ألقى محافظ محافظة عدن الأخ وحيد علي رشيد كلمة في الحفل الخطابي والفني بمناسبة العيد السادس والأربعين للاستقلال الوطني 30 من نوفمبر الذي أقيم بقاعة فلسطين للمؤتمرات بعدن يوم الثلاثاء الماضي .ولأهمية ما جاء في الكلمة تنشر(14اكتوبر) نصها:في موطن يزهو له استقلالنا ويكبرالله اكبر .. اكبروهتف الزمان .. وللزمان تلفت وتحيرمن ذا الذي يدوي السماء بجانبيه ويزخرشعبي يشق الشمس عبر نضاله ويتحرريمضي به التاريخ عن ابطالنا يتفجرحمماً تناثر من شظايا نارها مستعمرهكذا قال ابن عدن الشاعر لطفي جعفر أمان في يوم الاستقلال المجيد، يومها كسرت قيود الكبت وأذعنت الإمبراطورية التي كانت توصف بالتي لا تغيب عنها الشمس وتسيطر على ربع العالم لقرار الخلاص من ربقة وصايتها وامتهان الاستعمار . إرادة شعب لم تقهر بقوة عتاد ولا بتقنية سلاح , امتشق الأبطال سيوف عزتهم يباهون العالم بأسره ليس بعدد ولابمال ولم يكن لديهم مايملكه عدوهم ولكن بما هو أعظم وأسمى وحق لهم أن يفخروا بوحدة صفهم وواحدية نضالهم -حتى الأحداث العرضية التي كان يصطنعها الاستعمار يومذاك لم تنل من عزيمتهم , جمعهم منادي الوطن من كل فج متجاوزين المناطق والاتجاهات جنوبا وشمالا وشرقا وغربا يذودون عن حياض كرامتهم ويغسلون بدمهم الطاهر دنس الاستبداد ,التحفوا السماء وحفاة لم تثنهم المسافات الطوال ووعورة الجبال وتقلبات الطقس من الوصول الى مواطن الشرف والكرامة يقاومون بعزة لا تقبل البغي ولا ترتضي أنصاف الحلول .لم يعل على عزتهم تلك غبار الارتهان ولم يكن للارتزاق بقضايا شعبهم سبيل لنفوسهم الابية .رغم الفقر والحرمان والمعاناة توج نضالهم نصرا هللت له الارجاء اجلالا وعلت زغاريد استقباله تشعل الارض حماسة وتحث الخطى لعمل دؤوب وقيم ثورية يتناقلها الاجيال الى اليوم . لقد كان أولئك الأحرار مشعل ثورة لم يخبء وهجها حتى اللحظة ،وحين اطلوا كانوا اشراقة صباح في ليل التعاسة، وشمعة أمل لا تنطفئ . اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة نباهي المستقبل بصناعة ماضينا الحافل بالانتصارات وعزة الأباء والأجداد فصار حقا علينا ان نخاطب صناع المجد بالقول :حي على تصميمكم أيها الأحرار يا من أعدتم الروح الوثابة للنفوس اليائسة والاعتبار للكرامة المصادرة دون أن تثنيكم قوة البغي وأساليب البطش فأنجزتم التحرر بعد سنوات كفاح لم تتبدل فيها قناعتكم او تساوموا بمبادئكم فمنكم تعلمنا نبل الثائر .الأخوة والأخوات في عدن العطاء والحرية نتبادل بسمات الابتهاج بذكرى الاستقلال المجيد سائرين على درب الميامين نتطلع للمستقبل المشرق , يحذونا الأمل في إن يكون مستقبلا حافلا بالمنجزات على مستوى الوطن برمته . نتجاوز فيه ما رمي على الوطن جورا من مخلفات الظلم والاستبداد , نخوض معترك البناء والانجاز نشد سواعد بعضنا بعضا ونؤسس لعمل مدني وشراكة حقيقة يلمسها الجميع واقعا.مدينتكم الفاضلة عدن تغلبت بفعل تكاتف الشرفاء والمخلصين من أبنائها على كل محاولات إعادتها إلى الوراء , سعى المتربصون بمدنيتها إلى سلبها قيم المحبة والاخاء وروح التعايش يدفعهم الوهم الى تلك المرامي البائسة عبر طرقاتها ومدارسها ومستشفياتها وخدماتها المختلفة , لكنها عدن التي انتصرت على كل محاولات التطويع ولي الذراع منذ العهود الغابرة , أبت هذه المدينة الا ان تظل مدينة السلام والمحبة مدينة عالمية لاتعترف بالمناطقية ولا السلالية ولا المذهبية وغيرها من مسميات الصراع , عدن تحتضن البحر ومنه تطل على العالم بكل مافيها من تنوع وفيه من عطاء , ولقد حظيت هذه المدينة باهتمام خاص من الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي فاستطاعت خلال العامين المنصرمين تجاوز ماكان يلوح في الأفق من تدمير لما تبقى فيها , فاستقرت أوضاعها إلى حد كبير في مجالات المياه