الجنوب يتميز بالهوية المدنية وحين يتم تعريفه عرقيا نكون قد اسأنا اليه ونحن نحسب اننا نحسن صنعاً .. «انا يمني مقيم في اقليم عدن انا يمني مقيم في اقليم صنعاء وانا يمني مقيم في اقليم حضرموت او في اقليم تعز » وإذا لم يتم الأمر على هذا النحو فنحن نؤسس لهويات متصارعة بشكل دائم .نحن مع معالجة المظالم بما يكفل جبر الضرر وعدم التكرار ، مع العلم ان ليس كل الجنوب مظلوماً وليس كل الشمال ظالماً.. نحن لسنا هنا ضد الجنوب بقدر ما نحن مع قضيتهم العادلة . ــــــــــــــــــــــــــــــلا يبدو أن ثمة مؤشرات جدية على نهاية مرتقبة لرحى الحرب المحتدمة في صعدة ومحيطها منذ ثلاثة أشهر تقريباً، على أن جولات أخرى قد أخذت واستغرقت نصيبها من الضحايا والوساطات والهُدن الهشّة التي لا تسعف المتحاربين لدفن أشلاء ضحاياهم ومداواة جرحاهم، إذ الأولوية أكثر لإعادة التموضع وترتيب الصفوف، استعداداً لجولة أخرى أشد ضراوة من سابقتها.على العكس، تؤشر الأحداث أن رقعة الصراع في اتساع مطرد، وحظوظ أطراف جديدة للانخراط فيه وفيرة، ليزداد التعقيد آخذاً أبعاداً أكثر خطورة على السلم الاجتماعي، بتداخل المذهبي بالعشائري، واستحضار السياسي كصبغة تحاول بعض أطراف النزاع مزجها فيه للتهوين من خطورته، بيد أن استعارة السياسة لتغطية جاهلية الصراع، تعتبر أكثر خطورة على خيارات المستقبل، إذ تصور كوقود حرب، لا كخيار تنافس حضاري يؤسس للسلام والتنمية والتعايش.ومع غياب حساسية الدولة، وأطراف الصراع، والقوى المؤثرة، لخطورته في دماج، تفجرت بؤر جديدة في كتاف وحاشد وحرض، وتوشك أن تخلق أخرى في الجوف وأرحب، وقبلها في بعض مديريات حجة وعمران، وثمة أخرى مؤجلة إلى حين.ــــــــــــــــــــــــــــــسألت المهندس فيصل بن شملان بعد ساعتين من الحوار حول القضية الجنوبية وتعقيداتها وأبعادها ومضامينها وحركية مناضليها، عما يمكن أن يتخذه إزاءها وإزاء الأزمة الوطنية عموما من اجراءات في حال كان رئيس الدولة. كان السؤال مباغتا لكنه لم يتردد في اقتراح مؤتمر حوار وطني يشارك فيه اليمنيون جميعا وفي مقدمهم زعماء المعارضة في الخارج. وبشأن المظالم والأراضي المنهوبة شدد على ضرورة معالجتها فورا ودون انتظار مناقشات ومخرجات. ــــــــــــــــــــــــــــــلم اجد تفسيراً منطقياً لهذا الهلع الوحدوي سوى ضعف اليقين لدى المصابين بهذا الهلع بعمق ورسوخ الهوية اليمنية والشك بصوابية الوحدة ذاتها.يا قوم الفكرة الصائبة مثل الوحدة تمتلك المقدرة الذاتية على البقاء ولا تحتاج لصراخ هلعكم هذا.ثقوا بعمق وترسخ الهوية اليمنية وثقوا بصوابية خيار الوحدة فصراخكم وهلعكم هذا يدفعكم لاقتراف أفعال تسيء للوحدة وتضعف مقوماتها .
للتأمل
أخبار متعلقة