عرض / أماني العسيريظاهرة ختان البنات في مجتمعنا اليمني تضمنت على المدى القريب والبعيد المواجهة المجتمعية لما لها من آثار وأضرار صحية، وهي من حيث الممارسة والسلوك جريمة وانتهاك صارخ لحقوق الطفلة والإنسان.وتتعلق هذه الظاهرة بمسألة الشرف والعفة للحفاظ على الأنثى من أي اعتداءات جنسية وحتى تنتقل إلى منزل الزوجية .. وهناك اتجاهان في هذه المسألة الأول يوصف بالختان المباشر والثاني يكون مصاحبا لعملية الختان بالخياطة.. ففي مرحلة الطفولة والنشء لا تشعر الطفلة بآثارهما السلبية ولكن الأيام القادمة من عمرها كفيلة أن تعيش حالة العنف والعذاب الذي قد يكون سببا في رحيلها من الدنيا مجبورة بفعل الختان.واكدت دراسة أجرتها منظمة “أوكسفام Oxfam” البريطانية واستندت إلى تقارير منظمات حقوقية نسوية يمنية أن 25 % من اليمنيات مختونات وتنتشر هذه الظاهرة بقوة في الحديدة وحضرموت وعدن والمهرة وتعتبر محافظة الحديدة في المقدمة حيث أن (97 %) من نساء الحديدة تعرضن للختان تليها، حضرموت بنسبة (96.6 %)، ثم المهرة(96 %) وعدن (82 %) وتعز 28 % كما تنتشر بنسبة اقل في لحج وأبين وشبوة، وضئيلة في ثلاث محافظات، وتتم في الأيام السبعة الأولى من الولادة أو الثلاثة الأشهر الأولى ودون علم السلطات الصحية والرسمية.ووصفت دراسات حقوقية لخبراء من منظمة «أوكسفام Oxfam” البريطانية ظاهرة ختان الإناث في اليمن بأنها “موت بطيء يهدد الأسرة اليمنية” معللة وصفها بالتجاهل الحكومي للمعالجات اللازمة لاجتثاثها، وحجم الخطر المترتب عن ممارستها.وأوضحت الدراسة أن عملية ختان الإناث تتم بالنسبة لمعظم اليمنيات بعد فترة قصيرة جداً من الولادة بواسطة “مشرط” يقطع البضر والشفرين- وهما موضع الإثارة الجنسية عند المرأة ويستخدم الملح والبيض على البضر، وقطعة قماش دافئة يتم الضغط عليها مرارا على بضر الفتاة لمدة 40 يوما.وأشارت إلى أن (68 %) من الفتيات يتم ختانهن على يد المرأة المتخصصة بالتوليد “الداية”، لكن في معظم الأرياف تقوم بالختان إحدى نساء الأسرة كالأم مثلا أو العمة أو الخالة أو الجدة، وهذه النسبة تقدر بحوالي (11 %)، والغريب في أن الدراسة تعطي نسبة (5 %) لحلاقون رجال يقومون بختان الإناث رغم أن المجتمع يلجأ إلى الختان لحماية الشرف ويدعي المحافظة.وقالت الدراسة إن ظاهرة ختان الإناث منتشرة بقوة في اليمن إلا أن السلطات اليمنية تتكتم على الجريمة، وتتحاشى الخوض فيها رغم أن صدر في عام 2005م قرارا من وزير الصحة يمنع ختان الإناث ويعاقب من يقوم بة لكن يتم التعامل مع القرار بجدية حيث استمر الختان دون أنه يعاقب أحد من المنفذين!.المرأة التي يتم ختانها تكون عرضة للأمراض وقد تتعرض للموت فقد أكدت منظمة الألمانية مهتمة بحقوق الإنسان أن 30 % من النساء أما يتعرضن للموت بسبب النزيف أو التلوث البكتيري، أو يصبن بأمراض مزمنة نتيجة للختان وأيضا عدم الاستقرار الأسري والطلاق نتيجة لعدم الانسجام العاطفي بين الزوج والزوجة فكثيراً ما يحدث عجز جنسي أو عقم لدى المرأة، ومخاطر صحية أثناء الولادة.كما يؤدي إلى مجموعة كبيرة من الأضرار العضوية والنفسية للمرأة المختونة مما ينعكس على المحيطين بها وأولهم الزوج والأولاد إن وجدو.وتشمل الأضرار المترتبة على الأنثى: - العجز الجنسي وهو باختصار عدم قدرة المرأة على التواصل وتحقيق الإشباع الجنسي لزوجها.- نقص الخصوبة والذي قد يصل أحياناً للعقم.- الألم الشديد عند الجماع.- تضاعف احتمال وفاة الأم عند الولادة وزيادة احتمال وفاة المولود أثناء الولادة.- الألم الشديد المصاحب للعادة الشهرية.- الالتهابات المتكررة لمجرى البول وتسرب البول.- التكيسات الجلدية والصديد والندبات بالجلد.- زيادة احتمال الإصابة بالناسور.- آلام أسفل الظهر.- في بعض الحالات تظهر أمراض نفس جسدية وهي الأمراض التي تظهر أعراضاً مرضية جسدية نتيجة لاختلال وظائف المخ.- لوحظ إصابة حوالي 2 % من المختونات بحالة هياج جنسي مزمن تزيد فيها الرغبة الجنسية بصورة غير طبيعية.إلى جانب ذلك يعرض ختان الإناث المرأة لمجموعة من المشاكل النفسية هي:- الاكتئاب والقلق.- حدة الطبع وسرعة الغضب.- تؤدي حالة الألم الهائلة التي تتعرض لها الفتاة عند الختان ( في حالة إجراء الختان بدون تخدير) أو بعد زوال تأثير التخدير (في الحالات التي يتم فيها استخدام التخدير) إلى وجود حالة من الحساسية الشديدة ناحية أي اقتراب من أعضائها الجنسية عند الجماع وتصل هذه الحالة في بعض الأحيان إلى نوع من الهستريا. وفي الرجال يؤدي عدم تحقيق الإشباع الجنسي إلى واحدة أو أكثر ما يلي:- زيادة معدل الوفيات.- ضعف حاسة الشم : حيث أن إفراز هرمون البرولاكتين عند حدوث الإشباع الجنسي يؤدي إلى وتقوية حاسة الشم.- زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب وزيادة احتمال الإصابة بالأزمات القلبية.- ضعف مستوى اللياقة البدنية.- زيادة معدلات الاكتئاب والقلق.- زيادة الإحساس بالآلام عموماً كآلام الصداع والتهاب المفاصل.- زيادة احتمال ضعف وظيفة المثانة.- ضعف وظيفة البروستاتا وزيادة احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا.- ضعف التركيز والأداء العقلي.- زيادة احتمال الضعف الجنسي.- ضعف الجهاز المناعي.
|
ومجتمع
ختان الإناث في اليمن ..تجاهل حكومي وإحصائيات مخيفة
أخبار متعلقة