سطور
علي الذرحاني:يتطرق هذا المقال إلى ما آلت إليه الأوضاع المتردية لمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بكريتر في الوقت الراهن من كاتب خاض تجربة التدريس في هذا المعهد لمدة تقارب العقد وشغل فيه منصب رئيس قسم الفنون التشكيلية وكان يدرس مادة تاريخ وتحسين الخطوط العربية ومادة أساس ومبادئ التصميم ولديه إطلاع ومعرفة دقيقة بمشاكل هذا المعهد وبالمعوقات والتحديات التي تقف في طريق تطويره والارتقاء به ويعرف مكامن نجاحه وإخفاقاته وقد كتب هذا الكاتب عبر الصحافة مناشدات إلى وزير الثقافة السابق والذي قبله بانتشال هذا المعهد من جموده وركوده ومراوحته وكان آخر تصور ومقترح من الكاتب لانتشال هذا المعهد أعده وجهزه ليناقشه في ورشة عمل انتشال المعهد بداية تسلم وزير الثقافة السابق داخل المعهد ولم تقبل ورقة الكاتب من قبل المدير المالي للمعهد وتجاهلها وهو يعلم بأني أدافع عن هذا المعهد منذ بداية الوحدة وقالوا لنا بالحرف الواحد المعهد حقنا نتصرف به كيفما نشاء.إن أهم الأسباب التي أدت إلى تردي أوضاع المعهد تعود إلى غياب التخطيط العملي السليم والافتقار إلى الرؤية الواضحة وتعود أيضاً إلى الصراعات الداخلية للمعهد خاصة بين الطامحين من أعضاء هيئة التدريس إلى قيادة المعهد من أجل الحصول على مكاسب مادية تحسن الراتب ولا يهم هذا الطامح أو ذاك مصلحة المعهد أو تطويره وازدهاره وهذا التنافس الذي يعكس الأنانية وعدم التعاون بين كوادر المعهد والدليل تصريح المدير العام في صحيفة أكتوبر بتاريخ 23 /12 / 2013م الذي قال فيه سيأتي اليوم الذي سنجد المعهد بلا هيئة تدريس لأنهم ينتظرون للمخصص الشهري من صندوق التراث والتنمية الثقافية من أجل الانقضاض عليه وإلتهامه وتقسيمه وعندما بدأت جامعة عدن بالنزول الميداني لمعهد جميل غانم للفنون الجملية تمهيداً لتحويله من الثقافة إلى جامعة عدن إبان الأستاذ الدكتور صالح باصرة عارض ذلك التحويل والانتقال إلى الجامعة وزير الثقافة السابق ( الروحاني) واستمرت أوضاع المعهد في تدهور مستمر حتى وصل إلى حالة يرثى لها إلى أن سمعنا بأن جامعة عدن قد أنشأت قسماً للفنون الجميلة في كلية الآداب وباركنا ولادة هذا القسم الفني التخصصي الجديد في حافظة عدن والذي سارع العديد ممن تخرجوا من معهد جميل غانم للفنون الجملية إلى الالتحاق في ذلك القسم بل وهناك من موظفي جميل غانم من فكر بتحويل وظيفته من المعهد التابع للثقافة إلى قسم الفنون بكلية الآداب جامعة عدن ربما من المضايقات هربوا ومن بيروقراطية إدارة المعهد المعيقة أو لعدم رضاهم بما يحدث داخل المعهد ولما وصل إليه المعهد من جمود وتكلس بشهادة المدير العام الذي صرح أيضاً عبر صحيفة 14 أكتوبر يوم 23 /12 / 2013م بأن المعهد يعمل بالتسول وأنه يعاني من اللامبالاة من قبل الدولة بشكل عام ويسأل ذلك المدير محاورته دفاع صالح: هل لغرض إغلاق المعهد ؟! .ثم يجيب على تساؤله ذاك بنفسه وعلى محاورته فيقول: نحن لن نسمح ولن نسمح ولن نسمح بإغلاق المعهد ، المعهد معهدنا سيظل ما دامت عدن باقية ) مع العلم بأنه من صاحب فكرة انتقال المعهد من وزارة الثقافة إلى جامعة عدن أيام مدير المعهد السابق الأستاذ والأديب حسين السيد وعندما تولى هذا المدير الحالي للمعهد قيادته فإن لن يسمح بإغلاق المعهد أو التضحية به فما هذا التناقض مع أن المعهد لن يغلق بل سيرتقي إلى كلية فنون جميلة تابعة لجامعة عدن وليس لوزارة الثقافة التي أهملته أليست هذه فكرة هذا المدير منذ أمد بعيد ؟!.أما عن تذمر هذا المدير وشكواه المتكررة بأن المخصص الشهري للمعهد قد تقلص إلى النصف ولا يكاد يكفي لتسيير برامج وأنشطة وسير الدراسة في المعهد ولا يحقق طموحاته - فهذا المبرر مردود على ذلك المدير لأن وزارة الثقافة بل الحكومة بشكل عام كانت تفكر وتدرس في وقت ما خصخصة كل شيء حتى في الاستثمار الفني والثقافي بدلاً من الاعتماد على المخصصات المتواضعة للحكومة فلماذا لا يقوم بتغطية العجز لديه بابتكار طرق ووسائل استثمار داخل المعهد من شأنها تغطية العجز المالي في المعهد بدلاً من الشكوى والتباكي على الأطلال ومن الأفكار التي قد تنتشل المعهد من أوضاعه التفكير بنصب خيمة ضخمة بتجهيزاتها وسط فناء المعهد الواسع واستثمارها في إقامة حفلات فنية وعروض مسرحية وأكروباتية عربية وأجنبية وإقامة معارض فنون تشكيلية يعود ريعها للمعهد بعد تسويقها.