هاهي المتغيرات الدولية تتسبب في صراعات وحروب ومآس ودموع وألم ودمار أن الأيديولوجيات والنظريات السياسية تسببت في صراع مرير وحروب استنزاف بين المعسكرين الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي ذي الأيديولوجية الماركسية ذات المنهج الاقتصادي الاشتراكي القائم على الملكية العامة مع منع ومصادرة الملكية الخاصة وإبقائها في أدنى حدودها وبين المعسكر الغربي ذو الفكر الرأسمالي القائم على الملكية الفردية المطلقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبلغت تلك الحرب ذروتها إبان الحقبة الاستعمارية الغربية التي احتلت قارات الأرض ونهبت شركاتها الاحتكارية ثروات وموارد دول العالم الثالث، أن سقوط المعسكر الاشتراكي وانهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي إلى دول متنازعة على حدود وقوميات وأقليات وحروب ودمار نتج بسبب سقوط العالم بيد القطب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة التي احتكرت شركاتها نفط وثروات السعودية والخليج بعد الحروب العدوانية التي تعرضت لها العراق بعد اجتياح العراق الكويت وتلك الحرب التي قمت ظهر البعير كانت عبارة عن منفذ للولايات المتحدة من الانهيار حيث خسرت 3آلاف مليار دولار لكنها عوضتها بالنفط العراقي الذي سقط بيد شركات أمريكية إضافة إلى تحمل السعودية ودول الخليج الكثير من الأعباء المالية من تكاليف تلك الحروب. إن غياب المنافس للولايات المتحدة دعاها إلى الاستبداد بالعالم مستغلة أحداث 11 سبتمبرالتي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها ليتحمل العرب مسؤولية تمويل مكافحة الحرب ضد الإرهاب بعد اتهام الدول العربية بأنها راعية للإرهاب الدولي وبدأت تلك الحرب التي في أفغانستان بعد الحرب الأولى التي كانت الولايات المتحدة وراءها وكانت حليفة إستراتيجية مع المجاهدين العرب وتمويل سعودي خليجي بلغ 45 مليار دولار وأرسلت الدول العربية آلاف المجاهدين من الشباب العربي بأمر من الإدارة الأمريكية وتحول أولئك الشباب إلى شوكة في حلق الإدارة الأمريكية واستطاعت استغلالهم وتوظيف جهلهم وبلدانهم لتمرير المشاريع الرأسمالية أن تلك الكوارث وما حل من مآس وحروب في البلقان وتفكك الاتحاد اليوغسلافي وحرب البوسنة والهرسك وتلك المجازر الجماعية التي نفذت بحق مسلمي البوسنة والهرسك والشعب الأفغاني والعراقي والشعب الصومالي وغيرها من حروب جاءت بعد أن ورثت الإدارة الأمريكية كل المصالح التابعة للمعسكر الاشتراكي الذي قدم كل أشكال المساعدة لشعوب العالم الثالث للانعتاق من الهيمنة الاستعمارية الرأسمالية. أن غياب موازين القوى تسبب في نشوء مرحلة استعمارية جديدة والانهيارات التي تعرضت الأمة العربية ودول العالم الثالث بسبب سقوط المعسكر الشرقي كما إن التدمير الممنهج ضد العراق وليبيا وسوريا والمؤامرات العاصفة ضد الوحدة اليمنية والزج بالشعب اليمني في الحرب ضد الإرهاب وسيطرة تنظيم القاعدة على الكثير من المواقع في العديد من المحافظات وتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية ضد الجيش والأمن آخرها تلكم الجريمة التي ارتكبت بالمجمع الطبي بالعرضي وغيرها من الجرائم اليومية كما أن الحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد الإرهاب تبشر بحقبة استعمارية جديدة ابتدأت بالعدوان على العراق وإعدام قياداته واحتلال أراضيه والزج به في حرب مذهبية سنية وتفكيك جيشه وتدمير سلاحه وتفكيكه على أساس طائفي عرقي وهذه ليبيا تسيطر الجماعات الإرهابية على مخازن أسلحتها وتجمعها في جنوب ليبيا للانطلاق صوب العمق الأفريقي وسقوط ثرواتها بيد الشركات الاحتكارية وعملت القوى الاستعمارية على تفكيكها إلى ثلاث دول والمؤامرة على السودان لن تتوقف بعد انفصال الجنوب وإنما مستمرة من أجل تفكيك باقي إقليم السودان. إن غياب التوازن الدولي دفع ثمنه العرب بسبب عدم تحقيقهم للوحدة العربية والتنمية الشاملة غياب العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتحرير مواردهم وتأمرهم على بعضهم البعض جعلهم فريسة لكل الحروب التي يعانون منها اليوم فهل يستوعبون الدرس?!
المتغيرات في ظل عالم متناقض
أخبار متعلقة