لم تزل هموم البناء والتنمية الشاملة هاجس وديدن لفيف واسع من أبناء الشعب اليمني الواحد بيد أن ثمة قلقاً عارضاً على مستقبل اليمن ووحدته يسيطر على أفئدة غالبية اليمنيين جراء تصعيد فصائل الحراك الجنوبي من مواقفها الرافضة للوحدة والمطالبة بالانفصال وفك الارتباط على الرغم من تمثيل الحراكيين بزهاء أربعين شخصية في مؤتمر الحوار الوطني الذي شارفت فيه المكونات السياسية على وضع اللمسات الأخيرة لمخرجاته التي يرقب إعلانها الشارع الشعبي والجماهيري عن كثب حيث تعذر الإعلان عنها في وقت مبكر نظراً لعدم التوصل إلى حلول ناجعة ومتوافقة للقضية الجنوبية من قبل اللجنة المصغرة في مؤتمر الحوار الوطني.ومع قرب الانتهاء من مؤتمر الحوار هنالك محاولات عديدة لإفشاله من بعض المجاميع والقوى السياسية التي تنفذ أجندة خارجية إذ تصر هذه القوى على تفجير الأوضاع عسكرياً وتأزيم المواقف سياسياً يظهر ذلك بجلاء في إقدامها على محاصرة بعض مناطق الصراع ، حيث لم تكتف بالحصار الجائر الذي أودى بحياة الكثيرين من الأطفال والنساء الذين فارقوا الحياة بسبب عدم توافر الأدوية للأمراض الخطيرة بل ذهبت إلى أبعد من ذلك إذ ظهرت مغالية في استخدام القوى مفرطة العنف والأسلحة الثقيلة التي لا تمتلكها إلا الدولة.مما زاد الطين بلة تفجير الأوضاع في الحرب الطاحنة في محافظة الجوف وفي بعض المناطق التابعة لقبيلتي بكيل وحاشد في ظل تقاعس رسمي وتخوف شديد من مآلات وتداعيات هذه الحرب الضروس التي تنذر بشؤم على مستقبل اليمن والمنطقة ما يتوجب على المؤسسات الرسمية الرفيعة في البلاد كالرئاسة ومجلس النواب والشورى ومؤتمر الحوار الوطني الإسراع في اجتثاث جذور الأزمة من منابعها، بإيجاد حلول نهائية ناجعة للصراع والمواجهات الذهبية والسياسية في سبيل ضخ عوامل نجاح مؤتمر الحوار الوطني بتهيئة الساحة الوطنية لتلقف مخرجاته والتفاعل الجاد والمستمر معها. ويتملكني شعور قوي في أن الشعب اليمني الواحد سيخرج من هذه الدوامة بسلام وعافية بتعايش وتعاون أبنائها وبدعم جيرانها وأصدقائها واليمن يواجه ظروفاً اقتصادية ومالية صعبة تدفع بالحكومة إلى التنصل عن الوفاء بالتزاماتها كعزوفها عن صرف فارق العلاوات السنوية لعام 2013م للفيف واسع من الموظفين مايفاقم المعاناة الشعبية والجماهيرية ويؤثر بالسلب على مسار التسوية السياسية التي ربما تغتال في ظل التقهقر المالي والاقتصادي وتكبيد الحكومة ديوناً باهظة تبدد على إصلاح ما تفسده أيدي العابثين والمخربين لأبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط التي تحد من تدفق الموارد على البنك المركزي اليمني وهذا يستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية وإجراء تعاون خلاق ومثمر مع الجيران والأصدقاء حتى يتمكن اليمن من تنفيذ المبادرة الخليجية، وينهي المرحلة الانتقالية بسلام وعافية راسماً المستقبل المشرق الوضاء للأجيال القادمة..
|
آراء
عن اليمن وراهن حالها!!
أخبار متعلقة