لا أجافي الحقيقة مطلقاً ولا أجفف ينابيع الواقع حين أقول وبالفم المليان إن ميناء عدن هو البوابة الرئيسية والحلقة الأهم في سلسلة أحداث وتاريخ منطقة شبه الجزيرة العربية باعتباره العنوان الأبرز والصيغة الأجل لمطامع الغزاة عبر التاريخ الحديث والمعاصر لأهميته الاستراتيجية وتحكمه بأهم الخطوط الملاحية العالمية عبر باب المندب.هذا ما قرأناه وتعلمناه في المدارس والجامعات وكتب التاريخ وما لم نقرأه ونتعلمه وبات مبعث قلق بالنسبة للجميع هو ان الطامعين والحالمين بخيرات هذا الصرح الاقتصادي العظيم هم أشد خطراً على مصلحة ومستقبل وعجلة انتاج الميناء .. ذلك لأنهم متواجدون في نسيج حياتنا وتفاصيل يومياتنا وقد يكونون أقرب من ذلك في وريد وشرايين ونبض العمال والاداريين والجهات ذات العلاقة ليجعلوا من هذه الجهات الحكومية والرسمية قراصنة باسم القانون.وإذا كانت اغتصب الحقيقة في السياق وأدنس قدسية وهجها الأزلي لا سمح الله فلماذا بين فينة واخرى تجتاح الاحتجاجات والاضطرابات ميدان العمل وتعطل سير العمل ووتيرة الانتاج بشكل أو بآخر ومن المستفيد من هذا التعطيل وخراب البيوت المستعجل؟يعلم الجميع ان العاملين في هذا الحقل الاقتصادي البهي يتقاضون أجوراً وحوافز وامتيازات قلما تجدها في مرفق حكومي آخر وهو أمر يتمنى الكثيرون ان يحصلوا عليه فما السبب لاختلاق المشاكل والمعضلات وتكدير جو العمل والانسياق وراء كل ما من شأنه ان يحطم معنويات العاملين والمسؤولين عن إدارة الميناء الذين حققوا قفزات كبيرة خلال فترة قصيرة لعل أبرزها إعادة ميناء الحاويات إلى حضن الميناء والوطن ورسم الابتسامة والسعادة في قلوب كل الغيورين على منجزات الثورة والوحدة المباركة والتي أتت وتحققت بعد جهد جهيد ونضال شاق ومرير سالت لاجله الدماء على كل سهل وجبل وواد.وبحسب مصادر موثوقة ومتطابقة في مؤسسة موانئ خليج عدن فإن قيادة المؤسسة ماضية وبوتيرة عالية لتنفيذ مشروع تعميق وتوسيع رصيف الميناء عبر إحدى الشركات الصينية الكبرى في هذا المجال وهو ما يعتبر نقلة نوعية وانجازاً جديداً يضاف إلى جملة انجازات قيادة المؤسسة.الهم التالي الذي يؤرق قيادة المؤسسة هو عمليات التوظيف حيث يقف طابور كبير من الشباب على أمل الحصول على وظيفة وبحسب مصدر رفيع ومسؤول في المؤسسة فإن عملية توظيف الشباب ستكون حقيقة ماثلة وواقعها ملموساً بمجرد رؤية هلال النجاح لمشروع تعميق وتوسيع رصيف الميناء وهي مسؤولية وطنية وانسانية واخلاقية تقع على عاتق الجميع.وتؤكد مصادر ذات صلة ان الشباب بحاجة إلى تكاتف الجميع وتلاحمهم لإخراجهم وبأي ثمن من مستنقع البطالة والقهر والحرمان ورسم رؤية جديدة تمنحهم القدرة على التمسك بصيغة هويتهم الوطنية والحضارية وتفعيل دورهم المحوري لبناء الدولة الوطنية الجديدة (دولة النظام والقانون) والعدالة الاجتماعية التي تترسخ في أوساط الجميع دون تمييز قبلي أو عرقي أو مناطقي وبعيداً عن أي لغة قوة أو استقواء يمكن ان تمزق ما تبقى من نسيج الصف الوطني والوحدة المجتمعية التي ينبغي أن نتمسك بها جميعاً.اخيراً وليس بآخر إذا كنا فعلاً نحب وطننا وميناءنا الأشهر في المنطقة وعبر التاريخ فإن من واجبنا جميعاً رفع وتيرة العمل والارتقاء نحو آفاق جديدة ترتقي بمكانة الميناء العالمية وتعيد له مجده الغابر في وريد وشرايين ونبض يمننا الحبيب ودوره الأساسي المهم في عملية التنمية ومجابهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تهدد حاضرنا ومستقبلنا.
|
آراء
إذا كنا نحب ميناء عدن...!
أخبار متعلقة