والكهرباء والتعليم والصحة والأمن والنظافة , لكنها ماتزال بحاجة لاهتمام استثنائي وجهد مضاعف يؤهلها لوظيفتها الاقتصادية كميناء عالمي يخدم البلد , ماتزال المركزية عائقا أمام الكثير من الانجازات فيها فالميناء مايزال يعاني منذ خمسين عاما رغم كثرة الخطط والحديث فيها لكنها ماتزال لا تستقبل اكثر من 264 الف حاوية في العام , مؤسسة رائدة مثل موانىء عدن لابد لها من شراكة حقيقية مع القطاع الخاص تخرجها مما هي فيه وفي جميع الموانئ الخمسة في المحافظة , ومثلها المصافي والمطار والمنطقة الحرة والتركيز في ذلك على مكانتها العالمية وحاجتها لبنية تحتية تقدمها كمنافس عالمي في كل المجالات . ومما يجب الاشارة اليه حاليا ماتشهده المحافظة من مشاريع البنية التحتية كاضافة لما حظيت به منذ العام الفائت من مشاريع الطاقة الاسعافية ودعم النظافة وترميم وانشاء المدارس وآبار المياه وبعض المشاريع الصحية وغيرها من القطاعات المختلفة فهناك مشاريع في البنية التحتية في الطريق البحري الذي يسير العمل فيه بوتيرة عالية ويتوقع الانتهاء منه في يوليو القادم 2014 وسيتم الانتقال في العام الذي يليه الى ترميم الخط القديم بازالته بالكامل وترميمه مرة أخرى ليصبح ثمانية خطوط , إضافة إلى انه تم إقرار 17 مليون دولار للتقاطع في جولة كالتكس وسترسى المناقصة في فبراير 2014م , و لدينا ايضا 28 مليون يورو لصيانة محطة المنصورة وخمسة مليار ريال لصيانة الشبكة التحويلية للكهرباء , الى جانب خط النقل عبر منحة صندوق ابوظبي بما يقرب من 60 مليون دولار لربط جنوب المدينة بشمالها , اضافة الى مليار ومئتي مليون ريال لإنشاء وترميم مدارس .وهاهي جهود المعالجات تتواصل فقد تكللت بإطلاق حزمة من المعالجات لقضايا المنقطعين عن العمل وقضايا الاراضي عبر صندوق المعالجة بـ 350 مليون دولار بدعم من دولة قطر الشقيقة خدمات كثيرة ستنالها هذه المدينة لكنها بامس الحاجة الى جهدنا وتعاوننافالامن لن يستمر منضبطا اذا لم يكن لدورنا المجتمعي وجود ومثله النظافة وبقية الخدمات , لابد ان ناخذ بقوة بيد المعتدين نوقف مهزلة الاعتداء على سيارات النظافة ونحث من يتخلف من جنود الامن من سكان الاحياء عن واجبه للقيام بذلك وبدورنا وضغوطنا سنصل الى مانصبو اليه في مدينة راقية تحظى بمكانة عالمية .الإخوة والأخوات يحمل نوفمبر المجيد ذكريات وطنية عديدة إلى جانب ذكرى الاستقلال مما يجعله الأكثر تميزا ففي العام 1989م كان وفاق تم فيه توقيع اتفاقية الوحدة وفي العام 2011م جرى فيه التوافق على المبادرة الخليجية وما أفرزته من تحولات أفضت إلى يوم 21 فبراير 2012 يوم الديمقراطية الذي توج بانتخاب المشير عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية والذي على يديه تحقق للوطن ماكان يعده البعض مستحيلا . وصولا إلى التوافق الوطني والالتقاء على طاولة الحوار كانجاز غير مسبوق على مستوى دولا كبرى , وهاهي ثمار هذا الانجاز دانية اليوم تضع الوطن على موعد مع تحولات كبرى على الصعيدين المحلي والدولي . وعليه فان مما يجب التأكيد بشأنه حول جدوى مخرجات الحوار وتفاعل الناس حيالها يكمن فيما تحمله من مضامين تركز على الخدمات المرتبطة بمعيشة المواطنين بصورة اكبر ليدفعهم للاطمئنان على ماسيتبع من قرارات ويتفاعل معها لتلبيتها الحد الأدنى على الأقل من طموحه , فالمواطن جل مطالبه خدمية ومستعد ليتقبل أي شكل من اشكال الادارة طالما وهو يضمن له تحقيق تلك المطالب .وختاما لا يسعنا في هذا المقام إلا ان نتقدم بأزكى التهاني والتبريكات لرئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي , والأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء والى جميع ابناء شعبنا اليمني سائلين المولى عزوجل ان تعود هذه المناسبة وقد تحقق لشعبنا وامتنا المجد والسؤدد.