في آخر تصريح صحفي له بالأمس في صحيفة (14 أكتوبر) قال محافظ أبين الأستاذ جمال العاقل إن ما حل بمحافظة أبين جراء الحرب مع مسلحي القاعدة لم تعرفه أي محافظة يمنية فقد خلفت هذه الحرب الطاحنة التي طالت عاصمة المحافظة زنجبار وكذا جعار ولودر وغيرها طوال أكثر من عام مأساة إنسانية وجروحاً عميقة ودمرت كل مقومات الحياة والممتلكات العامة والخاصة وحولت حياة السكان الذين شردوا من بيوتهم إلى جحيم. وفي تصريحه استغرب المحافظ العاقل من تجاهل الحكومة وغيابها وعدم إيفائها بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها بعد إن وضعت الحرب أوزارها باستثناء التعويضات الخاصة بأصحاب المنازل والمزارع المتضررة وهي زهيدة وتصرف على مراحل .. الثابت أن المحافظ الذي تقرأ من نبرة تصريحه مرارة الألم والأسف كان محقاً في ما قاله فقد تحمل الرجل فوق طاقته وفوق قدرته وهو يجد نفسه أمام وضع مأساوي كارثي مريع ولم يكن يتوقع أن حكومة الوفاق الوطني ستخذله وتتركه وحيداً يواجه قتامة المشهد المهول في عاصمة صارت خراباً وتحت أنقاض الركام. أتذكر شخصياً أن مجلس الوزراء نزل إلى عدن بكامل أعضائه عقب انتهاء الحرب وعقد اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيسه باسندوة خصص للوقوف أمام الأوضاع التي خلفتها حرب القاعدة بأبين هذا الاجتماع شارك فيه المحافظ العاقل وقيادة المحافظة واتخذ قرارات مهمة لإجراء معالجات طارئة وعاجلة ، ثم أعقب ذلك بأسابيع نزول رئيس وأعضاء الحكومة إلى أبين وشاهدوا الخراب بأعينهم وعقد في اليوم ذاته اجتماع خصص أيضاً لانتشال أبين وإنقاذ مواطنيها المنكوبين .. لكن للأسف مضت سنة و (8) أشهر دون أن تحرك الحكومة ساكناً وإلى الآن لم تفِ بوعودها وتعهداتها وقراراتها تجاه أبين.. لكم أن تتصوروا ماذا بوسع المحافظ أن يفعل في ظل واقع مزر. لقد عمل هذا المسؤول ليل نهار ومعه بعض الصادقين.. عمل فوق طاقاته وبجهود حقيقية مضنية تحمل ما لم يستطع غيره أن يتحمله وواجه التحديات واستطاع بإخلاصه أن يواجه معركة تضميد الجروح وتطبيع الأوضاع بنفس طويل وتقبل الأعباء والضغوطات وتجاوز الكثير من المعوقات.. لكن غياب الحكومة وتأخرها كل هذا الوقت يعبر عن تجاهلها وعدم استشعارها بضمير المسؤولية إنسانياً وأخلاقياً كحد أدنى. عموماً يحسب للمحافظ الناجح الواعي الصادق جمال العاقل نيته في معالجة الأمور والوقوف بشجاعة مع أبناء محافظته في محنتهم ونجح بامتياز في خطواته لاستعادة التوازن النسبي للأوضاع. وختاماً نطالب الرئيس هادي مجدداً بتوجيه الحكومة بسرعة التحرك لإعادة إعمار المحافظة الجريحة التي ذبحت من الوريد إلى الوريد مع دعم محافظها العاقل الذي لو كان غيره بهذا الوضع لرفض البقاء أسبوعاً واحداً.. لكن الرجل وقف مع مواطنيه ولم يتخل عنهم ومازال صامداً رغم المؤمرات القذرة وخذلان الحكومة.
|
آراء
أبين.. مأساة حرب وتجاهل الحكومة
أخبار متعلقة