المتابع لما تكتبه بعض الصحف الأهلية والمستقلة وتذيعه بعض القنوات الفضائية المسيسة سيجد فيها عدم احترام لعقله والاستخفاف به وكأنه لا يستطيع التفريق بين الغث والسمين ومن هنا يفقد هذا المتابع لتلك الصحف وتلك الفضائيات ثقته بها وتسقط من نظره وتجعله يسعى إلى التحذير من الاستماع إليها أو قراءتها لأنها صحف وقنوات غير مسؤولة ولا تتكلم بمهنية وبمصداقية ولا تكترث لمشاعر ووجدان القارئ أو المستمع ولا تصلح أن تكون سلطة رابعة وصاحبة جلالة ومؤثرة في وعي الشعب والمجتمع ولا تستطيع أن تصنع رأياَ عاماً صحيحاً وسليماً سوى الإثارة ودغدغة مشاعر الناس والدجل والكذب والتدليس ونشر الإشاعات التي لا أساس لها والهدف هو زعزعة الأوضاع وإقلاق الأمن والسكينة وإشعار الناس بان البلد على حافة الهاوية بسبب الفوضى هنا وهناك والمبالغة في تشخيص الأحداث والجرائم ونشر الصور المدبلجة والبشعة بصورة تتنافى مع المعايير الإعلامية الواقعية. ويبدو أن الممول لهذه الصحف والفضائيات يهدف من وراء ذلك إلى إطلاع الرأي المحلي والإقليمي والدولي بأن اليمن بؤرة غير مستقرة وغير آمنة ولا تصلح فيها أي تنمية ولا دولة مستقرة ولا حداثة ولا مدنية وأن أهلها هم أعداء الحياة لا تنفع معهم لا حرية ولا ديمقراطية ولا يستحقون العدالة الاجتماعية بل هي منطقة ملتهبة ووكر للقاعدة والإرهاب والقبيلة المتسلطة والمتحكمة والتي ترفض التغيير والتطوير ولا تريد أن تخرج من قوقعتها وشرنقتها ومهما عمل المتطلعون إلى المستقبل وإلى الدولة المدنية الحديثة فإن هناك كتلة بل جبل وطود عظيم من شرائح المجتمع المتخلف يقف عائقاً في طريق هؤلاء المتطلعين إلى التغيير وإلى التطوير والازدهار. هذه الوسائل الإعلامية التي تصطاد في الماء العكر والتي ليس لها هدف سوى تكريس هذه الصورة النمطية في عقول الناس محلياً وإقليمياً ودولياً بوعي أو بدون وعي منها أو دون إدراك منها بما سيؤول إليه الأمر في المستقبل نتيجة تصرفها هذا حين تقوم بنفث سمومها وإشاعاتها وأكاذيبها المختلفة والمزيفة لوعي الناس وتعمل على زرع الفتنة والأحقاد بين أفراد المجتمع والتشكيك في كل خطوة إيجابية تخطوها الحكومة ويلمسها الناس على أرض الواقع وللأسف الدولة والحكومة ساكتة ولا تحرك ساكناً تجاه هذا السلوك الصحفي والتلفزيوني الذي يهدد مصالح الوطن أرضاً وإنساناً تاركة الأمر يستفحل ويعبر عن نفسه بحرية مطلقة تتجاوز حرية أي وسائل إعلام في أي دولة متقدمة تضع حداً لصحافتها لا يتجاوز الخطوط الحمراء كعدم المساس بمصلحة الوطن العليا أو تفكيك النسيج الاجتماعي أو إشاعة الفوضى وإشعار العالم بأن اليمن أسوأ من الصومال أو أفغانستان أو أي بلد لم يذق طعم الأمن والسكينة والاستقرار مع أن بلادنا تمثل حالة أفضل بين دول ما يسمى بالربيع العربي فهي ليست بتلك الصورة القاتمة التي تكرسها تلك الصحف المستقلة والصفراء التي تنسى بأن المجتمع قد وصل إلى مرحلة من الوعي بحيث لا يمكن أن تنطلي عليه بعض الأكاذيب والحيل المزيفة ويعرف مصلحته ومشكلة هذه الصحف والقنوات الفضائية التي تغرد خارج السرب أنها لا تدرك بأنها ستموت في وجدان ومشاعر من يتابعونها والدليل أن أحد المتابعين عندما ذكرنا به إحدى هذه الصحف أو إحدى تلك القنوات الفضائية قال على الفور أنا لا أسمعها ولا أقرأها لأنها فقدت مصداقيتها وترفع لي الضغط والسكري بسبب مبالغتها في نقل الحقائق والأخبار وأغلب برامجها مدبلجة ومزيفة ومفبركة ومسيسة ويبدو أنها قد تعاقدت مع أطباء مرضى الضغط والسكر من أجل إحضار المزيد من مرضى الضغط والسكري إليهم ويا بخت من نفع واستنفع.وأصبح أطباء مرضى الضغط والسكري يدينون لتلك الصحف المتطرفة وتلك القنوات غير العابئة بالمصداقية وبقول الحقيقة لأنها تفتقد لمشروع فكري أو تنويري أو إعلامي تقدمي لهذا البلد وفاقد الشيء لا يعطيه ولا يملك سوى المماحكات وقول الأكاذيب وتزوير الحقائق وبلبلة المشهد اليمني والتشكيك في كل شيء وهذا سلوك الفاشل والمحبط والفاقد للمصداقية أما من يهمه أمر الوطن والمواطن فلا يسعى لزرع الفتنة أو يصنع رأياً عاماً سلبي بل يبحث عن قول الحقيقة بسلبياتها وإيجابياتها حتى يقدم صورة صادقة وحقيقية عن المشهد اليمني.
|
آراء
وسائل إعلام غير مسؤولة..
أخبار متعلقة