لاشك أن القوات المسلحة اليمنية ينتظرها دور عظيم ومسؤولية جسيمة تتعلق بحماية الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار على كافة أراضيه والتصدي لجميع أعمال الإرهاب والتخريب والتهريب وكذلك ضمان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي سيتضمنها البيان الختامي للمؤتمر ولذلك فإنه لابد للقوات المسلحة أن تكون في مستوى هذه المسؤولية التاريخية من حيث الإعداد والاستعداد وكذلك فهم هذه المرحلة الاستثنائية التي يعيشها الوطن باعتبارها تتطلب من قيادة وزارة الدفاع وقادة المناطق العسكرية المختلفة إحداث التغيير المطلوب في جميع المديريات و الدوائر والمناطق والألوية العسكرية بما يحقق بناء المقاتلين المنتسبين لمختلف وحدات القوات المسلحة وإعدادهم إعداداً سليماً بحيث يكون لدينا جيش يحمي حدود الوطن وأمنه واستقراره وليس جيش حزب وأسرة أو منطقة أو جهة كما هو الحال في المراحل السابقة ، إذا أردنا بناء جيش وطني حقيقي وفعال ومخترق فلابد من وضع إستراتيجية محكمة لتحقيق ذلك وبحيث تتضمن هذه الإستراتيجية الأخذ بالنظام الإداري العسكري الفعال الذي يحدد الاختصاصات ويعطي لكل ذي حق حقه ويحافظ على المال العام من النهب والسلب ، ولاشك أن بريطانيا قد أسست في الجنوب ابان الاحتلال جيشاً يمتلك نظاماً إدارياً لا يوجد له مثيل في الشرق الأوسط سوى في الأردن ولذلك فإنه لا بد من العودة إليه وتطبيقه في الدولة الاتحادية القادمة لبناء جيش يعتمد على الكيف قبل الكم ويحقق بتطبيقه الضبط والربط والنظام الذى تقوم على أساسه الجيوش الحديثة ، كما أن جميع المهام المتعلقة بأية قوة من حيث الاستحقاق والصرف كالرواتب والغذاء والملابس والتسليح لا تصرف في إطار هذا النظام إلا من خلال إدارات مختصة ومدربة ولا تتعامل إلا وفق بيانات دقيقة ولا تسلم إلا يدا بيد ثم إنه لابد وفي إطار بناء جيش وطني حديث من الاهتمام بالتربية الدينية في إطار شريعتنا الإسلامية فمن خلالها نستطيع أن نخلق في صفوف المنتسبين للقوات المسلحة قيم الإخاء والمحبة والتعاون والطاعة والفداء والتضحية إلى غير ذلك من القيم والأخلاق العظيمة التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لخص رسالته بقوله «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وحتى نبني المقاتل المتسلح بالعلم والإيمان الكفاءة.ولا شك أن الوطن بحاجة ماسة اليوم لجيش حديث يستطيع تلبية ندائه بصورة سريعة وفعالة عند حدوث أية ملحمة أو مخاطر تهدد أمنه واستقراره وبحيث يستطيع التعبئة والجاهزية خلال وقت قياسي وحتى لا يأتي في الوقت الضائع كما يحدث من مركبات الإطفاء في بلادنا التي تحضر في كثير من الأحيان بعد أن تلتهم النار كل شيء .ولقد ضرب لنا فخامة الأخ الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أروع الأمثلة عندما حضر إلى وزارة الدفاع في أثناء العملية الإرهابية التي تعرض لها مستشفى مجمع العرضي بالعاصمة صنعاء وأشرف بنفسه على دحر الإرهابيين والقضاء عليهم ثم عقد اجتماعاً للقيادة العسكرية بوزارة الدفاع أكد فيه فشل الإرهابيين ومن يقف وراءهم في تحقيق مآربهم كما أكد التصميم على التصدي لهم والقضاء عليهم وتطهير البلاد من شرورهم فاطمأن الجميع حينها أن البلاد في أيد أمينة وبقيادة حكيمة وشجاعة ، كما أن قائد الحرس الجمهوري العميد الركن البطل صالح عبدربه الجعيملاني هو الآخر ضرب أروع أمثلة الشجاعة والتضحية عندما فاجأ الإرهابيين باقتحامه مع بضعة من جنوده ساحة الوغى تحت دخان الانفجار ولعلة الرصاص حيث واجههم في بطولة نادرة قل أن تحدث من ضابط كبير يتحمل مسؤولية كبيرة لكنهم بهذا الموقف البطولي عجلوا بالقضاء على أفراد الشرذمة الإجرامية حيث تم القضاء عليهم والسيطرة على موقع العملية في وقت قياسي أذهل الجميع كونه لم يتعد ساعتين من الزمن وبهذه العملية البطولية النوعية السريعة لقيادتنا السياسية وأبطال القوات المسلحة فإن الشعب اليمني سجل بذلك صفحة جديدة من كتاب المجد اليمني الذي ستفتخر به الأجيال القادمة.
|
آراء
حماية اليمن تتطلب بناء جيش وطني
أخبار متعلقة