كلمات
احمد العطاسربما لمعنى لا تدركه الحروف، والوقوف أمام صور مميزة يجعل لغة الكلام تعيش في لحظات من التأمل، وربما تتحول إلى شعر غير قابل للإلقاء، ونحن الآن أمام صور للعالم الذي نتخيله جميلا، لكن ثمة متاعب تتخلله، وتحيط به المعاناة، استعرض فيها واقع الطفولة اليمنية بالعديد من الحقائق التي تتناول الظروف التي تحيط بالأطفال اليوم.نريد أن نناقش قضايا الطفولة، والهاجس اليومي لهم تحت ظلال الظروف الصعبة التي تحاصر طفولتهم وتدفعهم إلى أن يتخلوا عنها إلى تفاصيل أخرى لا وجود لهم فيها إلا بقدر الألم الذي ينتابهم، والقسوة التي يرضخون لها، فجاءت هذه الصورة محلقة بأجنحة العتب واللوم على الجهات المعنية لأنهم منحوا الطفولة عذابات ما كانت تستحقها.كنت أترصد حركة الأطفال اليومية من خلال تجوالي في العديد من أحياء مديريتي المعلا، والتواهي وغيرها، وكانوا يثيرون انتباهي أكثر من غيرهم، لأنهم لم يعيشوا طفولتهم كما يجب.ذاك الطفل لا يســــتطيع أن يدرس لأنه من أسرة فقيرة، فلا يستطيع شراء أدوات ومعدات الدراسة، بل أصبح بعض الأطفال معيلين لأسرهم، يسعون في الشوارع لبيعوا علب الفاين لأصحاب السيارات، أو (كراني) على بعض الباصات يحاسب الناس، أو متسولاً يجمع المال من هذا ومن هذا، وذاك يحمل عبوات الماء البلاستيكية من مسافات بعيده لأسرهم ، ليشربوا ويطبخوا منه ،ومن هنا تتكون وتنشأ لديه السلوكيات الخاطئة والغير مسئولة، وغير ذلك من المسميات التي تعيشها اليوم الطفولة في بلادنا ، بالإضافة إلى عدم وجود أماكن لتفريغ طاقاتهم ومواهبهم المكبوثة في نفوسهم لعدم عيشهم لطفولتهم بالشكل المناسب والطبيعي أسوة بأقرانهم ،حتى صارت حياتهم تتشكل على ألوان من الهموم، فالطفل اليمني صار يكبر بسرعة، يتجاوز السنوات في لحظة وينسى طفولته التي هي أجمل مراحل عمره، ويختزن القسوة بدل البراءة في نفسه وحين يكبر ينظر لأبوية حين يطلبان منه شيئاً من المال أنهماً بنظره عالة ليس لهما أي حق في ماله الذي اكتسبه من هنا وهناك، حيث أنه يتذكر الأيام السوداء التي مرت في طفولته، فيتذكر طرد أبيه له من المنزل بحجة أنه يريده أن يعتمد على نفسه ليكون رجلاً، يتذكر ذلك الجاري الذي يدفعه ويتجول به وهو صغير للبيع، يتذكر نومه على الرصيف في الشارع، يتذكر ويتذكر.ومن هذا المنبر المبارك ابعث رسالة إلى كل الآباء والجهات المعنية بشئون الطفل في بلادنا أن يتقوا الله بهؤلاء فأنهم أمانة في أعناقكم، عليكم أن تنظروا إلى واقع الطفولة المرة التي يعيشها أطفالنا من خلال الإهمال الذي طال ابسط حقوقهم في الحياة الكريمة.