليء بالضوضاء لأن الكتابة خلق وحين تتهيأ لها الأرضية توجد .- ماذا تعني لك: الحداثة ، الشعر ، الشعراء ، النقد، الحب ؟-- الحداثة : الكتابة باسلوب يماشي العصر ويحاكي الجيل وفق معطياته ومفاهيمه .الشعر : ضمير الأمة .الشعراء: أطباء الروح .النقد : بوصلة لتصحيح المسار .الحب: لأجله وجدنا وبه نحن خالدون .- هل القراءة تصقل الإبداع يا إيلينا ؟ أم أن الإبداع مصقول من بيتهم ؟؟-- بالطبع القراءة لها دور كبير في الإبداع لأنها تفتح الآفاق الواسعة أمام الكاتب ولهذا قلت أنه يجب على الاديب أن يكون مثقفاً في الدرجة الأولى . ولكن لا ننفي أن الموهبة هي الأصل في الكتابة .- هل استطاعت الترجمات الحديثة أن تلعب دوراً مقبولا في نقل الكثير من المعارف الأجنبية؟ -- نعم لقد كان لها دور كبير في النهضة الأدبية في وطننا العربي وهي التي فتحت الآفاق للكتابة الحداثية من حيث اللغة الأدبية أو المواضيع المطروحة .- لماذا الأدباء أقل حيلة بين الناس في اعتقادك؟- أنا لا أتفق معك، على العكس الادباء هم الصانعون لضمير الأمة والراسمون طريق الاجيال لان الكتابة تصنع الفكر والفكر يبلور الحدث ولهذا تجد أن ما يكتبه الكاتب يتحول إلى حدث وموقف على ارض الواقع ولو نظرت لوجدتو أن من غير وجه العالم هم الكتًاب .- مَن مِن الكتاب و الشعراء الأجانب استطاع أن يلامس شغاف إعجابك؟ --- من الكتاب أحب غابرييل غارسيا ماركيز ومن الشعراء الشاعرة جوزيان دو جازو - بيرجيه. السيرة الذاتيةايلينا المدني من مواليد دمشق 1985 خريجة صيدلة شاعرة كتبت في العديد من المواقع الالكترونية مثل :موقع النور، جريدة تاتو، موقع بابل لها عدة مدوناتوموقع على الفيس بوك . لها إصداران أحدهما ديوان خاص بعنوان ( مدارات الدفء ) والآخر عبارة عن حواريات شعرية مع الشاعر العراقي الكبير تحسين عباسبعنوان ( فاكهة العطش ) . كتبت عنها قراءات من عددمن النقاد المعروفين أمثال : جوتيار تمر، وجدان عبد العزيز، عقيل الواجدي