كتبت موضوعاً سابقاً نشر في صدر صحيفة الجمهورية الصادرة في محافظة تعز تحدثت فيه عن المشفى الجاري أقامته في مدينة عدن الصغرى ( البريقة) لغرض معالجة مرضى السرطان والعناية بهم منبهاً إلى أن الموقع الذي جرى اختياره وبدء العمل فيه لإقامة هذا المشفى والذي لا تفصله عن منشأة المصافي ومداخلها ووحدات إنتاجها ومجارير مخلفات نفاياتها سوى بضعة أمتار سوف يجعله مبنى للإصابة بمرض السرطان وليس مستشفى لمعالجة ورعاية وخدمة المصابين به وكنت قد استقيت كثيراً من الآراء والمعلومات التي حرصت على مواصلة جمعها من قبل أطباء ومختصين ولحين حصولي على تجاوب من قبل الجهة المعنية بأمر وشؤون هذا المشروع التي يبدو أنها قد آثرت التواري والمكوث في الظل وعدم الإفصاح عن نفسها طمعاً منها في إصابة أجرها كاملاً غير منقوص يوم النشور تاركين أمر الترويج والتبليغ عن هذا المشروع بيد مقدم برامج يعمل في قناة السعيد يدعى الشيخ العامري وله ملصقات إعلانية معلقة على خاصرة أعمدة النور في الشوارع تحمل صورته ورقم تلفونه كداعية وراع حصري ووحيد لإنجاز وإخراج هذا المشروع السرطاني المخيف إلى النور. والذي ربما وجد هو الآخر مبرراً يبقي على نصيبه من الثواب بشرط أن تبقى صلته بهذا المشروع مقتصرة على الدعوة له وجمع التبرعات لصالحه، وأن لا يتجاوزها إلى الإنصات والدخول في نقاشات وحوارات خارجة عن ما هو محدد له حتى وإن كانت هذه الحوارات تخدم مصلحة وسلامة وضع ما يدعو إليه.وبالنسبة لي لم يكن لمثل هذا التجاهل وعدم التجاوب أن يترك أثراً بالغاً في نفسي الاعتيادي وربما الكثير من الصحافيين والكتاب مواجهة مثل هذه السلوكيات غير المسؤولة التي ظلوا وما زالوا يوجهونها يتجشم مزيد من العناء والبحث إما بحكم المهنة ,وإما بدافع الأمل بوجود تجاوباً ما في يوم من الأيام ما يكتبونه لنا وانطلاقاً مما تقدم أقول أنني ما كنت لأعاود الكتابة عن هذا المشروع ( المسمى مستشفى رعاية مرضى السرطان) لولا الأهمية التي يحتلها إنجاز هذا المشروع إذا ما تم بشكل صحيح في حياة مجتمعنا الذي أصبحت نسب المصابين فيه بمرض السرطان والمهددين بالإصابة به في تزايد مطرد مقلق ومرعب ولولا الخطورة الذي قد يشكلها هذا المستشفى بالصورة التي عليها لمرضى السرطان خصوصاً منهم الذين يمكن معالجتهم والذين لا بد أن تدفعهم حاجتهم للعلاج وعدم قدرتهم على تحمل نفقاته الباهظة خارج الوطن إلى اللجوء لهذا لمستشفى والذين بدلاً من أن يتلقوا فيه العلاج يجدون أنفسهم وقد استفحلت إصابتهم به. لولا هذه الأمور مجتمعية إضافة إلى أن هناك جهات رسمية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن قيام مثل هذه المشاريع الخيرية وهي وزارة الصحة ومكتبها في عدن الذين تستوجب المسؤولية مخاطبتها ومعرفة رأيها وكلمتها في هذا المشروع وأن تعمل وتساهم في تصحيح وضعه بما يكفل إقامته في مكان مناسب تتوافر فيه الشروط الصحية والجمالية والنفسية وما أكثر توفر هذه الأماكن الخالية من التلوث في محافظة عدن عامة ومديرية عدن الصغرى ( البريقة) خاصة وهو الأمر الذي نرجو أن يتم التجاوب معه من قبل وزارة الصحة ومكتبها في عدن وأن لا يسلكوا مسلك من سبق التحدث معهم من مقدمي برامج وفاعلي خير ومتبرعين مشكورين.واظن أن أجركم عند الله أولاً وعند الناس ثانياً لا بد أن يكون عظيماً وكاملاً وغير منقوص وأنتم تقومون بعمل إنساني تفرضه عليكم مسؤوليتكم وضمائركم.مبارك لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيينوأنا مهموم بإكمال سطور موضوعي الآنف تلقيت خبر انتخاب الأخ العزيز الأستاذ الدكتور مبارك سالمين رئيسا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بسعادة غامرة أثلجت صدري وأحيت أملاً في نفسي كان يخبو ويغيض وسط عتمة التفريط بمكانة ودور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والإمعان في مصادرة حضوره وفعله وعزله عن النهوض بمهامه الإبداعية الثقافية التنويرية من خلال تحويله إلى مجرد مسمى فوقي مجير سياسياً.
|
آراء
مشفى السرطان في عدن الصغرى
أخبار متعلقة