إعلان يوم الـ 25 من من الشهر الجاري موعداً لاختتام مؤتمر الحوار الوطني ؛ يمثل في حد ذاته بشارة خير على الأقل بما ينشر من ظلال الأمل بنهاية سعيدة لكابوس سياسي رهيب ، واقتصادي مرعب ، واجتماعي مظلم ، وأمني عظيم ؛ دام قرابة 35 عاماً جراء ـ فقط ـ قرار خاطئ اتخذ في يوم من أيام السبعينات المشحونة بمتفجرات الصراع السياسي ، الأيديولوجي المقيت .ويمثل هذا الإعلان كذلك ، ومع ذلك بشارة خير أعظم بما أناطت به آمال اليمنيين ؛ باعتباره ـ وهذا مربط الفرس ـ مفتاح الحل لكل المشاكل، والأزمات التي خنقت حياة السكان ، وقذفت بهم مجدداً في فبراير 2011م ـ وهذه المرة بأيدٍ فارغة ـ إلى الشارع ، في معمعان ثورة جارفة ، وتضحيات ، ودماء استنفدت سنة كاملة تقريباً من جدار الحياة المرهق بتصدعاته العميقة ، مما زاد الطين بلة على مختلف الصعد ؛ لولا ما مَنَّ اللهُ به علينا من تعاطف الأشقاء ، والأصدقاء ، ودعمهم المادي الكبير .قلنا : كل ذلك قد أصابنا ، وتضافر علينا جراء قرار خاطئ.. قرار واحد .. جر علينا كل هذه النكبات .. أما اليوم ؛ فالمطلوب قرارات كثيرة ، والأمل الذي لن يفارقنا هو أن نثبت للناس أننا قد تعلمنا بحرص ، وخرجنا من كل تلك الآلام ، والمآسي بدروس مشرقة ؛ أولاها : ألا نعيد صناعة الماضي ، وأن نخرج من إسار الديكورات ، والشكليات ، والكذب على الذات ـ كما كان حاصلاً ـ أن نخرج ـ وهذا للتأكيد ـ إلى آفاق العمل ، الجوهري ، البناء ، النافع للناس في معاشهم ، ومنشطهم ، وللوطن قوياً ، عادلاً ، موحداً في الأرض والنفوس ، وللنظام السياسي قادراً على فرض هيبة الدولة ، وعلى قمع الظالم ، وإنصاف المظلوم، والنظر إلى مواطنيه بعين المساواة في الأرزاق والمواطنة، وبصرف النظر عن أيٍ من المعايير المتخلفة ، الظالمة ؛ التي ظلت تتحكم في حياة الناس منذ مئات السنين المظلمة .يجب أن يشعر المتحاورون من كل الألوان أنهم يتحملون أمانة عظمى .. أنهم معنيون بالانتصار لوطن عظيم ، طحنته الأهواء ، ومزقته المصالح ، وقهرته قوى الفساد المسنودة ، عميقة الجذور في الأرض ، والوعي .. معنيون بالانتصار للإنسان البسيط ، وهم معظم السكان .. معنيون ببناء المنطلق السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ليمن جديد ، حر ، مزدهر ، عادل ، وديمقراطي ، لا مكان فيه للسلالية ، والقبلية الهدامة ، لا مكان فيه للعنصرية المقيته بكل مسمياتها ، والتمييز الظالم بكل صوره . فإذا اختتم المتحاورون مؤتمرهم بهذا المعيار ، وعلى هذه الأسس ؛ فإننا سنقول لهم حينها : مرحى لكم .. ألا فاسرعوا ، وعجلوا !! لقد اشتقنا ليوم مشمس ، وصباح جميل لا نشعر فيه بالخوف، ولا تقتلنا فيه الهواجس .نعم ، نحن نريد أن نعجل ، أن نخرج من كل الدوامات ، من كل الأزمات ، من كل المشكلات ، لكننا مع ذلك نريد حلولاً ، وحلولاً جوهرية ، وعميقة ، وفاعلة ، تخرجنا بحق .. خروجاً لا هروباً ، دواماً لا توقيت فيه .. حلولاً تشرف الجميع ، وتحفظ حقوق كل صاحب حق ، وحتى لا يقول القائل في يوم من الأيام : تمخض الجبل فولد فأراً !!
|
آراء
اشتقنا ليوم لا يخالطه الخوف
أخبار متعلقة