إدانتنا لسقوط قتلى أبرياء من المدنيين الذين يسقطون في أكثر من مكان لا يجب أن تنسينا جرائم أخرى ترتكب بحق الجنود الذين ينتمون هم أيضاً إلى هذه الأرض، هناك جنود يسقطون أيضاً في أراضي الجنوب والشمال ، الشرق والغرب على السواء ولا أحد يتحدث عنهم، كأنهم نعاج وليسوا بشراً وفي كثير من الأحوال يقتل هؤلاء الجنود وهم ليسوا في معارك ولا في مهام قتل وعلى أيدي من يحتجون على سقوط قتلى من المدنيين. يا عباد الله هؤلاء في الأخير بشر ولهم أسر تبكي عليهم .ــــــــــــــــــــــــــــــهل يمكن اليوم ان تأخذ الاطراف المتحاربة والداعمة والمصفقة بدرس تجربة حروب الطوائف المسيحية من التاريخ ليقتنع الجميع ان الدين لله وان الوطن للجميع, خاصة ان صراع الطرفين شيعة - سنة وتفرعاتهما ممتد تأريخياً منذ اكثر من 14 قرناً ولم ينجح اي منهما في اجتثاث الآخر, بل أن جولات المعارك والحروب بينهما سجال ؟؟؟. لنكن جميعاً صوتاً قوياً مخلصاً لحقن دماء الجميع واحلال السلام و بث مشاعر الاخاء والمحبة, ليس فقط بين المسلمين, بل وبين مختلف العقائد المقدسة لدى معتنقيها. أولم يأت الاسلام, كخاتم الاديان, دين رحمة للعالمين !! .ــــــــــــــــــــــــــــــهكذا نشأنا منذ طفولتنا عشنا كأسرة واحدة في المدرسة كنا اطفالا ثم كبرنا ولم تكن في يوم من الايام الفتاة التي بجانبي الا اختي وكنت اخاف عليها كخوفي على اختي اكلنا وشربنا وضحكنا وكنا نلتقي كل صباح كما التقي بأهلي واخوتي في البيت هكذا تربينا في زمن قالوا انه نشر الرذيلة والدعارة قالوا عنه كثيرا كثيرا لكنها ليست حقيقة نحن من عاش كل التفاصيل حتى جاءت الوحدة بثوب ديني صدقناهم في البداية ثم رأينا العجب العجاب رأينا مالا نستطيع وصفه من انحطاط اخلاقي في كل الجوانب بدون استثناء رحم الله ذاك الزمان الذي عشناه ببراءة وبساطة وانضباط عالٍ .. ــــــــــــــــــــــــــــــهناك مقولة لشمعون بيريز أكبر السياسيين الاسرائيليين سناً وأقدمية تقول: (الكثير من العرب لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يتعلمون)..وأعتقد أن مثل هذه المقولة تنطبق تماماً على دعاة الانفصال في اليمن والذين لم يتعظوا او يستفيدوا مما يحدث الان في جنوب السودان بعد اقل من عامين من انفصاله عن السودان الشمالي تحت تأثير الشغف بوطن مستقل، ووهم الدولة الموعودة بالثراء والرخاء والنهوض في وقت قياسي في ظل ما يختزنه الجنوب السوداني من ثروة نفطية كبيرة مقابل عدد سكاني محدود كما لو ان مجرد الانفصال كاف بذاته ولذاته لتأسيس دولة ناجحة وناهضة في ذلك الجنوب.فالواضح تماماً ان دعاة الانفصال في اليمن وفي المقدمة منهم اولئك السياسيون الذين سبق وان حكموا الجنوب قبل الوحدة انهم الذين لم يتعلموا من الدرس السوداني وما يجري اليوم في جنوبه من حرب اهلية طاحنة واقتتال قبلي عنيف وتطورات خطيرة لا تتهدد فقط دولة الجنوب بالفشل بل إنها من تكرس فيها نسخة الحروب القبلية الصومالية إن لم تُحل تلك الدولة المنسلخة عن الجسد السوداني الى دولة وهمية تفتقر الى ابسط مقومات الدولة .
للتأمل
أخبار متعلقة