حتى متى سيبقى هذا الوطن «خصالة أحمد بن علوان» يطعن على جنباتها كل (مجذوب)، ويصطرع على صدرها الحنون كل مجنون ، وينهش في أحشاء أمومتها كل نابح مسعور ، بل كم ستتحمل هذه ( الخصالة) العجفاء ، الظامئة قبل أن يصيبها العجز، والهلاك ، وتتحول إلى ذكرى جميلة في القلوب المحبة ، ولعنة مبذولة ، ومشاعة على كل ( المجاذيب ) و( المصاريع ) من المرتزقة الذين لا يرعون في هذا الوطن إلاً ولا ذمة، ويسعون بثبات ، وحرص ، ونذالة ، وجحود لتحويله إلى غابة موحشة لا حق فيها سوى للموت ، ولا عدل فيها سوى للقهر ، والبطش، والخراب . لقد تحول مفهوم النضال عند هؤلاء إلى جنون مدمر .. إنهم يفجرون أنابيب البترول .. ينسفون أنابيب الغاز ؛ ليصبح الإنسان في هذا البلد على ليل كالكحل ، ويضربون منشآت الكهرباء ليحيا الناس في بيوتهم ، ومنشآتهم غرغرات الموت المجاني الأعمى!! .إنهم يقتلون كل جميل .. يلوثون بيئة الوطن .. حتى الهواء يلوثونه بحرائق الإطارات ، وكل ما له قدرة على التلويث .. يستكثرون على الإنسان حتى مجرد الهواء النقي في ملكوت الله.. يقلعون الأشجار .. يتلفون الأزهار .. يزيلون الزينات.. يكسرون حواجز الحديد الحامية للمشاة والعجزة .. يقطعون الطرق .. ينهبون المصارف والمال العام والخاص .. يسرقون سيارات ، وآليات النظافة يبيعونها بتراب الفلوس .. يرضون بالملاليم لاستكمال ثمن ( القات ) والمخدرات و(الهرور ) !! .إنهم لا يحترمون شيئاً جميلاً.. إنهم ينشرون الرعب.. القبح .. الدمار .. الخراب.. الأحقاد .. الضغائن .. الفتن.. إنهم يسفكون الدماء .. ينشرون الظلامية .. المناطقية .. السلالية .. القبلية ، ويدفعون الوطن إلى الهاوية ، وحتى لا يكون ثمة لقاء . هذه هي نضالاتهم .. وهذه هي مشاريعهم الحضارية، واختياراتهم الظلامية الحاقدة.. وبعد ذلك نسأل : من أين يستمد هؤلاء قوتهم ؟ وبمعنى أدق : من الذي يقف في صفوفهم ؟ أليسو من أبناء هذا الوطن .. أناسا فقراء مثلنا .. من إخواننا وجيراننا، وأهلينا .. لا مال لدينا ، ولا لديهم سوى هذا الوطن .. لكنهم يندفعون بين مطرقة الجهل ، وسندان الفقر لذلك الفتات الذي يرمى إليهم من موائد العمالة التي لا تقبل المساكين .هذا هو الحال ، فمتى ندرك أن السهام التي نطلقها إلى قلب الوطن من أجل فتات في موائد اللئام ؛ تطعن قبل ذلك قلوبنا وأحشاءنا .. إنها تحرق أخضرنا ويابسنا .. إنها تحرق مستقبل أولادنا .. متى ندرك أن ( خصالة الوطن ) هي «خصالة» يملكها الجميع متحدين ، وإن لم ينهض الجميع متحدين لحمايتها ، والذب عنها ؛ فربما جاء الغد ، وجاءت الأجيال ؛ فنصحو نحن فجأة من سباتنا ، ولكن .. على أشلاء هائمة.. فلا وطن نحيا في ظل (خصالته) الحانية ، ولا أمل . [email protected]
|
آراء
(خصالة) الوطن لا تحتمل: أيها المجاذيب .. كفوا !!
أخبار متعلقة