كلما حاولت أن أنوء بقلمي وأبتعد عن هذا العالم وأنزوي بذاتي في ركن غرفتي أسد أذني حتى لا أسمع ضجيج العالم,وأغمض عيني حتى لا أرى مآسي الكون,واعطل تفكيري حتى لا أنشغل بمعاناة الغير, أجد نفسي مجبرا أن أنخرط في كل هذا دونما تفكير أو تأن أو حتى حذر..كل شيء حولي يجبرني أن أنخرط في هذا العالم وأن أقحم تفكيري وحواسي ومشاعري وأفكر دونما إنقطاع وأتساءل كلما عظمت المنايا والمصائب والمحن وكثرت البلايا أيعقل أننا فعلا بشر؟أيعقل أن نكون من قدنا العالم في غابر الزمان واجتزنا ببساطتنا وصدقنا وإيماننا الهضاب والسهول والوديان؟ لا...لا..حتما هناك خطأ ما..وأعود لذات السؤال وأكرر ألم نكن نحن من قلبنا موازين الحياة ووضعنا دساتير الإنسانية وأسسنا العلوم وأنبثق من جلابيبنا نهضة العالم وتطوره ورقيه,وأنسل من القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى تعاليم الحياة ومبادئ الإنسانية وأخلاق البشرية..عجبا أيعقل أن نكون تناسينا هذا؟ أيعقل أن نكون تحللنا من ذلك؟ أيعقل أن نكون انسلخنا من كل هذا؟ لماذا لم نعد كذلك ؟ طبعا لا إجابة مطلقة وشافية لكل تلك التساؤلات التي تحتم في ذهني المنهك وتقرع طبول البحث عن الإجابة..ولن نجيب وإن أجبنا فحتما لن تكون شافية كافية تلبي الغرور وتخمد نيران البحث المتواصل ليل نهار,في عروبة لم يبقى منها سوى الأسم وإنسانية مات فيها الضمير وأنسلخت منها القيم والمبادئ وتعاليم الدين..رحلة بحث مضنية بين ركام البشر وأشباه البشر وبعض ممن أعتقد انهم بشر عن إنسان لايزال للإنسانية وللدين وللسنة وللقيم فيه مكان..لم يعد هذا كله .. ولم نعد نحن كما كنا لإننا بإختصار تجاوزنا حدود ديننا.. وأنسلخنا من أنسانيتنا وتمردنا على تعاليم إسلامنا.. حللنا..حرمنا.. قتلنا..شردنا..سفكنا .. تنصلنا من كل ماله صلة بديننا,فأطماعنا أعمتنا,وهمجيتنا أضرتنا, وغباؤنا قادنا إلى مصيرنا الذي يرفضنا ويتعجب لأمرنا..أنظروا إلى حالنا أمة هشة ,يقتل القوي فيها الضعيف ويحكمها قانون الغاب تسفك فيها الدماء ليل نهار دون أن نحرك ساكناً تغتصب فيها الشعوب وتهتك فيها الأعراض دون أن ننتفض, تزهق فيها الأرواح دون أن ننكر ذلك يقزمنا الغرب ويحكمنا المال, يعلو صوت الباطل ويخفض صوت الصوت رغم ان الحق هو الأحق..نناصر من يقتلنا ونعادي من يسعى لأن ينصرنا نتخلى عن مبادئنا ونتنكر لصوت الضمير بداخلنا,بات المال دستورنا, وباتت الاطماع هي من تقودنا نحو الاقتتال والاحتراب والعداء والبغضاء فيما بيننا لم نعد نفرق بين من هو عدونا ومن هو صديقنا فمقياس التفاضل والحكم عندنا من يدفع ويعطي هو سيدنا وتاج رؤوسنا,هو الآمر الناهي, هو من نطيعه حتى وإن كان على حساب كرامتنا..انظروا إلى حالنا تبدلت أحوالنا وتكدرت حياتنا وأكفهرت سماؤنا, ينام المرء منا بين الآهات والأنات, ويصحوا الواحد منا وهو صريع للحسرات والنهدات..يتأفف الواحد منا من كل شيء وتناسى اننا نحن من جلبنا هذا لأنفسنا..نقف فاغري أفواهنا وكان الطير على رؤوسنا ونتعجب من كل مايحدث ولم نسع لأن نقول كلمة حق أو نزجر ظالماً أو ننصر مظلوماً ونريد أن نتخلص من واقعنا ومرارة حياتنا وضنك معيشتنا..
|
آراء
نحن من دمر واقعنا
أخبار متعلقة